أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي، بيانا عشية الذكرى ال34 لانطلاقة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية": "في 16 أيلول من العام 1982، انطلقت "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"، معلنة بداية عصر جديد من الصراع مع العدو الإسرائيلي، ومطلقة حركة تحرير وطنية، أثمرت انتصارا كبيرا على العدو، وحققت تحريرا للأرض من دون قيد أو شرط. هذه الانطلاقة جسدت اقتناع الحزب بأن العدوان الذي طاول شعبنا آنذاك لا يواجه إلا بمقاومة وطنية شاملة، تدحر الجيش المحتل وترفض المهادنة والاستسلام الذي كان يحضر لهما، والذي توج باتفاق 17 ايار البائد".
وأضاف: "في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، لبى الشيوعيون، ومعهم الوطنيون اللبنانيون، نداء حزبهم برفض الهزيمة والعزم على التحرير مهما كانت التضحيات، فخرجوا من تحت الركام في شوارع بيروت يحملون السلاح، في وجه المحتلين، محققين خلال أيام معدودة تحرير عاصمتهم. واستمروا يتقاطرون إلى الجبهة من جميع أرجاء الوطن ليلهبوا الأرض تحت أقدام الغزاة، في مقاومة وطنية وشعبية عنيدة، عكست رغبة شعبنا في الحرية والاستقلال. هكذا استمرت المقاومة تلاحق العدو من دون استكانة، مرغمة الجيش الذي لا يقهر، على الانسحاب تباعا من بيروت والجبل والبقاع الغربي والجنوب وصولا إلى الشريط المحتل، الذي ظنت إسرائيل واهمة أنها تستطيع أن تقيم فيه دويلة من العملاء تابعة لها".
وتابع: "لقد كان مشروع المقاومة منذ البداية مشروعا وطنيا يرى في المواجهة الشاملة عاملا أساسيا في نجاح التحرير، عبر مشاركة الشعب في هذه المقاومة، وفي ربط عملية التحرير بالتغيير الديموقراطي الذي يحقق للبنانيين الحرية والتقدم والعدالة.
لقد جسّد موقف حزبنا خيار الشعب الذي يقاوم العدوان بلحمه ودمه وبخيرة أبنائه، ورأى أن لا قيمة لتحرير الأرض من دون تحرير الإنسان من براثن النظام الطائفي، ولا قيمة لتحرير الأرض من دون بناء الوطن، الوطن الذي كان يستعد حينذاك للاستشهاد من أجل حريته، مقاتلون متطوعون من جميع أرجائه يصنعون ملحمة تاريخية كبرى، فيما كانت الدولة غائبة عن دورها المفترض أن تقوم به في تحمل مسؤولياتها والقيام بتسليح الجيش وعدم التخلي عن مهماتها الوطنية في تعبئة كل الطاقات السياسية والشعبية وتوحيدها باعتبارها المعنية المباشرة وبالدرجة الأولى في الدفاع عن السيادة الوطنية".
وأضاف: يستعيد الشيوعيون والوطنيون اللبنانيون اليوم بفخر واعتزاز كبيرين هذه المناسبة، لأنها أسست لهذه المسيرة المضيئة، بحيث اجترح رفاقنا وحلفاؤنا في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، شتى أساليب النضال والقتال ضد العدو، حتى حققوا التحرير، مقدمين خلالها تضحيات عظيمة عبرت عنها قوافل الشهداء والجرحى والمعوقين والأسرى".
وأكد ان "النضال من أجل الحرية والعدالة اليوم، هو استمرار لعمل المقاومة، لأن المقاومين الذين حملوا السلاح يوما من أجل هذه القيم، يرونها تتحطم يوميا على يد نظام غارق في طائفيته وريعيته، يستجدي الخارج وأثرياء الداخل لتسليح جيشه، ولتمويل تعليم أولاده، ولإطفاء حرائق أحراجه، ولبناء جسوره وإصلاح بناه التحتية، بينما ثروة بعض اللبنانيين تعد بمئات مليارات الدولارات".
وقال: "إن الشعب اللبناني قاتل من أجل وطن، لا يبقى فيه الفقراء والعمال والموظفون والمعلمون والفلاحون والمزارعون والشباب في غربة عميقة عنه، بل من أجل وطن يعيشون فيه بحرية، وطن لكل أبنائه، يعيشون فيه بكرامة من دون خضوع لاستغلال أمراء المذاهب ورأس المال، وطن يكون على قدر التضحيات التي بذلت من أجل إنجاز التحرير".
وأضاف: "لقد أثبتت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عبر مسيرتها المنتصرة، وعبر كل الذين ساهموا فيها، أنها كانت الطريق الوحيد آنذاك وأنها ستبقى السبيل الوحيد لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولرد الأطماع والاعتداءات الصهيونية والارهابية على شعبنا وأرضنا".
وختم: "في هذا اليوم التاريخي، يعاهد الحزب الشيوعي اللبناني شعبنا، الذي قدم أفضل ما عنده في أحلك الظروف، على الاستمرار في المقاومة والنضال من أجل التحرير والدفاع وبناء الدولة العلمانية الديموقراطية المقاومة التي تحقق العدالة الاجتماعية التي من أجلها سارت قوافل المقاومين والشهداء والجرحى والأسرى تقاتل من بيروت إلى أقصى الجنوب".
ودعا إلى "المشاركة الكثيفة في الذكرى ال34 لانطلاقة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"، في بيروت الساعة السادسة مساء الجمعة 16 أيلول الحالي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News