قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، إن الامن في زمننا المعاصر لم يعد يتوسل العنف والشدة، بل أصبح ثقافة يتعين على كل الاجهزة اتباعها من خلال القراءة الجيدة للأحداث ورصد حركة المجتمع، واستباق الحالات المريبة التي تفضي الى فتن تدمر الوطن والمجتمع والانسان، وتقوض اساساتهم، وغالبا ما يكون الانسان هو ضحيتها الاولى.
واضاف في حفل تدشين المبنى الجديد لـ"مركز التوقيف الاحتياطي" التابع لدائرة التحقيق والإجراء في المديرية الذي حضره وزير الداخلية نهاد المشنوق، من هذا المنطلق، ومنذ تسلمنا قيادة الامن العام، وضعنا نصب أعيننا ايلاء قضايا الانسان وحقوقه كل الاهتمام الذي يستحق، فليست كل مظاهر الاعتراض واشكالها المختلفة هي مظاهر تدميرية، توجب صدها بالقوة، والتعامل معها وكأنها تحمل في طياتها بذور التخريب والارهاب. فالجوع كافر، والمرض كافر، والبطالة اشد كفرا والتهميش ايضا والغربة عن الوطن هي الاشد فتكا.
وتابع: كيف نطلب من جائع تمتنع عليه لقمة العيش، ومريض لا يدرك الدواء، وعامل تعرض للاضطهاد في بلاد جاءها لائذا يسعى الى قوته، ألاَ يرفع الصوت ويجنح بعض الاحيان الى ما تحرمه عليه القوانين؟. لذلك كانت مقاربتنا دائما لموضوع العمالة الاجنبية تنطلق من هذه المعايير، ولو لم تسعفنا القوانين في حالات معينة في تطبيقها. ولكن بفضل ايماننا بحق الانسان بالعيش موفور الكرامة،وبمساعدة الدولة اللبنانية ممثلة بمعالي وزير الداخلية، وتعاون المنظمات الانسانية المحلية والدولية، تمكنا من استيلاد نهج جديد في ملاحقة قضايا العمالة الاجنبية بروح التفهم والتسامح، من دون خرق الضوابط الناظمة لحركة هذه العمالة وعلاقاتها مع اصحاب الشأن".
وأضاف: "إن القوانين روح قبل أن تكون نصا. ونحن، وإن لم نتنكر يوما لنصوصها، فإننا نطبقها بروح إنسانية شفافة، حتى قبل نشوء هذا المركز المجهز بأحدث الوسائل والتقنيات التي تشعر جميع الموقوفين من دون استثناء بأنهم بشر، يستحقون الرعاية التي توصينا بها السنن والشرائع الالهية والقوانين الوضعية.
إن هذا المركز يتولاه خيرة الضباط والعناصر الذين تأهلوا وتدربوا ليكونوا رعاة صالحين لهؤلاء الموقوفين. فتحت سقف هذا المركز يعيش عسكريو الامن العام مع أولئك الذين قضت الظروف بأن يكونوا هنا، ولو بصورة موقتة، وبالتالي فإن "علاقة ما انسانية" تنشأ بين الطرفين، مما يستوجب سلوكا حضاريا من هؤلاء العسكريين ينسجم مع تاريخ لبنان الثقافي وقيمه، والمعايير الانسانية المعتمدة دوليا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News