شكلت زيارة المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الى دارة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، خطوة أولى ووحيدة على طريق إعلان التضامن معه في وجه التصريحات التي أطلقها بحقه وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، وقيام أحد أنصاره برفع لافتة ضده في أحد أسواق المدينة.
واللافت للانتباه أن كل القيادات السياسية في طرابلس ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق آثروا الوقوف الى جانب الشعار في اللقاء الذي عقده لمناسبة الذكرى الثالثة لتفجير مسجديّ التقوى والسلام، وذلك في خطوة أعطت الشعار جرعة معنوية لجهة أنه ما يزال الحاضن لجميع الأطراف السياسية، وقادرا على جمعها تحت جناح دار الفتوى، باستثناء الوزير ريفي الذي سبقه في عقد مؤتمر صحافي مع إماميّ مسجديّ التقوى والسلام الشيخ سالم الرافعي والشيخ بلال بارودي، ولم يوجه الشعار الدعوة له لحضور اللقاء.
لكن ما يثير الاستغراب هو أن أحدا من التيارات السياسية لم يصدر أي بيان إستنكار أو يعلن تضامنه مع الشعار في وجه الهجمة التي يقودها ريفي ضده، وخصوصا "تيار المستقبل" الذي يشكل رأس حربة في مواجهة ريفي في طرابلس.
وما يثير الاستغراب أيضا، أن الشعار لطالما خاض معارك "المستقبل" السياسية ودافع عن الرئيس سعد الحريري ووقف الى جانبه في وجه كل القيادات والتيارات السياسية ضمن الطائفة، الأمر الذي أبعد الشعار في كثير من الأوقات عن تلك القيادات، لكن ذلك لم يشفع له لا عند الحريري ولا عند أركانه ولا ضمن "تيار المستقبل" ليجد الشعار نفسه وحيدا وفي مواجهة غير متكافئة مع ريفي.
وعلم أن بعض أعضاء المجلس الشرعي طرحوا على زملائهم القيام بزيارة تضامنية الى منزل الشعار لا سيما بعد قيام أحد أنصار ريفي برفع لافتة ضده في أحد أسواق طرابلس، وذلك بهدف توجيه رسالة واضحة للجميع برفض التطاول على مقام المفتي أو مقام دار الفتوى.
وبالفعل فقد إجتمع عدد من أعضاء المجلس الشرعي في منزل الشعار صباح السبت الفائت للتضامن معه، ولكن بمجرد إنتهاء الاجتماع فوجئ المشاركون ببيان صادر عنهم يوزع على مواقع التواصل الاجتماعي يشن هجوما على ريفي من دون أن يسميه، ويتضمن معلومات منافية تماما للمداولات التي شهدها الاجتماع.
هذا الأمر إضطر مكتب الشعار الى إصدار بيان أشار فيه الى أن مفتي طرابلس استقبل في دارته "أعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ولفيف من المشايخ والعلماء.
وقد عبر الجميع عن تضامنهم معه ومع دار الفتوى في طرابلس والشمال، وأن الذي قيل ووجه إلى سماحته وإلى دار الفتوى غير مقبول وغير مسموح به".
وقد شكر الشعار المشاركين متمنيا "أن يسود الانتظام العام والحكمة في أسلوب التخاطب والتعامل مع الجميع".
ويقول أحد أعضاء المجلس الشرعي: لم يصدر أي بيان باسم المجتمعين في دارة الشعار، وقد كنا إتخذنا قرارا بزيارته للتضامن معه حيال ما يتعرض له من هجوم من الوزير أشرف ريفي ومن أنصاره في طرابلس، لأن ذلك بنظرنا لا يليق لا بريفي ولا بالمفتي ولا بدار الفتوى.
وقد وجدنا ونحن لسنا طرف نزاع، أن التصعيد لا بد أن يولد التصعيد، لذلك كان أجماع برفض التعرض للمفتي الشعار، خصوصا أن ما حصل على صعيد الحديث عن إمكانية إحتلال دار الفتوى، أو لجهة رفع لافتات ضده في الشوارع، يشكل سابقة لم تشهد طرابلس مثيلا لها من قبل، وربما يكون لها تداعيات خطيرة، لأن المؤسسة الدينية تبقى فوق الجميع.
ويضيف: نحن مع رأب الصدع في الساحة السنية، ومع جمع كلمة المسلمين، لذلك طرحنا مبادرة تهدف الى جمع الوزير ريفي والمفتي الشعار في دار الفتوى في بيروت وبرعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وذلك بعد عودته من تأدية مناسك الحج، لأنه لا يجوز أن يستمر السجال بينهما على هذا النحو.
وتحدث خلال اللقاء في منزل الشعار، نائب رئيس المجلس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي فقال: "هذا التهجم نرفضه تماما وليس من عاقل يقبل به ومن واجبنا أن نلتقي بالمفتي لإعطاء هذا الموقع دوره الأساسي، وهذا يفتح الأبواب للكثير من الأفكار والمواقف وبخصوص ما جرى وما تناقلته الألسن من مواقف تنال من دور سماحته هذا أمر مرفوض نهائيا وزيارتنا هي للتعبير والرفض".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News