المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 09 آب 2016 - 11:07 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

حزب الله: رعد.. برداً وسلاماً عليك

حزب الله: رعد.. برداً وسلاماً عليك

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لم يكن في بال أكثر المتفائلين، أن يقدم رئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة المستقبل النيابية والخصم اللدود لحزب الله، فؤاد السنيورة، على إقتراح نظيره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، الحاج محمد رعد، لخلافة نبيه بري كرئيسٍ لمجلس النواب!

الإقتراح الذي سقط كالصدمة على كل من تابع مؤتمر السنيورة الصحافي الذي خصصه لإبداء آراءه حول إستمرار الشغور الرئاسي ونفاذ الفرص وإنفراط عقد النصاب المؤهل لجلسة إنتخاب رئيس مرّ عليها الرقم 43 مرور الكرام، عرف السنيورة كيف حاكه وكيف أوصل الرسائل المتعددة في إتجاهات شتى وإن كان قد نفض كلتا يداه منه لاحقاً، وكيف نقل النقاش من مكانٍ إلى آخر، وكيف ظنّ البعض أن إقتراح "الرعد" ربّما يكون ضمن سلّة كاملة تُبحث على طاولة الـ"ن.ج" في بيت الوسط!

السنيورة الذي عرف كيف يقتنص الفرص، كان ذكياً في طرحه، محاولاً عبره حشر حزب الله وإستفزاز الرئيس البري بعد أن كان السنيورة قد واجه في الجولة الأولى، الوزير علي حسن خليل، ضمن واقعة نقاش صاخبة أنتهت بكلمة سرّ. هو يريد إبتزاز ومراوغة الرئيس بري من جحر يعرفه السنيورة جيداً. حزب الله، لا تمرّ عليه هذه اللاعيب، هو فَهِمَ جيداً مقاصد السنيورة وعلى من يرمي سهامه، وبطبيعة الحال، حزب الله الذي بنى تحالفاً موثوقاً مع بري وعبره مع حركة أمل، ترك يومها أمور السياسة للرئيس العارف بتدوير الزوايا وكان دوماً بعيداً عن صراع المقاعد الذي يغرق به السنيورة وأفراد كتلته منذ فترة!

حزب الله ووفق قراءته، يعتبر أن كلام السنيورة هو كدس السم في العسل وكلام إستعلائي يريد عبره رمي السنارة علها تخرج له سمكة ملوثة يضعها في "سلة الضمانات" التي تناقش بهدوء بين بيت الوسط مع الرابية، وتكون لهذه السمكة مهمة أخرى هي تسميم الأجواء بين بري وعون بعد الإتفاق النفطي الأخير، على إعتبار أن السنيورة حاول الإيحاء بأن هذا شيء من ما يبحث داخل الصالونات! لعبة لن تمر، كون لا قواعد جدية لها، وهو جو حزب الله الذي تنفي مصادره نفياً قاطعاً أي يكون ما تفوه به السنيورة قد بحث مع الحزب على طاولة الحوار مع المستقبل أو أنه يبحث مع التيار الوطني في أماكن أخرى، لا بل أن المصادر التي لم تعر قيمةً لهذا الكلام، تعتبره طعناً في ظهر الرئيس سعد الحريري قبل أن يكون طعناً بظهر بري، كون الحريري يحافظ على قدرٍ هام من العلاقة مع رئيس المجلس، وهي ما تعتبر مصدر إستفزاز للسنيورة الموصدة أبواب عين التينة بوجهه.

إذاً عصافير عديدة حاول إصطيادها الرئيس صاحب أكبر قدر من المشكلات في عهدٍ حكومي، لا تبدأ بحزب الله ولا تنتهي بتياره المستقبل، وعلى الرغم من أنه نسف كلامه عبر بيان التراجع، لكن المؤكد أن السنيورة البرغماتي والسياسي الماكر قد أتقطن لغة عرف كيف يستخدمها وعلى أي مسمار يضرب، لكنها لن تصل إلى مستوى خروج صوت الرعد من بين غيوم السياسة الملبّدة بعد أن بات "رعد السنيورة" بالنسبة لحزب الله برداً وسلاماً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة