أمن وقضاء

الجمعة 16 أيلول 2016 - 07:41 السفير

خليّة كسارة العنقوديّة: استهداف مواكب أمنية وخرق الجيش

خليّة كسارة العنقوديّة: استهداف مواكب أمنية وخرق الجيش

علم، ان عملية معرفة هويّات أفراد خليّة كسارة ـ زحلة جاء حينما سُئل (ع. م. غ.) عن مكان جهاز "الريموت كونترول" الذي استخدمه في تفجير العبوة في كسارة، باعتباره لا يعلم هويّة باقي أفراد المجموعة.

عندئذٍ أقرّ أنّه خبأه لدى (و. س.) الذي تَبَيَّنَ أنّه "لولب الخليّة" بعدما تمّ إلقاء القبض عليه، ليُقِرَّ أنّه ضالع، بعبوة المصنع التي تزن 12 كغ وتمّ ضبطها، واستهداف موكب لـ "حزب الله" قبل عام وقبلها عدد من العبوات التي صُنِعت داخل منزله، بالإضافة إلى انتمائه لـ "داعش" ومبايعته أميرها السوري (ع. ع.).

ارتبك المحقّقون أمام هذه الاعترافات، (المعروف أنَّ الأمير السوريّ هو من محلة بابا عمرو في حمص) التي تشير إلى أنّه معوق ووضعه الصحيّ حرج جداً. تمهّل هؤلاء قبل أن يتوسّعوا في التحريّات ويكتشفوا أنّ (ع. ع.) كان على علاقة وطيدة مع الموقوف حسام أبو حلق المتّهم بضلوعه بتفجير الرويس وتفجير عبوات على طريق المصنع.

صار لدى الأمن العام شكوكٌ أكبر ضد أمير المجموعة (ع. ع.)، ممّا ساهم بتوقيفه ليظهر أنّه دخل إلى لبنان بواسطة "الصليب الأحمر الدولي" وكان يقاتل إلى جانب "لواء الإسلام"، قبل أن يصبح أميراً شرعياً للخلية. اعترف الموقوف سريعاً بالعمليّات التي خطط لها كونه المسؤول التقنيّ عن تفجيرات طريق البقاع – سوريا.

كما تبيّن أنّ السوريّ (م. ب.) الذي كان خبيراً في المتفجّرات في الجيش السوري قبل انشقاقه، هو مصنّع عبوة كسارة ومعظم العبوات التي انفجرت على طريق البقاع بالتّعاون مع اللبنانيّين الموقوفين (ع. م. غ.) و(و. ع. س.)، الضالعين أيضاً بالعبوة التي وُضِعت في شهر أيّار الماضي في معرض عبد الله الكردي في سعدنايل – زحلة، أمّا الثانية (كسارة) فَوُضِعت بالتنسيق بين (ع. م. غ.) و(م. ش. ر.) في منطقة دوار زحلة ــ كسارة.

ومنذ بدء التّحقيقات، برز اسمان آخران أوّلهما جندي في الجيش اللبنانيّ (س. ح.) وهو على علاقة مع أحد المتورطين في العبوة (خ. ص.)، فأبلغ الأمن العام مخابرات الجيش بالأمر لتوقيفه، وهو ما حصل مساء أمس بعدما تمّت مداهمة منزله في بلدته كفردنيس.

أمّا أبرز الموقوفين فهو الشيخ (ب. ط.)، الاسم الأوّل الذي أتى على لسان الموقوف (ع. غ.) الذي أكّد أنّه كان الرابط بينه وبين من أعطاه أمر التفجير وهو القيادي في تنظيم "داعش" الملقب بـ "أبو البراء" المتواجد في الأراضي التركية.

لم تكن اعترافات رجل الدين اللبناني سهلة بعدما تمّ استدعاؤه للتّحقيق، وإنّما حاول نفي الاتّهامات. غير أن المحقِّقين الذين كانوا يعلمون أنّ اللبناني الفار محمد قاسم الأحمد المتّهم بملف سيارة الناعمة التي ضُبِط فيها 250 كغ من المتفجّرات، لقبه "أبو يوسف"، ليتبين لهم أنه هو المدعو "أبو البراء"، وفق اعترافات "الشيخ".

حينها، أشار الشيخ إلى أنّ معرفته بـ "أبو البراء" تعود لـ10 سنوات مضت وبدأت بمعالجة إبنه الذي كان يعاني من مرض التوحّد. المزيد من الاستقصاءات كشفت أنه في ذلك الوقت كان عمر الطفل لا يتعدّى الـ6 أشهر، مّا يعني استحالة اكتشاف التوحّد أو إمكان نطق الطفل، فضلا عن العلاج!

ولم تكن هذه السّقطة هي الوحيدة خلال التّحقيق مع الشيخ، وإنّما تبعتها سقطة أخرى باعترافه أنّه التقى الموقوف (ع. غ.) واللبناني الموجود في تركيا (ب. أ. خ.) داخل شقة في مجمع في منطقة لاريس، تعود ملكيتها الى السوري (م. ح. ر.) الملقب بـ "أبو علاء".

تفنيد أسماء المتواجدين في هذا اللقاء ثبّت التّهمة على الشيخ، باعتبار أن اللبناني (ب. خ.) متواريا عن الأنظار ومطلوبا بأكثر من ملفّ إرهابي لا سيّما ملفات تتصل بمتفجّرات في البقاع قبل أن يتبيّن أنّه ضالع أيضاً بعبوة كسارة، بالإضافة إلى أنّ "أبو علاء" هو نفسه الشخص الذي ذُكِر اسمه على لسان موقوفين باعتباره أحد المتورطين في التفجير الذي استهدف المستشاريّة الثقافية الإيرانيّة في بئر حسن قبل أكثر من ثلاث سنوات.

أُخِذت كلُّ هذه النقاط في الحسبان خلال التحقيق لتحسب ضدّ الشيخ (ب. ط.)، ولو أنّه استمر في نفيه ولم يبدأ بالاعتراف إلّا حينما سَمع باعترافات (ع. غ.) ضدّه. فالأخير أقرّ بمضمون اللقاء الذي حصل في تركيا، مشيراً إلى أنّ الشيخ هو الذي نصحه بالتواصل مع "أبو البراء"، قائلاً له حرفيا: "كلّ شي بيطلبو منّك أبو البراء بتنفذو".

وأكثر من ذلك، أعطى الشيخ (ب. ط.) رقم "أبو البراء" وطلب منه أن يتواصل معه عبر "التلغرام" وعبر صفحة على الإنترنت بعد أن يقوم بتنزيل تطبيق على هاتفه يسمح بتشفير المحادثات (يبقى مضمونها سريا).

وبرغم كلّ هذه الاعترافات، أخلي سبيل رجل الدين (ب. ط.) الذي لم يتوانَ عن المجاهرة بأنّ الملفّ كان "تلفيقاً"، علما أنّ الرّجل الذي أُخليَ سبيله قد يوقف مجددا إذا تبين أن له علاقة بتجنيد العسكري اللبناني الذي أُوقِف أو تحريضه للقيام بأعمال إرهابية!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة