مع أن البعض، وعلى رأسهم «حزب الله»، يحاولون من حين لآخر أن يلقوا مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي على الرئيس سعد الحريري وحده ومن خلاله على المملكة العربية السعودية، فإن الحزب يلصق هذه التهمة به لتبرير مقاطعته جلسات انتخاب الرئيس بذريعة أن مشاركته فيها تتوقف على انتخاب حليفه عون رئيساً للجمهورية.
وفي هذا السياق، قالت مصادر بارزة في «المستقبل» إن الحريري قال كلمته في دعمه ترشح زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وإن على الآخرين القيام بمبادرة ما لإخراج ملف الرئاسة من التعطيل المنظم الذي يقوده «حزب الله».
وأكدت هذه المصادر أن الحريري، وقبل أن يغادر إلى الخارج، كان صارح جميع الذين التقاهم بأنه غير مرتاح إلى الوضع العام في البلد الذي يعاني من تأزم سياسي يضعه على حافة الانهيار على المستويات كافة.
ونقلت عن الحريري قوله إن البعض يتصرف وكأنه مرتاح في منطقته مع أن البلد ليس كذلك، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية من الطائفة السنية، في ظل تغلغل ما يسمى «سرايا المقاومة» التي أنشأها ورعاها «حزب الله» في معظمها، وأن من فيها يدفع في اتجاه رفع منسوب الاحتقان السياسي والمذهبي، مع أن هذا الموضوع بالذات كان ولا يزال البند الأبرز على طاولة الحوار الثنائي بين «حزب الله» و «المستقبل» برعاية بري، من دون أن تتوصل إلى نتائج ملموسة في اتجاه وضع حد لهذه المجموعات التي تستبيح المناطق وتقوم بكل ما يخل بالأمن.
ورأت المصادر أن «المستقبل» باشر اجتماعاته المفتوحة للبحث في الخيارات السياسية من دون أن يتخذ حتى الساعة أي قرار في هذا الخيار أو ذاك، ومنها احتمال انتخاب عون رئيساً للجمهورية. وقالت إن الموقف من الأخير طُرح لكن الغالبية لم تحبذه، ليس «لأننا على موقفنا بدعم ترشح فرنجية فحسب وإنما لرفضه تحديد موقفه من أبرز القضايا السياسية التي هي في صلب التأزم الذي يمر فيه البلد».
وسألت كيف يريد عون الحصول على تأييد «المستقبل» في الوقت الذي يتصرف على أنه في تحالف وجودي مع «حزب الله»؟ وقالت إن لا مواقف شخصية منه، لكن الأمر يتعلق بخياراته السياسية، فيما بادر فرنجية منذ لحظة إعلانه ترشحه للرئاسة إلى إبداء رأيه في معظم القضايا التي ما زالت عالقة.
ولفتت المصادر هذه إلى أن المنافسة على الرئاسة محصورة الآن بمرشحين من «قوى 8 آذار» هما عون وفرنجية، لكن هناك من يتصرف وكأن لا ضرورة لانتخاب الرئيس في الوقت الحاضر ويسعى لتمرير الانتظار مع أنه لم يعد في وسع البلد التكيف مع هذا الانتظار، وبالتالي على من يؤيد فرنجية أن يتحرك لفتح ثغرة في الحائط الرئاسي الذي لا يزال مسدوداً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News