أمن وقضاء

placeholder

ستيفاني جرجس

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 20 أيلول 2016 - 10:27 ليبانون ديبايت
placeholder

ستيفاني جرجس

ليبانون ديبايت

بارود وبصمات.. "حبيبة" مارك المتزوجة قتلته؟!

بارود وبصمات.. "حبيبة" مارك المتزوجة قتلته؟!

"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

لكل جريمة لغزها وادلّتها ورموز يعجز احياناً المحققون عن فكّها في السّاعات الاولى، وقد تتطلّب عدة أيام واحياناً اشهر على وقوع الجريمة. ولكن اي تفصيل، اثر او دليل صغير كالبارود على اليدين مثلاً او بصمات على المسدس قد يقلب مجرى الامور رأساً على عقب ويغير وجهة التحقيقات الاولية خصوصاً ان هذه الادلة تعد مفاتيحاً لكشف خبايا مسرح الجريمة وقد تقود تحليل آثارها إلى اسقاط الفرضيات الاولى في التحقيقات.

تعود تفاصيل القضية إلى يوم ٨ حزيران ٢٠١٦، اي منذ نحو ثلاثة اشهر تقريباً حيث عثر على العريف الاول في امن الدولة مارك كيوان جثة هامدةً والى جانبه المسدس الحربي الخاص به داخل منزل المدعوة ماري اوهانس يوركيبوكيان زوجة الكردي السوري اركان كيفو في برج حمود، وقيل آنذاك انه انتحر في منزلها على خلفية علاقة غرامية ربطته بها بالرغم من زواجها.

أشيع يومها ان عشقه لتلك المتزوجة ارداه قتيلاً وهو في ربيع عمره، فرفضها البقاء معه وقرارها بقطع علاقتها به والسفر الى زوجها المتواجد خارجاً بداعي العمل كانا كفيلين بأن ينتحر! هكذا قيل، الا ان فرضية الانتحار سرعان ما سقطت، مارك لم ينتحر، قتل؟!

ولكن بعد اشهر على وقوع الجريمة، تطوّرات مهمّة ومفاجئة حصلت في القضيّة فعلى الرغم من ان البعض سعى جاهداً لتبرئة تلك السيدة نافياً نفياً قاطعاً ضلوعها في مقتل كيوان فضلاً عن نشر اقاويل وادعاءات مستقاة من جهات مجهولة - معلومة تشير الى ان كيوان اطلق النار على نفسه وهو مخمور نتيجة تناوله كمية كبيرة من الكحول والحبوب المهلوسة، عاكسها الحظ ويا لسوئه فبصماتها على المسدس اوقعتها في قبضة الاجهزة المعنية، لتبدأ سلسلة مفارقات سنذكرها تباعاً.

وتستتبع المصادر حديثها بمعلومات عن توقيفها على ذمة التحقيق بعد فترة اثر العثور على بصمات من يديها الاثنتين على مسدس مارك. وتشير الى ان النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم قد اعطى اشارة للجهات المختصة لتوقيفها استناداً الى المادة 549 من قانون العقوبات والتي تعتبر أن القاتل ارتكب جريمته عمداً وعن سابق تصور وتصميم.

بالعودة الى اقاويل الجهات المذكورة اعلاه يعاني كيوان من مشاكل شخصيّة ونفسيّة كانت سبباً اضافياً يدفعه ايضاً الى الانتحار. وتشير الجهات تلك في احاديثها والتي تعد نفسها مطّلعة على الملف، الى ان الاخير حضر الى منزل ماري من دون علمها وحاول الدّخول عنوةً وهو بحالة "سكر"، وعند عدم استجابتها لطلباته اطلق النار على نفسه، لكن المفارقة الثانية بحسب ما افادته مصادر التحقيق لموقع "ليبانون ديبايت" كانت الرسالة النصيّة التي عثرت على هاتفه والتي تكشف التالي:

رسالة نصيّة وردت الى هاتف مارك قبل وفاته وذلك اثناء امضائه بعض الوقت مع صديقه، وبحسب ما تبين من التحقيقات الاوليّة حينها ان المرسل كانت ماري اما الرسالة فكانت تحوي بمضمونها طلباً بلقائه، اذ طلبت ماري من مارك لقائها في منزلها الواقع في برج حمود حيث عثر عليه لاحقاً جثة هامدة.

وتنفي المصادر ما قيل عن سكر ومخدرات وما شابه كان مارك تحت تأثيرها، ووفقاً لاقوالها ان كمية الكحول التي شربها قد لا تذكر وليس كما حاولوا التسويق له.

المفارقات لم تنته هنا، فاقوال ماري المتضاربة غيرت وجهة التحقيق كلياً واعادت الشبهات الى ضلوعها بالجريمة بطريقة او اخرى. ففي افادتها الاولى، ادّعت وجود مارك بينما كانت في غرفة مختلفة في المنزل واذ بها تسمع صوت اطلاق نار فسارعت بالخروج لتجد مارك مرمياً ارضاً والدماء تغطيه نتيجة اقدامه على الانتحار.

وبعد مواجهتها خلال التحقيقات بالتقارير التي تشير الى وجود بصماتها على المسدس الذي قتلت رصاصاته مارك ناهيك عن البارود الذي عثر على يديها، بدأت اقوالها ورواياتها تتضارب، ربما خافت من انكشاف حقيقة ما جرى.

وبحسب مصادر التحقيق، اثارت رواية ماري شكوك وتساؤلات المحققين وتحديداً ما قالته عن وجودها في غرفة اخرى اثناء وقوع الجريمة. وبالتالي، فإن فرضيات مناقضة لبعضها برزت بعد الاستماع الى الروايات كلها، فبين ان تكون ماري القاتلة وهي من اطلقت النار عليه وبين ان تكون حاولت منعه وانتشال المسدس منه فخرجت الرصاصة عن غير قصد ما يبرر وجود البارود على يديها وبصماتها على المسدس، احيل الملف إلى قاضي التحقيق في جبل لبنان ساندرا المهتار.

المهتار أصدرت بدروها مذكّرة توقيف وجاهيّة بحق ماري عقب الاستماع الى افادتها. وصحيح ان المذكرة صدرت الا ان وكيل الدفاع عن الاخيرة يرفض اتهام موكلته بارتكاب الجريمة او ضلوعها فيها عازياً رفضه هذا الى القرار الظني المفترض صدوره في القضية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة