ليبانون ديبايت - ميشال نصر
ليل الثلاثاء الماضي لم يكن عاديا في غرفة عمليات قيادة الجيش ، فاحدى البواخر التركية "المشبوهة" دخلت المياه الاقليمية اللبنانية ، متبعة المسار البحري المعتمد من تركيا الى طرابلس ، قبل ان تقوم وحدة من القوات البحرية بتطويق السفينة واقتيادها نحو مرفأ "الفيحاء".
قصة بدأت يوم تبلغت منذ حوالي اسبوعين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني برقية على درجة عالية من الاهمية من مصدر موثوق ودقيق"، عن عزم تنظيم الدولة الاسلامية ادخال اسلحة نوعية عبارة عن مجموعة من الصواريخ المضادة للدروع من انواع مختلفة لتخزينها في منطقة الشمال، عبر احدى السفن القادمة من تركيا، استعدادا لتنفيذ مخطط اقليمي كبير .
عليه وضعت تلك المعلومات بتصرف قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي طلب من "خلية الازمة الدائمة في مديرية المخابرات" اتخاذ الاجراءات اللازمة لاحباط العملية، خاصة مع توافر معلومات استخباراتية عن عزم المجموعات الارهابية اشعال جبهة حمص باتجاه الساحل الشمالي اللبناني ، تزامنا مع هجوم من محورين الاول من الشمال باتجاه الوسط والثاني من الجنوب تحديدا القلمون الغربي الذي تحول الى مركز تجمع لتلك الجماعات، ما فرض على قيادة حزب الله والجيش السوري التسريع باحتلال "طريق الكاستيلو" لاحباط المخطط، وفقاً لمصدر دبلوماسي.
مخطط اريد منه للبنان وظيفتين تامين واجهة بحرية للدولة الاسلامية ، وممرا للامدادات اللوجستية نحو سوريا، على ان يساعد في تحقيقه مجموعة لبنانية مؤلفة من ٢٠٠ شخص بايعت التنظيم في مراحل سابقة ، مهمتها الى جانب بعض الخلايا النائمة احداث بلبلة تمهد للسيطرة على بقعة واسعة تمتد من الحدود السورية باتجاه الساحل، تساعدها في تحقيق اهدافها الاسلحة التي سيجري تجميعها في مخازن خاصة في الشمال.
"حلم امارة شمالي" لن يكتب له النجاح وفقا لمصدر عسكري بارز ، اذ يؤكد انه لن يكون هناك اي مساحة جغرافية على الخارطة اللبنانية لاقامة امارة عليها مهما كان الثمن، لا ماضيا ولا حاضرا وبالتاكيد ليس مستقبلا. تحت هذه العناوين ادرج موضوع السفينة التركية التي شابت حولها الاتساؤلات وتضاربت المعلومات حيث حاول المشككون التصويب على الجيش من خلالها في كواليسهم.
غير ان الباخرة التي يبلغ حجمها "مدينة" دون مبالغة ، كانت تحوي مئة شاحنة مبردة ، ٦٠ منها تحمل اسماكا و٤٠ فارغة، بحسب ما تبين للقوة التي داهمتها قبل اقتيادها لتفتيشها في بيروت بعدما تبين ان اجهزة السكانير الخاصة بمرفأ طرابلس معطلة. كشف بين ان الشاحنات "نظيفة" لا تحتوي اي مخابئ سرية او اسلحة، ليتخذ القرار بالسماح للبارخة بمغادرة الاراضي اللبنانية بناء على اشارة القضاء المختص، بعد افراغ حمولتها حرصا على مصالح اصحاب الشحنة بعدما اصبحت الاسماك مهددة بالتلف، ملحقة خسائر كبيرة بالمستورد.
مصادر خبيرة في الهندسة البحرية مطلعة على تفاصيل الملف اشارت ، الى ان تفتيش جسم السفينة امر صعب، خاصة ان "البضاعة" المهربة صغيرة الحجم، في ظل غياب خرائطها الهندسية والمعدات المطلوبة في عملية مماثلة والتي تطلب اقله اسبوعا لاتمامها. عليه تعتبر المصادر ان الجيش اللبناني نجح في احباط العملية مفوتا الفرصة على الارهاببيين في تحقيق هدفهم بايصال الاسلحة الى الشواطئ اللبنانية سواء كانت السفينة فارغة ام محملة بها بعدما تمت اعادتها الى الدولة المصدر ، علما ان اوساط معنية تصر على "المصداقية العالية" التي يتمتع بها المصدر الاستخباراتي .
ايا يكن فان الجيش اللبناني بمديرية مخابراته وفي اطار عملياته الاستباقية النوعية ، نجح مرة جديدة بخنق مخطط ارهابي كبير في مهده ، دون ان يعني ذلك القضاء على المشروع الاساسي، حيث تستمر الحرب المفتوحة بمعاركها المختلفة الوجوه، مرسلا رسالة قوية لمن يعنيهم الامر ان العين مفتوحة برا، بحرا وجوا لمنع تحويل لبنان الى ارض نصرة او جهاد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News