ليبانون ديبايت - كرم السكافي
البحث عن الشهداء من إختصاص علماء النفس، وتعريف الشهادة من إختصاص دوائر البحث العلمي المتخصصة في الفكر الإنساني، وهي (أي الشهادة) على الرغم من التطور الطبيعي لحياة البشر، بقيت حالة تتأثر بالعامل الحسّي الصرف وتكتفي بالتوصيف دون الفهم والتقيم للبحث عن العلل أي وزن، هي ظاهرة يختلف تعريفها ويتفاوت بحسب النزاع السائد بين البشر، وبقدر ما تدعي كل فئة منهم لنفسها الفضل وترمي على غيرها العيب، هي بالنسبة لجميعهم حكر لمن تسلّح بعبارات "من أشدّ منّا قوّة"، "نحن أشرف الناس "،" نحن جند الله ورجاله" ، "نحن الشعب العظيم"، " نحن الشعب المختار" ، "نحن أعلم"، " نحن النوع والغير كم "، " نحن الوعد الصادق "، " نحن حملة النور"، " نحن قديسوا الشرق والغرب"، لكل في الشهادة دعواه، ولكل ما علق في نفسه من معان مكتسبة تصلح لتعليق المدح والفخر، وبإختصار يمكن للشهداء أن يكونوا شهداء بقدر ما تتوافق صفاتهم مع مواصفات الشهادة المسجّلة لدى كل طرف وتنسجم مع الرغبات المعلنة والمتبعة عندهم.
شهداء "القوات اللبنانية" هم غير شهداء "حزب الله" اللبناني، والدليل أن مواصفات الشهادة المعلنة من قبل الخطيبين في المناسبتين المنصرمتين تختلف بدرجة كبيرة عن بعضها، بل وتكاد تكون متناقضة على الرغم من إستخدامهم لذات المصطلحات، تراهم إستعانوا بعدد لا يستهان به من الحجج والدلائل لينسبوا الشهادة لشهداءهم ولكل منهم في ذلك سند، هذا يقرأ ما جاء في إنجيل لوقا " إذ لا يستطيعون ان يموتوا أيضاَ، لأنهم ملائكة، وهم ابناء الله، إذ هم ابناء القيامة"( الفصل 20 اية 36)، وذاك يردد بسم الله القول "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون".(آل عمران-أية 169)، ومع كل ذلك وعلى الرغم من تقارب القولان إلا أن السيدان يصرّان على أنهم خطان متوازيان لا يلتقيان وإن إلتقيا فـ "لا حول ولا قوة إلا بالله".
يا أيها الذين أمنوا بلبنان لماذا تقولون ما لا تفعلون؟ لماذ لا تقدّموا على تسوية من شأنها تذليل عقبة إنتخاب الرئيس الثالث عشر للبلاد ؟ لماذا وأنتم الذين تحرصون كما غيركم على أن تقيموا الإحتفالات في ذكرى الشهداء تكريماً وتقديراً لهم على التضحيات؟ لماذا لا يكون الإنتخاب وهنالك شبه إتفاق أو لربما إتفاق غير معلن تتطابق فيه حسابات "بيدر" السيد مع حساب "حقل" الحكيم ويتوافق معهم في ذلك عدد لا يستهان به من الحلفاء ؟ لماذا لا يكون حل أولئك وهؤلاء هم أهل الشهداء الذين ضحّوا ليحيا لبنان؟، لماذا لا يضحّوا لأجله إن كانوا الى هذا الحدّ طيبين وعن خرابه معرضين؟.
جميعهم من أتباع حركة التدمير العام، وهي حركة مستمرة دون إنقطاع منذ أبصرت جغرافيا لبنان الكبير نشأتها الأولى، وهي في كل مرة يقترب الصالحون من إماطة اللثام عن التدميريين وإظهار حقيقتهم، يقوم عملاء كبار لهم محليين في تحويل إماطة اللثام إلى عملية مطاردة فعلية لهم، فيتم حرقهم أو نفيهم أو في أحسن الأحوال وأفضلها معاقبتهم بطرق أخرى متنوعة.
يقال أن الذنب يجلب الطاعة، أو هو يقرب الطريق إليها، ويقال أيضاً أن إستراتيجية الطاعة لا تصلح إلا لمن يغفر الذنب وينجّي من الحساب وبيده مفاتيح كل شيء، وكما هو واضح أيضاَ فإن "بندول" الساعة لا يؤثّر في الزمان، لا هو يقربّه ولا هو يؤخرّه، لكنه على ما يبدو وهم يؤمن به من مات عقله وتعب قلبه، ولمن لم يدرك القصد بعد، نذكر لهم القول، أن الأسير لا يفدي أسير والأعمى لا يقود أعمى، ومدارس التابعين لا تخرج الأحرار.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News