يعود الحديث عن النفايات مع تكدسها من جديد في شوارع المتن وكسروان وتهديد الجهات المعنية بأنه إما مطمر ثانٍ في برج حمود والجديدة وإما إغراق الأحياء بها.
أمام هذه الضغوط الحكومية، برز من يطرح حلولاً بديلة، كفيلة بقطع حبل السرّة مع سوكلين. بيت مري وبكفيا، بدأتا العمل بمعمل الفرز الخاص بكل منهما. وبعد ستة أشهر، على أبعد تقدير، ستنضم إليهما كسروان كما يكشف رئيس اتحاد بلدياتها ورئيس بلدية جونية جوان حبيش. من مكتبه في بلدية جونية، يبدأ حبيش حديثه بالتشديد على أنه «ما من مبرر لطمر الزبالة من دون معالجتها. ولدى أهالي برج حمود كامل الحق برفض إنشاء مكب ثانٍ على أرضهم، فلتُعالج كلّ بلدية نفاياتها».
الحلّ الذي يتحدث عنه حبيش، بدأ العمل على وضع دراساته منذ قرابة السنة، وحالياً «وضعنا خطة من أجل أن نُعالج المشكلة في غضون أشهر». الخطة مقسمة إلى ثلاث مراحل. المرحلة الأولى هي رفع النفايات من الشوارع ومعالجتها بشكل بدائي عبر رشها بالأدوية، «ومنذ قرابة الأسبوع باشرنا هذا الإجراء». المرحلة الثانية هي شراء ثلاثة مكابس للنفايات «ونحن نعمل على تصنيع الرابع من أجل معالجة النفايات بشكل بدائي أيضاً». أما المرحلة الأخيرة فهي إنشاء معمل الفرز الذي لم تبدأ الأعمال به بعد «بانتظار الاتفاق في غضون أيام قليلة على التقنية التي ستُستعمل وضمان أن تكون صديقة للبيئة». موقع المعمل لم يُحدد بعد، «البطريركية المارونية قدمت لنا قطعتي أرض، وهناك أرض في الفتوح وأخرى في وسط كسروان. البلديات المعنية موافقة، تبقى بعض التفاصيل». من المرجح أن تُعتمد منطقة وسط كسروان لإنشاء المعمل. يقول حبيش إنّ القصة قد تكون مُربكة بالنسبة للبعض «بس بتمشي».
تُنتج جونية يومياً قرابة الـ100 طن. أما باقي بلدات كسروان، البالغ عددها 70، فنحو 300 طن في اليوم. الخطة التي تحدث عنها حبيش، بصفته رئيساً لجونية لا للإتحاد، لا تشمل كل القرى بعد. جولة صغيرة بين البلدات تُظهر ذلك. يُبرر حبيش بأنّه «حين تنجح الخطة المعدّة لجونية، عندئذ يُصبح بإمكاننا معالجة أزمة القضاء». إلى حينه، «هناك مبادرات فردية من قبل بعض البلديات التي بدأت توزيع أكياس على سكانها لفرز النفايات بعدما ذاقوا اللوعة العام الماضي. فيما البعض الآخر، يتعامل بخفة مع الموضوع». ماذا عن الأحزاب والمسؤولين في القضاء؟ يجيب حبيش بأنّه «ما حدا عنده هذا الهمّ»!
بعد خروج كسروان من تحت جلباب سوكلين، حاولت هذه الأخيرة العودة بطريقة غير مباشرة «من خلال عرض نقل النفايات إذا أمّنا المكب، لكن نحن، مش عايزينهم»، يقول حبيش واثقاً، فقد «اشترينا شاحنات قديمة من الجنوب لنقل الزبالة». ويؤكد بأنه حتى جهوز المعمل «أعطونا مالنا من الصندوق المستقل ونحن نتدبر أمورنا. لسنا بحاجة لسوكلين أو أي أحد». يضيف حبيش ضاحكاً: «بدأنا اللامركزية من الزبالة».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News