سوريا محور السياسات العالمية وعندما هدد الرئىس بشار الاسد في بداية الازمة في بلاده عام 2011 دول العالم بأن «هز الاستقرار السوري سيهز استقرار العالم»، لم يصدق الكثيرون هذا الكلام واعتبروه كلاماً ساذجاً ووضعوه في خانة «تكبير الحجر» وتفادي السقوط، وها هي التطورات تؤكد صحة ما قاله الاسد وها هو الاستقرار العالمي على «كف عفريت» جراء ما يحصل في سوريا.
واليوم وبعد 5 سنوات على الازمة، وبعد الدخول الروسي، تؤكد المعلومات ان القيادة الصينية اخذت قراراً بانشاء قاعدة عسكرية على الساحل السوري مقابل طرطوس والى جانب القاعدة الروسية وان وفداً صينياً زار دمشق والتقى الرئيس الاسد وكانت وجهات النظر متطابقة. ووجه الوفد الصيني دعوة للاسد لزيارة بكين ووعد بتلبيتها قريباً، حيث ستفرش له «السجادة الحمراء» وسينزل من على سلم الطائرة وعلى رأس المستقبلين الرئىس الصيني وسيكون البروتوكول مخالفاً جذرياً لاستقبال اوباما خلال قمة العشرين من غياب «السجادة الحمراء» والسلم الخاص بالرؤساء، مما اضطر اوباما الى استخدام «السلم الخلفي» علماً أن الاسد كان قد شكر في خطابه الاخير القيادة الصينية على دعمها اللامحدود في كافة المجالات وتحديداً في المجال العسكري. وفي هذا الاطار يتوقع المتابعون ربما انضمام ضباط صينيين الى غرفة العمليات المشتركة في العراق، والتي تضم ضباطاً روساً وايرانيين وعراقيين وسوريين وحزب الله الذين يديرون العمليات في سوريا والعراق. كما ان الدعم الاقتصادي الصيني يبقى الاساس في الحفاظ على مقومات الدولة.
المعلم في نيويورك
وفي موازاة ذلك، فان لقاءات وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك وسيجتمع مع كل دول البريكس «روسيا ـ الصين ـ نيجيريا ـ الهند وغيرها» كما سيلتقي وزراء خارجية العراق والجزائر وسلطنة عمان وهناك اتصالات لعقد لقاء مع وزير الخارجية المصري كما سيجتمع بعدد من وزراء الدول الاوروبية وبينهم الوزير الايطالي.
ويؤكد المتابعون ان هذه التطورات ما كادت لتتحقق لولا صمود القيادة السورية برئاسة الاسد وصلابته وشجاعته وكذلك الى القرار الشجاع الذي اتخذه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالدخول الى سوريا ومساعدة الجيش السوري، مما شكل البداية لمرحلة جديدة في تاريخ الازمة السورية قائمة على الانتصارات وموازين قوى جديدة. وبعدما جاء الدعم الايراني والروسي وحالياً الصيني وبالتالي بداية حقبة جديدة في تاريخ الازمة السورية مخالفة لعام 2011.
اما المحللون الذين يطلقون السيناريوات والتحليلات عن تقسيم سوريا وفدرلتها، وعمموا ذلك من اقصى اليمين الى اقصى اليسار عبر الشاشات، كما حددوا تواريخ لا تتجاوز الشهر، او السنة لسقوط سوريا ورحيل الاسد واعتبروا دخول حزب الله الى سوريا «مغامرة» والبعض وصفه «بالانتحار» ووجهوا النصائح، وها هي التطورات تدحض كل هذه التعاميم وترد على كل ما تم ترويجه.
وحسب المتابعين «فان كل المنافذ لتقسيم سوريا اغلقها الجيش السوري وحزب الله بدعم روسي - ايراني، وخطر التقسيم على سوريا مدخله 3 مناطق فقط، دمشق وصولا الى الساحل السوري، السويداء، حلب، وحسب المعطيات الميدانية فان الجيش السوري وحزب الله امنا الحماية لدمشق وتم ربط العاصمة بخط حمص الساحل وبالتالي لا امكانية للتقسيم من هذه الناحية، وبالنسبة للسويداء والتي تمثل الخطر الاكبر لقربها من حدود فلسطين المحتلة وصولا الى الحدود اللبنانية الجنوبية عبر القنيطرة بالاضافة الى امتداد السويداء الجغرافي مع الحدود الاردنية تسمح باقامة منطقة عازلة مشابهة لمنطقة انطوان لحد في لبنان الجنوبي. وهذا المنفذ تم سده عبر الجيش السوري وحزب الله بغطاء جوي روسي كثيف منع المسلحين من الوصول الى السويداء وتوقيف الهجوم الكبير منذ اشهر على ابوابها. وفهم الاردن الرسالة بشكل جيد جراء التدخل الكثيف للطيران الروسي وعقده بعده باسبوع لقاء بين بوتين والملك الاردني الذي ابلغ بان سقوط السويداء ممنوع وهو قرار روسي كبير ابلغ ايضا الى القيادات الدرزية في سوريا ولبنان، والموقف الروسي يتطابق مع الموقف الايراني. وتوقف الهجوم وسقط الاحتمال الثاني للتقسيم.
ويبقى الاحتمال الثالث المتمثل بمدينة حلب حيث تقع المواجهة الكبرى في ظل قرار روسي - ايراني سوري وحزب الله بعدم سقوط حلب ولو حصلت حرب عالمية، وعلى ضوء النتائج ستحدد الكثير من التطورات، اما الرقة والحسكة ودير الزور فلا تصنع تقسيماً او دويلات، والتجربة على الارض اكبر برهان، فالدولة الكردية ممنوعة في سوريا والرقة معزولة ودير الزور امتدادها على العراق ولا امكانية لاقامة حتى منطقة عازلة فيها لاهميتها ولثرواتها الطبيعية التي تختزن ارضها اكبر مخزون نفطي في العالم مع الحسكة وجزء من الرقة، وبالتالي وحتى الان لا امكانية لنجاح التقسيم، والحسم مرتبط بمسار العمليات العسكرية وموازين القوى التي تبدلت كليا على الارض لصالح الجيش السوري، فورقة «داعش» انتهت وبعدها النصرة والحل اذا استمر الانكفاء التركي سيكون قريباً لكن ستسبقه معارك كبرى وتبدلات ميدانية على الارض.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News