ليبانون ديبايت - ميشال نصر
قبل عبور موكب الرئيس سعد الحريري "نفق شكا" عائداً الى بيروت، كانت الجمل الخمس التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن "العشاء السري" للشيخ والبيك في بنشعي، كافية لازالة الغموض الذي ساد منذ لحظة الاعلان عن وصول الحريري الى المحمية، ولترتاح انفس القلقين من تأييد الحريري لعون خصوصاً بعد تسريب "المردة" ان فرنجية مستمر في ترشيحه.
واذا كانت الزيارة - الحدث ، وخلافاً لكل ما نسج حولها قد حدد تاريخها منذ نهاية الاسبوع الماضي بناء على جدول زيارات يعتزم الشيخ سعد القيام بها في اطار استطلاع جديد للآراء سعياً وراء مخرج رئاسي معين، فان الاجواء السائدة في الرابية انقلبت فجأة مع مشاهدة العماد عون للخبر على شاشات التلفزيون لتتراجع نسبة التفاؤل الى حدودها الدنيا بعد يوم طويل من التفاؤل المفرط.
فالرابية المصرة على اتهام عين التينة بالوقوف وراء الحرب الكونية المشنة ضدها، تارة تحت ستارة قيادة الجيش وطوراً بحجة تصلب وفيتو سعودي، تبدي خشيتها من ان تشهد الساحة اللبنانية انهياراً دراماتيكياً نتيجة اصرار البعض على اللعب بنار الميثاقية ، الذي ستكون نتيجته الحتمية مؤتمر تأسيسي يعيد خلط التوازنات الداخلية .
وفي هذا الاطار يردد تساور العونيون الشكوك من ان تهديد رئيس المجلس من الجنوب في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر "بأن لكل شارعه"، قد يجد طريقه الى التنفيذ يوم الاربعاء في حال اعطيت "الأوامر" لشباب "الحركة" بالاصطدام بالشارع العوني في حال تواجه البرتقاليون واتحادات النقل في محيط ساحة النجمة، ما قد يدفع بالجيش والقوى الامنية للتدخل لحسم الامر ووقف التظاهرات في الشارع وبالتالي اجهاض الخطة العونية. بطبيعة الحال تؤكد التجربة ان بري نجح في تلك الاستراتيجية محققاً مكاسب كبيرة في مواجهة تحرك المجتمع المدني الذي سقط تحت ضربات شباب الحركة الذين استغلوا بعض الشعارات للانقضاض على المتظاهرين دون ان يحرك احداً ساكناً يومها. هي العصا نفسها التي يشهرها الاستاذ اليوم بوجه الجنرال.
اما على الضفة الاخرى، وبعد فشل النصيحة الجنبلاطية لعون بمحاورة الرئيس بري، انتقل التيار الازرق الى سياسة احتواء الرابية عبر ضعضعتها وبلبلة اجوائها نتيجة التصاريح المتضاربة لنوابها ، مقدمة "الجزرة" للعماد عون ، المصر على سلة تذهب ابعد من تلك التي وضعها الرئيس بري، املاً في تمرير يوم الاربعاء على خير.
اذاً بين جزرة الحريري وعصا بري، يتوزع اللبنانيون بين السياسة والشارع، الذي بات مطلوبا سحبه من تحت العباءة العونية مهما كلفت الظروف، في عملية تحجيم وكسر واضحة لرئيس تكتل التغيير والاصلاح.
فهل تنجح خطة بري الاستباقية ام تقع المواجهة؟ وهل يزور الحريري الرابية استمراراً لورقة البلف التي بدأها منذ ما بعد ترشيح الدكتور جعجع للعماد عون؟ هل أنهى لقاء بنشعي الحلم العوني، بعدما اسهب لوزير فرنجية في شرحه لضيفه صعوبة تراجعه عن ترشيحه المرتبط بظروف سيكون لها تاثيرها الكبير على مستقبله السياسي ؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News