ليبانون ديبايت - امين ابو يحيى
وسائل التواصل الإجتماعي تشبه هذا الكون الفسيح ..
نجوم تلمع ونجوم تنطفىء على صفحاته ..
ونجوم تولد وتحافظ على إستمرريتها عبر التجديد والتكيف مع توجه الرأي العام وقضاياه الإجتماعية والفنية والسياسية.
محمد طفيلي هو نتاج هذه الفسحة من الحرية والتعبير عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
سنة ونصف من العمل والإنتاج لأفلام فيديو تنتقد ظواهر إجتماعية وفنية وإعلامية ودائما من خلال الكوميديا المحببة والإسكتشات العفوية التي تحكي لغة الناس وتحاكي همومه فتخفف عنه بالبسمة والسخرية غير المؤذية.
التقيت بمحمد طفيلي في إطار سلسلة مقابلات أجريها مع نجوم السوشيال ميديا لأكتشف أن محمد عبر إسكتشاته المصورة التي نراها على صفحته عبر الفايسبوك هو نفسه في المقابلة المباشرة ...
23 عاما هو عمره .. لكن ثقته بنفسه وبما يقدمه أكبر بكثير.
طبعا هو يشبه ما ينشره على صفحته لأنه مرح وخلاق وصاحب "قفشة" .. ظريف بلهجته البعلبكية المحببة التي أوصلته لقلوب اللبنانيين .. جوابه جاهز وكذلك النكتة الحاضرة جعلتنا نضحك طوال وقت اللقاء على أمور كثيرة لها علاقة بعمله وبمصائب المجتمع التي وصلت إلى الناس عبر وسائل التواصل.
اليكم ما جاء في اللقاء :
- كيف بدأت فكرة إنتاج فيديوهات ساخرة من الفنانين والشخصيات المعروفة ؟
بدايتي كانت من خلال تطبيق ( بي بي أم ) كنت اتداول مع الأصدقاء والمقربين نكات ساخرة حول ظواهر فنية وإجتماعية يتحدث بها الناس. ثم قررت أن أنقل التجربة إلى وسائل التواصل الإجتماعي وتحديداً عبر فايبسوك وسيلة التواصل الأوسع إنتشاراً في لبنان والعالم العربي. بدايتي كانت من خلال إنتقاد شخصية لارا كاي التي كانت تقوم بتسجيل يومياتها على فايسبوك وبعدها كانت " الضحية " التالية جو رعد وعدد من المؤدين الذين كانوا برأي يسيئون للفن والأغنية وقد حازت أول أعمالي متابعة الناس وإعجابهم مما شجعني على الإستمرار وإرتفع عدد المتابعين إلى أكثر من 277 ألف شخص خلال سنة ونصف فقط. كنت دائما أركز على نقد ساخر لظواهر فنية وإجتماعية وعادات بعض الناس وليس التركيز على الأمور الشخصية للشخص أو على الشكل والكلام.
- ما هو الفيديو الذي حاز أكبر نسبة متابعة من بين الأعمال التي كنت تنشرها ؟
طبعا فيديو الفنانة الإماراتية أحلام وقمت حينها بنشر 3 فيديوهات عنها بعد أن تابعت مقابلتها مع الإعلامية وفاء الكيلاني. من بينها فيديو أثار ضجة كبيرة يتناولها شخصيا ً وذلك بعد أن قامت بشتم لبنان واللبنانيين من خلال تغريدتها على تويتر وقد إستفزني هذا الأمر كلبناني كما إستفز غالبية اللبنانيين الشرفاء فنشرت الفيديو الساخر عنها.
- ولكن للفنانة أحلام جمهورها ومتابعوها في كل العالم العربي ألم تخشى رد فعلهم ؟
هناك أشخاص إنزعجوا طبعاً مما نشرته وما قلته عنها ولكنها اساءت لبلدي ولابناء بلدي بطريقة بشعة جداً فكان الفيديو عنها ساخراً جداً وفيه تجريح لأنها أيضاً جرحت بنا كدولة وكشعب. طبعا تعرضت للكثير من المضايقات من متابعين لها وانا أشك أن يكون أصحاب التعليقات المسيئة لي على الصفحة مدفوعون من قبلها ومن قبل اي فنان أقوم بإنتقاده ووصل الامر إلى حد إطلاق التهديدات الشخصية بضرورة حذف الفيديو الخاص بها وإلا ..
