مركز "أبعاد" لمكافحة العنف الذكوري بالعلاج ومساعدة المرأة لحياة جديدة

نسمع كثيراً عن جمعيات نسائية في لبنان تعمل طوال الوقت على مكافحة العنف ضد النساء، ومساعدة كل فتاة وإمراة لتخطّي محنتها والبحث عن مستقبل جديد وحياة خالية من العنف. ولكن أن يكون في لبنان جمعية هدفها إستقبال الشخص المسبب للعنف فهذا الموضوع قد يبدو غريباً قليلاً.

فكرة جديدة إنطلقت بها جمعية "أبعاد" منذ سنوات لكن غالبية كبيرى من اللبنانيين وتحديداً الرجال لا يدركون بان هناك مركز داخل "أبعاد" هدفه معالجة الرجال العنيفين ومساعدتهم للحد من آفتهم في المقابل مساعدة عائلة باكملها من عدم الإنهيار والضياع.

في هذا الإطار قامت جمعية "أبعاد" ولمناسبة 5 سنوات على تأسيسها بتنظيم ندوة داخل بيت المحامي حضرها حشد كبير من المحامين والناشطين في المجتمع المدني وحشد إعلامي بارز. إلى جانب مديرة منظمة "أبعاد" غيدا عناني، رئيسة لجنة المرأة في نقابة المحامين أسمى داغر حمادة، الباحثة الدكتورة عزة شرارة بيضون، القاضي الياس ريشا قاضي الأمور المستعجلة في كسروان، العقيد إيلي أسمر رئيس قسم الأبحاث والدروس في قوى الأمن الداخلي، مستشار وزارة الشؤون الإجتماعية فهمي كرامي، والمحامية إقبال مراد دوغان رئيسة المجلس النسائي اللبناني ورئيسة لجنة الأسرة في نقابة المحامين في لبنان، وعدد من المحامين والصحافيين، ورجال الدين وهيئات المجتمع المدني.

أما الأبرز في هذه الندوة كانت مشاركة لـ"شهادتين حياة"، رجل وإمراة، إمراة إختبرت ياة العنف الأسري وقاومت حتى خروجها من دوامة التعنيف بفضل "أبعاد" كما قالت، أما الرجل فهو من كان يعنّف عائلته بأكملها إلى أن قرر العلاج من هذه الآفة التي تضرب بعض الرجال في لبنان بسبب الأزمات المتراكمة، فقرر اللجوء إلى مركز "أبعاد" المخصص لإستماع إلى مشاكل الرجال "العنيفين" ومسادعدتهم تدريجياً للتتخلّص من أزمتهم وكي يعودوا إلى الحياة بدم جديد خال من العنف.

وأشارت مديرة منظمة "أبعاد" خلال الندوة إلى أن المنظمة تاسست ابعاد برؤية تحاول فيها تعديل واصلاح ما يسمى المنظمة الذكورية او الابوية والتي تشكل القاعدة الاساسية لكافة اشكال التمييز ضد النساء والفتيات. ولكن بصورة ابعد عبر عن تحويل العمل لنزاع مع رجال واباء وذكور، هم ايضاَ بشكل او بآخر ضحية المنظومة نفسها.