ليبانون ديبايت - كرم سكافي
طوفان سوريا إبتلاء، و إلى الآن لم تُبنَ أي سفينة، خمس آذانات في كل منها سبع نداءات لم تستطع أن توقظ النّيام، والحديث مقتصر في شرق الخمول على التّسليم و الإنتظار والإكثار من الدعاء مع الإبقاء على جوهر الإختلاف حول تعريف مصطلح الفئة "الناجية" وتلك "الباغية". و العجيب في الأمر أنّك لو إستمعت إلى فقههم إستغربت فعلهم.
شرقُ الشّرارة فيه تنقلب سريعاً إلى نار، إلتزام النّاس فيه بالتّقليد و سعيهم لتحقيق النبوءات، الإنبهار عندهم محصور بالأقوياء، أنصار أبي جهل و أبي لهب ملأوا المكان و شغلوا الزمان، و أتباع الإمامة و مؤيّدو الخلافة يختلفون على تعريف الشّهادة و من هم الشّهداء، الحق أنّهم جميعاً في هذه الحرب إمّا قتلى أو أسرى أو أحياء ينتظرون الهلاك، لقد اختار العدو لهم من عقديتهم حلاً للتّخلص منهم دون حرب عليهم تكلفتها تفوق بلايين الدولارات، لقد فتح لهم باباً يعبرون منه كما أرادوا من دار الفناء إلى البقاء.
هي حرب إبليس، و ستعيش إلى أن يفنى، وستبقى ما بقي، تراهم يقبلون عليها أفواجاً، يدخلون نارها و أنظارهم إلى باب الجنّة شاخصة يحسبونها برداً و سلاماً في ظاهرة غريبة لم ترد إلا في قصص الأنبياء عن سيدنا إبراهيم أب الأنبياء، لكنّ هيهات هنا بين الشاهين و الغراب، هذا ريشه تاج و ذلك للتّراب، الأول لا يأكل إلا ممّا تصنعه يداه و الثّاني يرقص فرحاً على جيف الأموات.
بحر دون ساحل، التّائه فيه لن يتوقّف توهانه إلا عندما يموت، بالفأس تصنع الأصنام و بها تهدم، وحرب سوريا مصنوعة، وجهاد البطون و امتلاء الجيوب و الإتّجار بالممنوع فتوى للمتقاتلين لا تقل شأناً عن جهاد النّكاح، غنيمة الحرب مثلها مثل ما ملكت الأيمان، حلال لا يلزمه كثير إجتهاد، و يقيناً فأولئك وهؤلاء بنوا أمجادهم و قصورهم على وقع الحرب و بحمل السّلاح و ترافقوا وراوغوا حيناً بالدبلوماسية و حيناً بفجور لا يقوى عليه إلا عبيد تدثروا بثوب أسياد ، فلسفة يعجز عن تفسيرها أبلغ المتكلّمين من العلماء ولن يتقبّلها المفجوع و لا حتّى المقتول لو تسنّى له الكلام، هي نظرية لا نعرف فيها الأصدقاء من الأعداء، لقد إستحال الكفر معها مقاومة و المقاومة نظام.
حرب اللإنتصار تحمل المتورطين إلى الإعتقاد وهماً بالنّصر، هم في ذلك يعيشون في أرض غير الأرض، و يتزودون من صفحات تلهب القلب و تلهم الشّوق لا تحتاج إلى العقل، حديثها فقط عن كيفية القتال وكم القتل. العقل بالفكر يحيى و به يتجاوز الإنسان الصّعاب و يصل إلى اليقين و هو مطلوب حتّى في السّوق إذا أن أيّ بيع وجب أن يقابله ربح فما بالك و الحديث عن حلب تختصره كلمتي موت و أكفان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News