لم يكن إسم العماد ميشال عون فقط ضمن جعبة الرئيس سعد الحريري خلال جولته على القيادات السياسية، بل حمل جملة اقتراحات للوصول الى ما يرضي اكثرية الاطراف اللبنانية، وبالتالي لجسّ نبض كل فريق في الاطار الرئاسي. هذا ما نقلته مصادر الافرقاء التي زارها الحريري، موضحة بأنه لم يعرض أي موقف او يؤكد على اسم أي مرشح، انما كانت جوجلة للاراء واستعراض لكل المرشحين، والمشاورات لا تزال في بداية الطريق، لان لا شيء ثابتاً في هذا الاطار. أي ان إسم عون ليس نهائياً، لان إسم مرشح توافقي ُطرح خلال كل الاجتماعات التي حصلت منذ ان بدأ الحريري لقاءاته، أي انه طرح كل الحلول مع ايجابياتها وسلبياتها بغية إنهاء الفراغ الرئاسي، اي انه ترك للافرقاء درس كل الخيارات وبعضهم اعطاه رأيه على الفور. ناقلة بأن اجتماعات الاحزاب التي زارها لغاية اليوم ستبقى مفتوحة، لان الوضع يتطلب دراسة معمّقة لكل الطروحات لاتخاذ الموقف النهائي. اي انه من المبكر التحدث الان عن صعود الدخان الابيض المنتظر منذ حوالى السنتين ونصف السنة، في ظل شائعات بإمكانية حدوث شيء ايجابي قريب جداً في الاطار الرئاسي.
ورأت هذه المصادر انه من الضروري حدوث شيء ايجابي لان الوضع لم يعد يحتمل، لان المشهد المتكرر في البرلمان بات كقصة «ابريق الزيت»، وبالتالي حتى النواب الذين يحضرون الى الجلسة الرئاسية يبدون إستياءهم كل مرة، لانهم سئموا من هذه المسرحية. معتبرة بأن إسميّ العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية قد يصبحان خارج المنظومة الرئاسية، لان في الافق إسماً توافقياً يكاد يكون مقبولاً من الاكثرية، لذا لا تأملوا خيراً بإمكانية تحقيق أي شائعة إنطلقت قبل ايام، لاننا في لبنان ننام على شيء ونستفيق على شيء آخر والتاريخ علمنا ذلك.
واشارت الى ان إنقسام فريقيّ 8 و14 آذار لن يؤدي الى وصول رئيس بالتأكيد، خصوصاً بعد ان بات كل فريق منهم منقسماً على إسم المرشح، مع العلم ان عون وفرنجية ينتميان الى الفريق عينه، ومع ذلك يسوده الخلاف ويعلن ما لا يضمره حقيقة، وبالتالي بات الفريقان يعلمان ضمناً ومنذ اللحظة الاولى لدعم المرشحين عون وفرنجية، بأن اياً منهما لن يصل، لان الساحة اللبنانية تكون دائماً في نهاية الامر للمرشح الوسطي الوفاقي، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وهذا هو لبنان ولن يتغير، وإلا نكون قد اعدنا الفتنة والحرب بأيدينا، لان هذا هو الشعار الذي طبع بلدنا منذ عقود.
ولفتت المصادر عينها الى وجود فريق محلي لا يريد إيصال أي مرشح، أي لا عون ولا فرنجية، لانه يعرف ضمناً بأن التوافق الدولي والاقليمي هو الذي ينتج رئيساً لبنانياً كما جرت العادة، اذ من غير المسموح لبننة هذا الاستحقاق مهما جرى من توافق داخلي.
وحول ما يردّد بأن جلسة نهاية تشرين الاول المقبل ستحظى بالنصاب وستوصل عون الى بعبدا، إستبعدت حصول ذلك، لان الضوء الاخضر الاقليمي لم يأت بعد، وبالتالي لن يأتي في المدى القريب، لان لبنان ليس على الاجندات الاقليمية والدولية حالياً. والمهم وضوح الصورة فعلياً في سوريا وعندها نتحدث عن الرئيس اللبناني، وختمت: «لنتفاءل خيراً بإمكانية ان يشملنا أي حل لمعضلتنا الرئاسية، لكن بالتأكيد ليس في المدى القريب».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News