- شاركت شخصيا ً بالحراك المدني في العام الماضي أطلقت جملة " بدنا بحر ببعلبك " من جملة مطالب المتظاهرين وهكذا تعرف اليك الناس .. ولكنك كنت من أكثر الناس إنتقاداً للحراك بعد ذلك .. لماذا ؟
نعم شاركت بكل فعاليات الحراك المدني في بداياته لكنني إنتقدتهم بعد ذلك لأن سقف المطالب كان عال جداً وغير قابل للتنفيذ فورا ً وغرقوا بعد ذلك بعدم التنظيم ومحاولات البعض إحتكار تحركات الناس الحقيقية والمحقة ، وبرزت شخصيات عدة في الحراك مما ساهم ربما بإنقسامه فكان لا بد من إنتقاد ما جرى لتصحيح المسار.
- الفيديوهات التي تقوم بإعدادها للنشر هل يسبقها تحضير أو مثلا تقرأ مادة محضرة سلفاً ؟
ابداً لا يوجد تحضير كل ما اقوم بتسجيله يكون عفويا ً .. أحضر 10 في المئة من المادة على شكل نقاط إرتكاز خلال التسجيل الذي يكون عادة إرتجالي ، ولأنه إرتجالي أحياناً أقوم بإعادة التسجيل أكثر من مرة بسبب أخطاء مني في التعبير أو لأسباب خارجية كأن تدخل الست الوالدة إلى الغرفة وأنا في وسط الإنسجام بالتسجيل لتقول لي " ما بدك تتعشى يا محمد ؟ " .. أو أن يرن الهاتف الذي أقوم من خلاله بتسجيل المقاطع (يضحك) .
- من أين تستوحي المواضيع والفيديوهات التي تعمل عليها خلال النهار ؟
مواضيعي أختارها من خلال متابعاتي اليومية للناس والقنوات النلفزيونية وما يعرض عليها من برامج أو من خلال إحتكاكي المباشر بالأصدقاء والناس العادية في الشارع لتكون المواضيع قريبة من الناس لأنني لست من المهووسيين بما ينشر في وسائل التواصل كون أغلب المواد مأخوذة من مواقع أخرى ومن أشخاص آخرين ولذلك أحب أن أتميز بإختياراتي للمواضيع. تصريح أحلام أخذ مني وقتاً لاقرر إذا كان يستأهل الرد أو لا لكنني عدت وقررت الرد على إساءتها للبنان كون الموضوع إنتشر على وسائل التواصل.
- تعلم وأنا أعلم وكتبت عن ذلك قبل فترة أن شهرة سريعة على وسائل التواصل تساوي اموال كنا نربحها في لعبة المونوبولي .. هل ستتمكن من الحفاظ على الإنتشار الذي حققته خلال سنة ؟
المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة لذلك أحاول أن أتحدث عن مواضيع جديدة في كل فيديو وعدم تكرار نفس الفكرة وأن لا أطرح كل أفكاري دفعة واحدة .. بل أقوم بالإحتفاظ بأشياءجديدة لكل فيديو.
- هل تخاف من تراجع عدد المتابعين يوما ً ما ؟
هذه الفكرة تراودني لأنني نعمل في مجال فيه الملايين من الهواة وأصحاب المواهب مثلنا ولكنني أعرف أن لي خط مميز في ما أتطرق إليه لا يشبه أحداً ودائماً من خلال مواضيع تهم الناس.
- هل برأيك وسائل التواصل وجدت لهذا النوع من الكوميديا الإفتراضية ؟
وسائل التواصل وجدت لأهداف عديدة ومن بينها إبراز المواهب والطاقات الموجودة لدى الأشخاص غير القادرين على إيصال مواهبهم للناس المتخصصة بإكتشاف المواهب سواء أكانت الموهبة تقليد أو كوميدية ساخرة او غناء وتمثيل. وبالفعل المنصات الإجتماعية أطلقت مواهب كثيرة في الكثير من المجالات ومن بينها الغناء دون أن يعني ذلك أن كل الموجودين على وسائل التواصل هم من النوعية الجيدة. أنا أستخدم وسائل التواصل من أجل رسالة معينة وهي إنتقاد ظواهر فنية وإجتماعية مسيئة أو إنتقاد لأشخاص يكتبون تفاهات وينشرون اشياء سخيفة ومن هنا يأتي النقد كي لا ينجر الناس للتسطيح في الغناء والتهريج المسيء لأن هؤلاء لا يحق لهم أن يكونوا على وسائل التواصل. ولكن ابتعد دائماً عن التجريح الشخصي وأنتقد بشكل مهني .
