قال مصدر فرنسي متابع للملف اللبناني "إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أثار موضوع لبنان مع كل من الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس وفد المملكة إلى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومع الرئيس الإيراني حسن روحاني بعدما كان أجرى محادثات مع رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام حول الوضع السياسي المعطل في لبنان".
وأشار المصدر إلى أنه "على رغم أن اللقاء مع ولي العهد السعودي تركز على الإرهاب والتعاون بين فرنسا والسعودية في هذا المجال، أصر هولاند على إثارة موضوع لبنان قائلاً لولي العهد إن فرنسا كان لديها مع السعودية اتفاق حول الجيش وإنه مدرك لقلق السعودية إزاء "حزب الله"، ولكن الوضع في لبنان دقيق وهش وينبغي الحفاظ عليه وفرنسا مستعدة لاستعادة التعاون الذي كان أطلق بين السعودية وفرنسا حول لبنان".
وقال ولي العهد السعودي بعد اللقاء إن "السعودية تشارك فرنسا القلق نفسه في شأن جميع المواضيع التي أثارها هولاند معه، وهي سوريا وليبيا واليمن ولبنان وإنه ينبغي تكثيف التعاون بين البلدين في مجالات الإرهاب".
وأثار هولاند "موضوع لبنان مع روحاني إضافة إلى العلاقات الاقتصادية الثنائية. وقال هولاند لنظيره الإيراني إنه ينبغي العمل في كل من لبنان وسوريا واليمن وليبيا على مكافحة الإرهاب، ولكن ينبغي أيضاً العمل على حل سياسي، أي أن على إيران أن تساعد في الحل السياسي".
وقال روحاني إنه "موافق ومر سريعاً على موضوع سوريا ولبنان وركز على الوضع في اليمن قائلاً إن الوضع كارثي، وطالب الجانب الفرنسي بأن يقول للسعودية أن توقف القصف على اليمن". ولفت المصدر إلى أنه "كلما نتحدث للإيرانيين حول ما يجب أن يفعلوه في سوريا يردون على الجانب الفرنسي باليمن".
وأعاد هولاند الحديث عن لبنان قائلاً إن "دقة الوضع في لبنان تقتضي ألا يتم الابتعاد عن اتفاق بالنسبة إلى الحل، وعلى إيران أن تساعد". وقال المصدر "إن روحاني وافق على المبدأ مثلما حصل في محادثات ماضية ولكن ما اختلف هذه المرة أن روحاني لم يعد يكرر أن إيران تؤيد أي مرشح يحظى بتوافق مسيحي وأن على فرنسا أن تعمل مع المسيحيين. وقال لهولاند هذه المرة إنه ينبغي التعاون معاً لحل هذا التعطيل. ولكن المصدر قال إنه لا ينبغي المبالغة في تحليل هذا الموقف فالانطباع أن إيران لم تغير موقفها ولكنها تريد إعطاء الانطباع أن لبنان هو الموضوع الإقليمي الذي تريد العمل مع فرنسا عليه".
وأوضح المصدر أنه "عندما تحاول فرنسا اختبار نية إيران في الموضوع اللبناني يظهر لباريس أنهم يريدون التحدث حول الموضوع بالشروط الإيرانية". وعلى سبيل المثال، قال مسعود بارزاني أثناء محادثاته مع هولاند في باريس قبل أيام، إن "الإيرانيين إما يطالبون بالموافقة على كل ما يريدون أو تجب مواجهة موقفهم بقوة وإلا وقع محاورهم في تعقيدات ومشاكل لا مخرج منها".
إلى ذلك، قال المصدر إن "الرئيس سلام أبدى لهولاند قلقه إزاء الوضع"، قائلاً "إن إيران تعطل والسعودية لها انشغالات أخرى في اليمن وغيرها والعونيين يتحركون بشكل مقلق".
وقال سلام إنه في "هذه الظروف أصبح الوضع بالنسبة إلي بالغ الصعوبة وقاسياً جداً" ووافقه الرئيس الفرنسي القلق وقال إنه سيتحدث مع السعودية للطلب إليها أن تهتم بالوضع والتحدث مع روحاني. وشكر سلام هولاند على مبادرته لنقل المؤتمر حول لبنان إلى باريس لا أن يكون على هامش الجمعية العمومية وتمنى أن يحضره وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف".
وتوقع المصدر أن "يعقد في باريس إما في تشـــرين الثاني أو كانون الأول المقبلين. وقال المصدر إنه يجري البحث في أن يكون الاجتماع مزيجاً من الدعم السياسي إلى جانب الدعم الأوروبي للاجئين في لبنان، وتريد باريس استخدام هذا الاجتماع لإقناع جميع المشاركين بأنه يجب الحفاظ على لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News