ليبانون ديبايت - ميشال نصر
من يتابع مسيرة حزب الله في السنوات العشر الاخيرة، يدرك جيدا التحول النوعي في ادارته للازمات الداخلية اللبنانية، ولعبه على عامل الوقت لارهاق خصومه وتجميع المزيد من الاوراق لصالحه، لاعبا "الكارت" المناسب في الوقت الامثل، محصلا اكبر نسبة من الارباح، شانه في ملف الرئاسة اللبنانية و"سلتها" المتكاملة، التي اجاد "السيد" رمي كرتها الملتهبة في خطاب النصر العاشر في حضن الضيف المصري قبل غيره، بما يمثل من امتداد اقليمي.
ليس سرا انه ليست المرة الاولى التي تدخل فيها القاهرة على خط الازمات اللبنانية. فلطالما لعبت دورا "خفيا" خلال السنوات العشر الاخيرة. منها انطلقت فكرة ترشيح العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وفي العاصفة نفسها عقد اكثر من اجتماع سري بين 2005 و2008، اقليمي ودولي ذات طبيعة استخباراتية - سياسية لادارة الملف اللبناني. حتى ان رئيس المخابرات العامة المصرية الراحل اللواء عمر سليمان تدخل شخصيا لدى مرجع سياسي كبير ابان الانتخابات النيابية لصالح تامين مقعد لاحد ابرز اصدقائه من الثامن من آذار.
الا ان المسعى المصري المتجدد ياتي في لحظة اقليمية حرجة، تطرح اكثر من علامة استفهام حول "المغامرة" وما اذا كانت محسوبة بدقة. فداخليا يعاني حكم "المشير" السيسي مشاكل كبيرة تنذر بثورة جديدة جمرها تحت رماد الاجراءات الاقتصادية غير الشعبية، تزامنا مع ازدياد نشاط الجماعات الاسلامية التي باتت اللاعب الاول في سيناء، في زمن الخلاف المتفاقم مع انقرة التي اعادت الامساك بورقة الاخوان وكل ما تفرع عنها من "حماس وجر".
يضاف الى ذلك الموقف المتمايز للقاهرة من الازمة السورية، والذي ادى الى تقارب واضح مع طهران وسط مد وجزر بين الطرفين، امسكت فيه مصر العصا من النصف محاولة التقريب بين "أ.س"، ملتزمة اجراءات المملكة ضد حزب الله، مغلقة الباب "نصفيا" امام حارة حريك، من محاكمة شبكة شهاب مرورا بقرارات عرب سات، وصولا الى احالة رؤوساء احزاب الى المحاكمة بتهمة التواصل مع الحزب، لم تنفع زيارات وفود الحزب تحت غطاء الواجبات الاجتماعية في ردم هواتها. يرافق تلك الصورة علاقة متوترة مع "بيضة القبان اللبنانية"، الحليف التاريخي لها، بيك المختارة، على خلفية تجاهل الاخير "للتحذيرات والنصائح" من فتح منبر مهرجانات بيت الدين امام باسم يوسف، ترجمت في استثناءه من الدعوة الى "عشاء الدوحة" الذي ضم قيادات سياسية من الصف الاول المسيحي خصوصا.
من هنا يرى الكثيرون ان "مبادرة" امين عام حزب الله اصابت السعودية من بابين داخلي، عبر احراج "الشيخ سعد" واقليمي عبر "الوساطة " المصرية برعايتها ومباركتها، بعدما جمعت "الميسترال" الرياض-القاهرة-باريس، محققا هدفا في الثلاثي، لن ينجح معه المسعى الجديد ولا مبادرات الوقت الضائع، بوجهها العربي، هذه المرة، طالما لم يحسم بعد مصير الرئيس السوري ونظامه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News