بعد ان توالت خساراته المادية والسياسية والخيبات التي ألحقها بقوى 14 آذار، جراء سياسته التي باتت تشبه سياسة وليد جنبلاط لا بل فاقتها في التقلبات، بات منفذ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الوحيد اليوم دعم ترشيح العماد ميشال عون كي يعود الى السراي الحكومي من الباب الواسع. وفي حال لم يعد الى الرئاسة الثالثة فهو بالتأكيد يكون قد انتهى سياسياً لانه الامل الوحيد المتبقي له. إلا ان نصيحة النائب جنبلاط له بالنظر بعيداً الى ما بعد انتخاب عون أي الى حجم سلبيات قراره، ومنها اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ الان مقاطعة الحكومة.
من هذا المنطلق وجّه جنبلاط السؤال التالي للحريري: «هل ستؤلف حكومة يشارك فيها فقط وزراء من حزب الله الذي يصنفه حلفاؤك في الخليج بأنه إرهابي؟ واصفاً فعله هذا بالانتحار لانه سيتعرّض للمشاكل الكثيرة.
الى ذلك بات مشهد إستعادة الشارع السّني صعباً جداً بالنسبة للحريري، منذ ان بدأ بدعم مرشحيّ فريق 8 آذار، وهنالك تهديد من اكثرية اهالي طرابلس المؤيدين للوزير المستقيل اشرف ريفي بإقفال بوابة الشمال، في ظل مخاوف من احداث امنية في طرابلس، بسبب رفضهم لدعم سنّي للعماد عون. بحسب التسريبات المنتشرة شمالاَ عما يحضّر في عاصمة الشمال من رفع لافتات رافضة لسياسة الحريري، إضافة الى تحركات شعبية على الارض قد تنتقل الى مناطق سنيّة اخرى خصوصاً في العاصمة.
في غضون ذلك تقرأ مصادر سياسية مراقبة خسائر الحريري من كل النواحي وتقول:» تيار «المستقبل» لم يعد يملك المناطق السنّية شعبياً ومنها قضاء المنية - الضنية الذي كان مؤيداً له، وهذا ما نراه ونقرأه على صفحات التواصل الاجتماعي، حتى من قبل مواطنين يقطنون منطقة طريق الجديدة اي معقل التيار، فضلاً عن مناطق البقاع الاوسط الموالية للحريري، وعرسال التي تكبّد اهلها خسائر كبيرة جعلتهم غير آبهين بكل اهل السياسة، إضافة الى صيدا التي دخلت في جزء منها على خط خسائره، كما ان بعض الزعامات السّنية في خط 8 آذار تشّجع الحركة الناقمة على الحريري وتياره.
ورأت المصادر أن «تخبيصاته» السياسية والمادية وكل ما رافقها من سلبيات جعلت بعض قيادات السّنة يتخطونه ومن بينهم الوزير المستقيل اشرف ريفي، الذي بات يعتبر زعيماً كبيراً في طرابلس وبالتالي كبرت شعبيته في عدد كبير من المناطق السنّية، لانه اعاد لهم هيبتهم كطائفة، وقالت: «ما عندو شيء يخسرو بعد» لذا اراد العودة من جديد الى المنصب الثالث وهذا لا يتحقق إلا بدعم واحد من اثنين اما فرنجية واما عون، وتسأل المصادر «هل عودته اليوم في ظل هذه الاوضاع الصعبة من شأنها ان تعيده قوياً من دون أي تنازلات؟ خصوصاً ان من مصلحة حزب الله الا يعود الحريري الى رئاسة الحكومة في هذه المرحلة، لا سيما ان وصوله يتطلب اتفاقاً قوياً تؤيده المرجعيات السياسية كلها. في حين ان بعض القوى ومن بينهم حزب الله لم يعد يرى بالحريري زعيماً على الطائفة السنّية كلها، لان هنالك خروقات من بعض المسؤولين السنّة الذين باتوا قادة ضمن شارع الطائفة المذكورة.
وختمت المصادر بالاشارة الى «التخبيصة» الكبرى التي قام بها الحريري بحسب تعبيرها، وهي الجفاء الحاصل اليوم مع رئيس المجلس الذي صرّح بأن خلافه اليوم لم يعد محصوراً مع عون انما مع الحريري الذي إختزل الاستحقاق الرئاسي من دون إستشارته وبالتالي إعلان الدعم من بيت الوسط كأنه الحاكم بأمره، مستغرباً قبول المرجعيات المسيحية هذا الامر...
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News