المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الجمعة 05 آب 2016 - 10:34 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

صفقة الـ"ن.ج" لإيصال عون إلى بعبدا

صفقة الـ"ن.ج" لإيصال عون إلى بعبدا

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

دارت المُحرّكات بكامل قوّتها من أجل الدفع لإيجاد حلول للملف الرئاسي العالق في متاهة الصراعات السياسية والإقليمية. وتوازياً مع ثُلاثيّة الحوار، نشطت وتنشط إجتماعات مكوكيّة جانبية بين الطرفين الأساسيين في أزمة الأسماء (المستقبل - التيار الوطني) علّها تجد طريقاً نحو الحل. البحث الحالي يجري عن صفقة تُخرج الكرسي الرئاسي من القمقم. وعلى مبدأ الدوحة اللبنانية التي إقترحها الرئيس نبيه بري، ولِدت أفكار بديلة عن الـ "س.س" التي كانت عنواناً للمرحلة الماضية لتحل مكانها معادلة جديدة تُختصر بـ"ن.ج" الرئاسية.

بيوت في الوسط هي مقرٌ لتلك المعادلة التي يبحث فيها كل من مستشار الرئيس سعد الحريري، (نـ)ـادر الحريري، ورئيس حزب التيار الوطني الحر، (جـ)ـبران باسيل، السبل من أجل إيجاد توليفة رئاسية على مبدأ السلة الكاملة، تصل بالعماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة بمباركة سُنيّة. لهذه التوليفة محاذير وطريقها شائكة يسعى من يعمل فيها ويروّج لها، إلى شقّها ولو بالأنامل لتعبر بأمان نحو المباركة الإقليمية ولتعبيد الطريق أمامها بداية من بوابة الإتفاق على المبادئ العامة، من الإستفادة حتى تأمين المصالح.

يتخوّف "الحريريون" من أن يتحول العماد ميشال عون في حال وصل إلى سدة الرئاسة، إلى سيفٍ مُسلّط على أموالهم ومصالحهم من سوليدير حتى الواجهة البحرية و...، كون العماد عون جاهر مراراً بالمحاسبة على سياسيات التسعينات. يريد الحريريون ضمانات كي لا تنقلب الطاولة عليهم.إنطلاقاً من هذه الأفكار، يجتمع الـ"ن.ج" لبلورة "ورقة ضمانات" تكون مدخلاً للعماد عون ومخرجاً للحريري المتأزم في شارعه الساعي إلى العودة من أجل المحافظة على ما تبقى له.

الحريري وضع على كاهله التسويق للجنرال في البلاط السعودي من أجل توفير مباركة المملكة بشرط أن يقدم تنازلات تدوّن على الورقة التي ستصبح لاحقاً إتفاقاً ضمن صفقة شبيهة بصفقة "الدوحة" تؤدي إلى حل مشكلة الرئاسة، والإتيان بسعد رئيساً للحكومة. المشكلة تكمن في التفاصيل، في مداخل الكلمات ومخارجها، حيث يريد الحريري ضمانات "لا متناهية" و "كرت بلنش" حتى يوافق على صفقة التسويق لعون وإيصاله وتأمين رئاسة هادئة له على رأس مجلس الوزراء. هو يتخوف من تكرار سيناريو إسقاط حكومته عام 2011، وعليه يريد ضمانات بعدم إسقاطها وبعدم عرقلة عمله أو حكمه أو مشاريعه، هنا، لا ينتبه الحريري، وفق مصادر "ليبانون ديبايت" إلى نوعية سياساته وكيف ستكون وهل ستخلق مشكلة أم لا وهل سيستغل الإتفاق من أجل تمرير ما لم يمرّر في ظل عدم وجوده على الكرسي؟! أمور جوهرية ترى فيها المصادر "إستحالة في تقديم ورقة بيضاء" أو أن يأتي عون رئيساً بظل هكذا إتفاق يستغله الحريري في أخذ ما يريد دون أن يقدم شيء سوى الموافقة على عون رئيساً.

أمور ليست مقبولة من وجهة نظر حزب الله الذي يريد أيضاً ضمانات من الحريري بحجم الضمانات التي سيقدمها "العونيون" له، حول الخطوط العريضة التي هي سبب الإشتباك على الساحة. لا يخفي الحزب صراحةً رأيه عندما يقول "لا نريد ولاية متأزمة ولن نقبل أن يجلس عون على كرسي مزعزعة موضوعٌ على كاهلها حملٌ ثقيل" الحزب همه توفير أرضية حكم مستقرة لعون كي تُحقّق الأهداف من الرئاسة، ولا يريد نموذج إشتباك رئاسي - حكومي، ولا يحبذ إبتزازات الحريري عبر الورقة المسماة "ضمانات" التي يريدها ساكن بيت الوسط شماعة إبتزاز لفريق سياسي واسع.

وعلى الرغم من أن حزب الله لا يعرقل أبداً أي طرح يمكن أي يصل بعون إلى بعبدا، لكنه ضمنياً، غير متحمّس لموضوع تسويق الحريري للجنرال في المملكة، لأن الحزب مقتنع بعدم إمكانية قيام الحريري بذلك خاصةً في ظل الواقع الجديد في المملكة حيث لم يعد "الشيخ سعد" يمتلك تلك القنوات التي كان عبرها يمرّر الطلبات والرسائل.

إذاً، البحث جارٍ بين قاعدة "نون" ومبدأ "جيم"، وبينما تتضارب مصالح الأقليم على أعتاب بلاد الأرز وتضرب شواطئه رياحُ عاتية بسرعة الـ180 ملم، تهتز الأشرعة ومعها ما تبقى من إستقرار سياسي، يحاول الربانين إنقاذ البحارة الراسين على مياه الأمل، علّ الدخان الأبيض يخرج من مدخنة تلك الباخرة التي بحاجة إلى فحم إقليمي حتى يبارك الوصول إلى الخواتيم. وحده حزب الله يراقب عن كثب، تاركاً المجال للصفقة "العونية - الحريرية" مرسلاً إشاراته حول مرتكزات التفاهم التي هي من المسلّمات ولن تمرّ إن خرجت عن هذا الإطار.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة