"ليبانون ديبايت":
ليس جديداً على المجتمع اللبناني الآخذ بالسير أكثر فأكثر نحو الأسلوب الغربي في العيش، تنظيم الحفلات الشاطئية الموسيقية الصاخبة في فصل الصيف، بالاخص في نهايته، حيث تزدحم الشواطئ بالإعلانات الموجهة نحو فئة المراهقين من الجنسين، من أجل إستقطابهم إلى حفل تُسنّ له الغرائز المستمدة من أفلام المراهقين الهوليووديّة التي تدغدغ مشاعر هذه الفئة حتى يغدو الفرد طواقاً إلى تجربتها.
الحفلات هذه التي تعرف بـ"Beach party" تشتهر بها وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية، فعدا عن عوامل الإختلاط بين الجنسين، تبرز فيها نواحي الإفراط في الشرب الممهور بتعاطي المخدرات، وهو ما تحظره السلطات الأميركية التي تعمل على ترخيص ومراقبة تلك الحفلات بغاية منع الجنوح نحو ما هو أسوأ. في لبنان الذي تتقمس فيه بعض الشركات التي ترتدي عباءة الاساليب الغربية دون أن تعير شأناً للتقاليد الشرقية، تراها "على حل شعرها" في تجاهل الضوابط المهنية والإجتماعية والأمنية، وتراها أيضاً متجهة نحو فئة المراهقين حصراً، وكأنها تريد تعويدهم على أسلوبٍ جديد في العيش وتربيتهم عليه، في أمر يتنافى مع كل القيم التي تربى عليها جيل طويل من اللبنانيين.
لا يهم.. والأمر ليس بحرب ثقافات بين الشرق والغرب، بل نزاعاً بين من يريد تعميم ثقافة تدمير الشباب بنماذج مهترئة - متخلفة، وبين من يريد أن تسود الضوابط الاجتماعية كما هي، بين فئة تريد حرف المراهقين كونهم الفئة الاضعف نحو حياة اللهو والشرب والسكر وتعاطي المخدرات وبالتالي الحياة المدمرة الغير منتجة، وبين من يريد تعميم ثقافة إنشاء جيل متعلم يتعامل بإنضباطية مع هكذا حالات.. مثال يحتذى تلك الحفلة التي جمعت كماً كبيراً من المراهقين الذين بغالبيتهم تحت سن الـ18 عاماً على أحد شواطئ زوق مصبح يوم أول من أمس السبت. الحفل الذي نظمته شركة شهيرة بتلك الحفلات التي لا تجد ترحيباً ابداً إلّا من الفئة المهتمة بها، بدأ في فترة قبل الظهر وإنتهى فجراً بأضرار شملت حالات إغماء على أنواعها وأضرار جانبية من سكر شديد وضياع بين الشباب الذين باتوا تحت تأثير المخدرات ناهيك عن زجاجات الكحول المعبأة في لبنان "المضروبة" التي تتسبب بضرر أكثر من الضرر العادي، كل ذلك يتحكم به ضابط إيقاع موسيقي يقف على خشبة غرائز مستمدة من تلك المشهديات يلعب على تناقضاتها لتترجم أعمال فاحشة خارجة عن إرادة الفرد الغير متحكم بتصرفاته وهنا يمكن للقارئ ان يتخيل كيف هو الحال.
الحفل الذي لعب على أنغام الموسيقى الصاخبة التي لا بد ان تستخدم فيها حبوب الـxtc من أجل الوصول إلى النشوة المرادة التي تُخّلف ضياعاً عقلياً للمشارك، بات أمراً طبيعياً مع الأسف، وينظم دون أي رقابة من الأجهزة الأمنية المولجة حماية الشباب من عوامل وتأثيرات المخدرات، وبتنا أشبه بالذي يعيش في جزيرة بعيدة عن أبسط القوانين التي تتحكم بتصرفات المجمتع، بتنا اليوم أمام واقع مساءلة ليس فقط الشركة المنظمة عن غاياتها ودوافعها، بل أجهزة السلطة المنوط بها مراقبة مثل هكذا حفلات التي هي على علم بهذا النوع كونها ليست المرة الأولى التي تنظم فيها، وكون الحفلات أمراً لا يأتي من خارج القانون، يجب على تلك الأجهزة حذو نظيرتها الأميركية في مراقبة هذا النوع من الحفلات قدر الإمكان، ليس فقط من ناحية الشرب وأمور المخدرات، بل وصولاً إلى تفاصيله.
ومن باب الحرص ليس أكثر، يتوجب على أجهزة الدولة حماية هذه الفئة تحديداً من الشباب، القابلة للانحراف طالما أن العوامل والأسباب موجودة ومتوفرة، ووضع حد لشركات وإن كان همها الربح المالي، لكنها تدمر جيلاً كاملاً من أجل مصالحها المادية.
جمعية جاد المعنية بمكافحة آفة المخدرات، كان لها موقف من ما حصل حيث قالت في بيان وصل لـ"ليبانون ديبايت" نسخة عنه، جاء فيه:
بعد ورود عدة اتصالات الى جمعية جاد من قبل اهالي يناشدون بها الجمعية التدخل للحدّ من ظاهرة سهرات تعاطي المخدرات الممزوجة مع الكحول وحبوب الهلوسة للمراهقين والقاصرين ، وما ينتج عنها من حالات اغماء وحالات هستيرية تمتد في بعض الاحيان الى 3 ايام متواصلة ومعظمها في الهواء الطلق. ومن ثم القيادة تحت تأثيرها وما ينتج عنها من حوادث السير المميتة، تناشد الجمعية رؤساء الاجهزة الامنية ورؤساء البلديات عدم الرضوخ للضغوطات لمنح تراخيص لهكذا سهرات والتأكد قبل ذلك من اهدافها ومراقبتها لمنع القاصرين من الدخول والاسراف بتعاطي الكحول وعدم تعاطي المخدرات والممارسات الجنسية الشاذة بين القاصرين وغيرها ، وعدم ممارسة الطقوس الشيطانية خلال هكذا سهرات.
وتطالب جمعية جاد مراقبة انواع الكحول التي تباع في الاسواق اللبنانية بأسعار زهيدة والتي بدأت تغزو الاسواق اللبنانية بشكل كبير دون رادع واي مراقبة علماً ان الجمعية تعمل منذ سنوات على مراقبة هذه الظاهرة التي اصبحت خطيرة وعديدة كما حدث السبت الماضي في منطقة فيطرون ومنطقة لحفد - جبيل ، وزوق مصبح حيث نقل الصليب الاحمر العديد من الحالات المذرية وقبلها بأيام في منطقة امز اعالي جرود جبيل - كسروان.
وتسأل جمعية جاد عن غياب دور الاهل من مراقبة رفاق السوء والاستسلام لهم والحذر من هكذا انواع من الموسيقى واضحة المعالم والصوت.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News