لبى مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم دعوة النائب هادي حبيش لزيارة عكار، حيث كانت له محطات عدة من العبدة الى منيارة.
واقام حبيش مأدبة غداء تكريمية في مطعم "ديوان الوادي" على شرف اللواء ابراهيم شارك فيها عدد من النواب والشخصيات الامنية والدينية والسياسية والفعاليات الاجتماعية.
والقى حبيش كلمة قال فيها: "منذ إعلان دولة "لبنان الكبير" دأبت عكار على أن تكون رافعة لمؤسسات الدولة، في الإدارة والسياسة، والسلك العسكري وفي كل الأسلاك الوطنية، السلكية واللاسلكية، بوصفها فضاء للشرف والتضحية والوفاء. عكار التي طالما افتخرت بأنها خزان الجيش اللبناني والقوى الأمنية وبيئتهم الحاضنة، فخورة اليوم باستضافة لواء الأمن العام وسيفه اللواء عباس ابراهيم، الذي صنع مركزه ومكانته لدى كل اللبنانيين ولم يصنعه المركز. هو المثل والمثال، لابن الدولة الذي صار رجل دولة".
اضاف: "هذا هو اللواء ابراهيم رجل بين منزلتين، بين الأمن والسياسة، وقد أنجز الكثير في العالمين. فلا الشمال ينسى، ولا الجنوب الذي يأتي منه، ولا الجبل والبقاع، ولا بيروت، دوره في تحرير العسكريين المخطوفين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، الذين أسرتهم "جبهة النصرة"، وعادوا بجهود من اللواء ابراهيم، ومن بينهم ابن القبيات البطل جورج خوري، الذي ننتظر معه ومع أهل عكار وكل اللبنانيين عودة الأسرى الباقين، ونصلي معا من أجل أن تتكلل مساعي اللواء ابراهيم في رجوعهم آمنين سالمين ومن بينهم أسيرا فنيدق علي عمار وخالد حسن. ولا ننسى جهوده في إطلاق سراح الحجاج الذين اختطفوا في أعزاز وراهبات معلولا، والمفاوضات الشاقة التي قادها، بين حدي السياسة والأمن. وكيف نجح هذا الرجل في تحويل العمل الأمني إلى قيمة مضافة في السياسة، في حين كان كثيرون في أزمنة سابقة يجعلون السياسة في خدمة الأمن. واننا نتطلع معكم الى الى كشف مصير المطرانين المخطوفين في سوريا تمهيدا لاطلاق سراحهما".
واردف: "وحبذا لو يحذو بعض السياسيين حذوكم كأمنيين فيعمل على معالجة المشكلات السياسية مثلما تواجهون المخاطر الأمنية، بدون حسابات شخصية أو فئوية. حبذا لو يتسابقون على اعادة بناء الهيكل بدلا من التسابق على الكرسي وعلى تقديم ساعة الوطن الى الامام بدلا من التقدم المتواصل الى الوراء. حبذا لو يملأون الفراغ الذي حاصر مؤسساتنا من كل حدب وصوب، ونشر اليأس والإحباط في نفوس اللبنانيين. حبذا لو يتقون الله ويعيدون الهيبة الى مواقع النظام وفي مقدمها رئاسة الجهورية لتبقى للبنانيين جمهورية".
وختم: "لبنان في هذا المشهد المؤلم، كأني به واحة أمن وأمان. رغم مليون ونصف المليون نازح. رغم الخلافات الكبيرة بين أطرافه. رغم الفراغات السياسية الهائلة، يقف على قدمه الأمنية، يعرج، لكن لم ولن يسقط".
من جهته استهل اللواء ابراهيم كلمته بالقول بأن "الدولة مقصرة بحق ابناء عكار وينقصها الكثير لايفائكم حقكم".
اضاف: "ما كان الشمال يوما من اطراف لبنان، بل هو منه في القلب، وهل عبثا ان يكون موقعه الى جهة الشمال؟. اليوم اشعر بالفرح عندما اخاطب هذه الوجوه الكريمة والعزيزة، واتوجه اليها من هذا المكان بالذات، محييا الادوار البارزة التي قامت وتقوم بها، من اجل ارساء ثقافة الحضارة والتلاقي حول القيم الميثاقية والوطنية الجامعة، في هذه المنطقة التي تتشكل من نسيج مميز، يشد بعضه الى بعض الولاء المطلق للبنان الواحد الاحد. ان قدرنا جميعا ان نتعاون معا ونتعاضد. نسعى الى بلورة مساحات مشتركة، تعزز النزعة الى التفاهم واسقاط المعوقات، وتجاوز المطبات المؤدية الى اذكاء نار الفتن، وانتهاج سياسة احترام الاخر والاستماع الى هواجسه ومخاوفه والعمل على تبديدها، اجتنابا لمراكمة عوامل اليأس والشعور بالاحباط والتهميش، ما يفاقم الاحساس بالنقمة ويدفع الى تفجرات لا يحتاجها لبنان البتة في الاجواء العصيبة التي تعصف به".
وتابع: "ما من شيء، صدقوني، يساوي وحدة لبنان وعيشه المشترك وسلمه الاهلي واستقراره العام. من دون هذه العناصر لا ينهض الوطن من ركامه، ولا يستقيم اقتصاده، ولا يتجذر الانسان في ارضه. ان العدو الاسرائيلي الذي انسحب من الجنوب والبقاع الغربي يبقى المستفيد الاول من خلافاتنا الداخلية، ويستغل، كما التنظيمات الارهابية، الثغر التي تسببت بها الانقسامات السياسية، ليبعث الرعب والفوضى في وطننا، للدلالة على ان لبنان عاجز عن حكم نفسه".
وختم : "مدعوون الى هدم جدران التباعد، اهماد حرائق الفتن التي يسعى المخربون الى ايقاظها. لأن لبنان هو الابقى والاهم. هو البداية والنهاية. التضحية في سبيله هي انتصار لنا. لمستقبلنا ولحق ابنائنا في الحياة الحرة الكريمة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News