ليبانون ديبايت - ندره وليم مطران
طلبَتْ إليّ زوجتي أن أشتريَ لحمًا. ذهبْتُ إلى لحامٍ افتتحَ ملحمةً قريبًا من منزلي، وطلبتُ كيلوًا لحمًا من نوع محدّدٍ.
إعتدتُ، منذُ صِغَري، أن أُديرَ وجهي عندَما يزِنُ البائعُ بضاعتَه، وما زالَتْ هذه العادةُ تُرافقُني حتّى اليومِ. معتبرًا أنّ ذلك يُشكّلُ عدمَ ثقةٍ منّي بالبائعِ.
عُدتُ إلى المنزلِ، فإذا بزوجتي تتساءلُ، وهيَ تمسِكُ اللّحمَ بكفِّ يُمناها:
- هل هذا كيلو؟ لا أظنُّ.
قالَتْ ذلك، ووزنَتْ ما بينَ يديها على ميزانٍ عندَنا، وتابعَتْ: " ينقُص من هذا اللّحمِ مئةٌ وخمسةٌ وعشرونَ غرامًا.
لم أُعلّقْ على ما قالَتْ، فربَّما ميزانُنا غيرُ دقيقٍ.
بعدَ يومينِ، طلبَتْ منّي أن أشتريَ كيلوًا لحمًا. ذهبْتُ إلى اللّحامِ نفسِه. وإذ وضعَه على الميزانِ، حوّلتُ وجهي استحياءً.
نقدْتُه الثّمن، وذهبْتُ إلى بائعِ خُضَرٍ اعتدْتُ الشّراء منه، وحملْتُ ما بيدَيَّ، ووضعْتُه على الميزانِ، فإذا به تسعُ مئةِ غرامٍ.
آلمني عدمُ أمانتِه، وعدْتُ، من فوري، إليه، وكانَتْ ملحمتُه تعِجُّ بالزّبائنِ، فقلتُ له على مسمعٍ منهم:
- دفعْتُ إليك ثمنَ كيلو من الّلحمِ، بينَما أعطيتَني تسعَ مئةِ غرامٍ. سامحَك الله، غيرَ أنّني أُبشّرُكَ بأنّ ملحمتَك لن تستمرَّ طويلاً، وانصَرفْتُ، وسطَ صمتِه ودهشةِ الزّبُنِ.
وبالفعلِ، أقفلَ ملحمتَه بعدَ مُدّةٍ وجيزةٍ منَ الزّمنِ.
وبينَما أنا مُنصرفٌ، تذكّرْتُ قولاً طالَما سمعْتُه وأنا صغيرٌ: " السّعرُ شطارةٌ ، أمّا الميزانُ فذِمّةٌ."
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News