نظمت جمعية "نحن" نقاشا عاما حول "الشفافية في العمل البلدي"، في فندق "سمول فيل" - بدارو، في حضور رؤساء بلديات وعدد من المعنيين.
بعد النشيد الوطني وتقديم للمدير التنفيذي للجميعة محمد أيوب الذي عزا غياب التنمية المحلية والخطط الاستراتيجية في البلديات عموما، رغم توافر الموارد المالية في البلديات الكبيرة، إلى غياب الشفافية الذي يعوق المساءلة والمحاسبة المدنية ويؤدي إلى جهل المواطنين عموما بصلاحيات البلدية التنموية وبقراراتها، مشيرا الى ان "الشفافية هي المدخل الأساسي لتحسين العمل البلدي وتقييم قرارات البلديات تمهيدا لمحاسبة القرارات السيئة أو التي تفوح منها رائحة الفساد".
ومن جهته، حدد النائب غسان مخيبر فوائد اساسية ثلاث للشفافية هي: ألتزامها حسن الإدارة على المستويين المركزي واللامركزي، تشكيلها وقاية من الفساد، بالاضافة الى كونها أداة لمكافحة الفساد عندما يحصل.
وتحدث عن ثغر في القانون البلدي الحالي في مجال ضمان الشفافية، أهمها أنه "ينص على سرية إجتماعات المجالس البلدية وهو ما يخالف كل الممارسات الفضلى في العالم بل يخالف حتى النظام البرلماني حيث النقاشات البرلمانية هي علنية.
وعرض مخيبر مشروع قانون "الحق في الوصول إلى المعلومات الذي لا يزال ينتظر أن يدرج على جدول أعمال الهيئة العامة البرلمانية منذ 2008، والذي إن أقر سيعطي مجالا واسع لهيئات المجتمع المدني لتمارس حقها في المحاسبة، إذ أنه سيلزم كل إدارات الدولة تقديم نسخ عن كل مستنداتها بما فيها العقود والإتفاقات، وأن تنشر تقارير مفصلة دورية عن عملها وخططها، وأن تنشر مصاريفها فور الصرف".
ودعا هيئات المجتمع المدني أن تنظم الحملات لمتابعة هذا الملف والضغط لإقرار هذا القانون.
واعتبر مستشار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خليل جبارة أن السياق الحالي للأمور يتصف بفوضى عارمة لا يمكن نكرانها، ومن أهم الأمثلة عن هذا الواقع هي طريقة تعامل البلديات مع أزمات النفايات ومع النزوح السوري ومع تلوث نهر الليطاني، حيث تبين أن البلديات عاجزة تماما عن صنع القرارات والسياسات العامة، وأنها غير قادرة على تأمين الحد الأدنى من الإستمرارية الإدارية.
واشار الى أن البلديات، وقبل الحديث عن تعزيز الشفافية في ممارساتها، بحاجة ماسة لمأسسة عملها، ولا سيما الكادر الإداري والشرطة البلدية، لافتا إلى "مشروع كبير جدا قد بدأت الوزارة التحضير له في هذا المجال".
وشدد جبارة على اهمية توضيح وتعزيز علاقة البلديات وإتحادات البلديات بالمؤسسات الأخرى التي يكمن التعاون معها للتنمية، وخصوصا مراكز وزارة الشؤون الإجتماعية، والمنظمات الدولية التي تقدم الدعم الفني والمالي.
وأكد الباحث في الشأن المحلي الدكتور أندره سليمان، أن للمواطنين، بصفتهم مصدر السلطة والمال العام، الحق والواجب في مراقبة عمل البلديات، لضمان شرعية قراراتها وعزا الأسباب التي تعوق الشفافية في الممارسة إلى إعتبارات إدارية، ولا سيما غياب أنظمة الأرشفة الفعالة وتقصير السلطات الرقابية للحد من الممارسات الخاطئة، وإلى إعتبارات سوسيولوجية، أي ذهنية التبعية لرئيس البلدية السائدة و هواجس البلديات من عرقلة المواطنين لعملها إن تم إشراكهم أكثر فيه.
ولفت الى ان قانون البلديات، ينص على علنية القرارات البلديات ذات المنفعة العامة، إذ أن البلديات ملزمة أن تنشر قراراتها على أبواب مراكزها بحسب المادة 55 وحق أي صاحب مصلحة في الحصول على نسخة عن القرارات بحسب المادة 45 من قانون البلديات، مؤكدا أن "الموازنات وقطع الحسابات البلدية أيضا تقرها المجالس البلدية ما يعني أنها علنية حكما"، مشيرا الى "قرار لمجلس شورى الدولة نص على "إن حق الإطلاع مستند إلى حق ذويهم بالمعرفة المكرس في المواثيق الدولية التي أقرها لبنان وكنتيجة طبيعية للأعراف الدولية السائدة لأن حق المعرفة أصبح مبدأ عاما في القانون الدولي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News