مختارات

الأحد 02 تشرين الأول 2016 - 08:46 الديار

كحل سياسي وعمى رئاسي

كحل سياسي وعمى رئاسي

اذا اردت ان تعيش سعيداً لفترة وجيزة فانتقم. واذا اردت السعادة الدائمة فسامح الاخرين، لان الندم على العفو خير من الندم على العقوبة.
ولأن البغض يثير النزاع، والحب يستر جميع المعاصي: على قادة هذا البلد «الاستعجال ببطء»، وفقاً للقول المأثور، لان التسرع احياناً يفتقر الى الحكمة وبخاصة، اذا كان في التسامح مساً بالوطنية.

فالتواضع عند الكبار او القادة، رفعة لهم، كما التاج على الرأس المتواضع المالك للسلطة والمال لان التواضع في الشرف اشرف من الشرف، كما يقول المثل العربي.
فحب الوطن ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الابطال - نزار قباني - بل هو اسد يهجم مدافعاً - فيكتور هوغو - ويتصرف كالحمل مع شعبه دفاعاً عنهم وبخاصة انهم في مأزق يتهددهم.

وكما ان الفقير يرجى له الغنى، والغني يخشى عليه من الفقر - الامام علي يصح بالنسبة للبنان «الرجاء والخشية». خاصة ان ما ينفقه على من فوق ارضه... يستوجب عملاً سريعاً، يستوعب حلولاً دولية، واقليمية، وداخلية، وسياسية... واخلاقية... لتبقيه في خانة الرجاء... لا في خانة الخشية.

اردنا بهذه المقدمة «الاخلاقية» الدخول في صلب المطروح على مسرح رئاسة الجمهورية المقفل «بغال الحقد المستحكم» بقلوب المالكين للسلطة والنفوذ.... وبخاصة في المناطق الحساسة بواقعها الديموغرافي كما الحالة القائمة في الجنوب والشمال، وبيروت فقضية الخلاف بين الرئيس نبيه بري، والعماد ميشال عون لا علاقة لها بالسلة الكاملة التي يتمسك بها الرئيس بري، ويتحفظ عنها العماد عون، بل هي مشكلة انتخابية مزمنة، عمرها من عمر الانتخابات النيابية التي انتهت بسقوط النائب سمير عازار الحامل لراية الامل، والمدير العام «لصندوق انماء الجنوب» البرّوي الذي كان يعتبر مفتاح فرج لحركة امل وامتداداتها، ونجاح النائب العوني زياد الاسود عن منطقة جزين التي تعتبر مفتاحاً للتيار الوطني الحر، وممراً آمناً للزعامة العونية على طريق شقها وزفتها وحدلها الرئيس بري.

ولأن الزعامات اللبنانية على طول البلاد وعرضها، تعتمد نظرية: ما لي لي.... وما لك لي ولك، وصلت معركة رئاسة الجمهورية الى ما هي عليه، وعاد = الجوكر = الازرق، الى اللعب «بثلاثة اوراق» والقيام بزيارات لهنا وهناك، وكأنه الموفد فوق العادة... لحل امر له فيه ناقة... او بعير».

قد تكون لسعد الحريري خلفيات لم ينطق بها اللسان، ولكن الظاهر ليس هو في قاع البحار، وانما هو في الهواء الطلق بين السعودية ولبنان حيث المشكلة المادية متداخلة مع المشكلة الرئاسية، وافشاء الاسرار بالشكل الذي يتم خلال لقاءاته الاخيرة، لا يوحي بأي حل رئاسي جدي وانما هو من النوع المقبول لبنانياً، لان الكحل السياسي يبقى افضل من العمى الرئاسي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة