ليبانون ديبايت - ندره وليم مطران
السّيّدُ شريف صحافيٌّ مُقتدرٌ. لطالَما أدخلَ، بقلمِه السّيّالِ البهجةَ إلى من جعلَ أخبارَه في دائرةِ الضّوءِ.
جمعَتْه صداقةٌ بأحدِ الوُزراءِ، فلم يترُكْ مُناسبةً إلاّ نشرَ أخبارَ الوزيرِ مدحًا وتقريظًا.
ولأنّ وزيرَنا "مِزوِق"، لا يرضى بأن يبقى الكلامُ الحلوُ حبرًا على ورقٍ، لم يترُكْ مناسبةً إلاّ أغدقَ عليه المالَ والهدايا؛ ولا عجبَ، فلكلِّ شيءٍ ثمنٌ. وماذا يفرُقُ الشّعراءُ القُدامى عن كثيرينَ من صحافيّي اليومَ؟
دارَتِ الأيّامُ دورتَها، "وطارَتِ الوِزارةُ "، و" طارَ" معَها الوزيرُ.
عندَ ذلكَ، جفَّ قلمُ السّيّدِ شريف، لأنّ أفكارَه نضَبَتْ، إذ لم يبقَ لوزيرِنا غيرُ اللّقبِ.
وحدثَ أن حصلَ تراشقٌ كلاميٌّ بينَ الوزيرِ الّذي "ركِبَ الكُرسيَّ، والوزيرِ الّذي تدحرجَ عنه، وتُبودِلَتِ الاتّهاماتُ بينَهما، لأسبابٍ لا شأنَ لنا بها.
أمعنَ الصّحافيُّ المذكورُ في توجيهِ سهامٍ جارحةٍ إلى صديقِه الوزيرِ السّابقِ، وتحوّلَتْ عبقريّتُه سلسبيلاً حلَّ برْدًا وسلامًا على الوزيرِ الجديدِ.
تُرى، إلى متى سيبقى صديقًا للمستوزِرِ حديثًا؟
أخطأَ والدُ الصّحافيِّ السّيّدِ شريف لمّا سمّاهُ بهذا الاسمِ يومَ ولادتِه.
ويحضرُني قولٌ للشّاعرِ الشيخ ناصيف اليازجيّ:
وما نفعَ الدّراهِم معْ جهولٍ يُباعُ بدرهمٍ وقتَ النّفاق.
والفارق أنّ السّيّدَ شريف ليس جهولاً، ولكنّ هذا عذرٌ أقبحُ من ذنبٍ.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News