- هل ترد إليك طلبات من فنان معين يريد منك إنتقاد زميل آخر عبر صفحتك ؟
( يضحك ) نعم تردني طلبات ولكنها تأتي من منتجين أو مخرجين يطلبون مني إنتقاد برنامج معين أو محطة تلفزيونية أو إذاعة تسيء لهم ربما .. إذا إقتنعت بأن البرنامج أو المحطة التلفزيونية تستحق الإنتقاد بعد أن أكون قد شاهدت البرنامج طبعا فإنني احضر فيديو يعبر عن قناعاتي بهذا البرنامج ولكن دون أن أتقاضى أموالا أو هدايا كما يخيل للبعض. أما إنتقاد فنان معين فأنا أقوم بالنقد إذا إقتنعت أنه يستحق.
- كيف ستحافظ على مستوى النجاح الذي تحققه الصفحة حالياً ؟
هي عملية ليست سهلة فمن جهة أريد إدخال البسمة إلى الناس من خلال النقد الساخر ومن جهة ثانية لا أريد إزعاجهم بكثرة المواضيع التي اتناولها وأحياناً أتناول موضوعين في نفس اليوم. اتبع إستراتيجية معينة تقوم على نشر فيديوهات قوية ولو تأخر المنشور أكثر من يومين أو ثلاثة لأنني أهتم بالنوعية وليس الكمية. وإذا لم يكن لدي ما أقوله للناس حينها ألتزم الهدوء لفترة معينة ريثما أجد موضوع يثير جدلاُ.
- متى يمكن أن تقرر إقفال الصفحة .. هل راودتك هذه الفكرة ؟
أبدا ً لا أفكر ولم أفكر بإقفال صفحتي بل على العكس هناك مشروع بنقل أجواء الصفحة إلى الشاشة التلفزيونية من خلال برنامج نعمل على إعداده مع مجموعة اشخاص محوره الإنتقادات التي أنشرها على صفحتي لأن الناس تحب المواضيع التي أطرحها .
- ما هي أسوأ الأمور التي تتعرضون لها كنجوم على وسائل التواصل الإجتماعي؟
نعاني من سرقة أفكارنا من قبل العديد من البرامج التلفزيونية ومن قبل مذيعين معروفين ومحطات معروفة وللأسف لا يوجد قانون لحماية الملكية الفكرية على وسائل التواصل. وأحياناً يتم سرقة مواد وحوارات وكلام من أعمالي يتم أخذها كما هي بدون مراعاة لمن تعب في أعدادها وأتحدث عن برامج لديها شعبية ومتابعين.
هل اللهجة البعلبكية ساهمت برأيك في إيصالك اسرع للناس ؟
( يضحك) صحيح اللهجة البعلبكية لهجة حلوة وخفيفة واعترف أنها كانت من بين الأسباب التي ساهمت في نجاح أعمالي ولو لم تكن الفيديوهات بلهجة مختلفة لما كانت نجحت كما حصل معي.
- هل تتابع صفحات ناقدة شبيهة بصفحتك ؟
أتابع الجميع ومعجب بصفحتي عديلة وموتورة لأنهما تقدمان مادة مختلفة من النقد الفني الساخر وأحيانا النقد السياسي كما هو الحال مع صفحة موتورة. واتابع صفحة نكت ليبانيز المخصصة للشباب والتي تركز على النكات المستوحاة من يوميات الناس.
- هل يأتيك نقد من أشخاص لا يحبون ما تقدمه ؟
( يضحك ويشير إلى أخيه سامي الجالس إلى جانبه ) نعم ياتيني نقد بأنني غير مضحك بهذا الفيديو أو ذاك وخاصة من أخي الذي ينتقد ما اقدم للناس.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News