المحلية

placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت
الجمعة 21 تشرين الأول 2016 - 08:38 ليبانون ديبايت
placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت

خطاب استسلام ام انتحار؟ ليش يا شيخ سعد؟

خطاب استسلام ام انتحار؟ ليش يا شيخ سعد؟

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

لم يكن يوم امس يوماً عادياً في بيت الوسط ولا في الرابية، التي استعد جنرالها واعد العدة للنزول الى دارة الحريري باتفاق ١٠٠٪‏ هذه المرة، ولكن دون قالب حلوى، بعدما "تلذذ" والى جانبه "الحاشية" من عائلة وتوابع بمشهد انتحار سياسي ذكره بما قرأه يوما في كتب التاريخ العسكري.

فالقرار الحريري الذي تعددت الروايات حول آلية اخراجه وتوقيته، رست قرعته على تلاوة بيان، حمل الشيخ سعد نتائج ما سيكون له من تبعات، من الرياض الى واشنطن مرورا بباريس وموسكو، وفق قدر محكوم فرضه "حكيم مجروح" وكأس مرة اجبر الجميع على تجرعها، بعدما احتل بيك زغرتا مكانه كمرشح رئاسي للمستقبل.

هكذا قرر الشيخ الخروج الى جمهور غير مكترث، متلعثماً بنبرة لم يكن من الصعب ملاحظة غصتها وهو يتلو فعل الاستسلام على قاعدة لا حول ولا قوة، في موقف ذكر الكثيرين بدقائق بنداء الهزيمة العونية يوم ١٣ تشرين الاول "حقنا للدماء وحفاظا على ما تبقى" ايضا. وما قد لا يبقى من اتفاق على الخلاف، اقتصادياً بين ابراء مستحيل ومشروع حريري، وسوريا حيث باعا واشتريا "السمك في البحر"، ليبقى بند تعديل الطائف الخاضع لارادة الخارج.

هكذا لم يبقى من الدقائق العشرون، سوى بعض التصفيق والقبل، قبل ان تكر سبحة النواب الزرق الممتنعين عن التصويت لعون التزاما بقناعاتهم وحفاظا على ماء وجههم، في لحظة حنين للائحة شرف كانت ذات يوم من عام ٢٠٠٤، وان غابت عن محطات الكلمة المجيدة التي اجاد كاتب كلماتها ديباجتها التاريخية، مسقطا منها الاشارة الى الرئيس بري لا تلميحاً ولا مباشرة، كذلك اسماء شهداء ثورة لم تعمر اكثر من سنة قبل ان تستنزف ابناءها بفضل قياداتها العظيمة وشعبها "الفظيع".

خطاب الاستسلام بدت آثاره واضحة في ملامح العائلة، التي جلس الى اقصى مقاعد يمين الصف الاول "احمد"، مكفهر الوجه، والى اقصى اليسار "نادر"، ببسمة المنتصر، وما بينهما صف من الوجوه السوداء يقطعها وجه وزير الداخلية بضحكة "الناطر الكرسي الثالثة" وراء الكوع، في مثلث عون - ابراهيم - المشنوق.

مشهد درامي باح خلاله الشيخ المفلس بالاساسي، "حذروني" لكنني مجبر، دون ان يتجرأ في ايداع لبنان امانة بين ايدي الحاضرين كما فعل قبل ١١ سنة والده، ربما لابقاء فسحة من امل تشيح عن وجهه كابوسا اسود ، سمع الكثير عن سيناريوهاته بصوره الملطخة بالاحمر.

كيف لا وقبل يومين بالتمام والكمال نشرت مجلة "الايكونومست" المعروفة برصانتها تحليلا وصف اوضاع السنة في المنطقة ، من بيروت الخاضعة لحكم حزب الله، ودمشق التي يتقاسم النفوذ عليها العلويون الشيعة، فيما حلب هجر سنتها ويقود معركتها ميليشيات شيعية بدعم روسي ، اما الموصل ، فخلطة شيعية وكردية لتحريرها، اما السعودية فحدث ولا حرج عن مشاكل باتت داخل البيت تهدد بتقسيمها الى اقاليم.

فهل اتعظ الحريري من ذلك واستعمل دهاء غير مألوف لدى فريقه محاولا احياء المعادلة السنية - المسيحية؟ ام هي بداية نهاية الامبراطورية الحريرية السياسية المتروكة لمشيئة الله بعدما تخلى عنها رعاتها؟ ام هي مسالة افلاس يحتاج الى "تعويم" مهما كلف الامر ووفق اي شروط متوفرة؟ ام هو كل ذلك ام بعض من كله؟

الاكيد مسلمتان، الاولى انه في عام ١٩٤٣ سقطت ميثاقية "ثنائية الجناحين" تحت وقع الضربات المتلاحقة، تماما كما ستسقط في عام ٢٠١٦ ميثاقية "تشريع الفساد"، والثانية ان اي اتفاق او تسوية طال تنفيذهما لاكثر من اربعة ايام كانت النتيجة حديد ونار، من بشير الى رينيه.

بين شيبة عون اللاهث وراء الحياة، وشباب الحريري المستعجل الانتحار.. رئاسة.. وقصر.. لن تنفع زيارة اضرحة شهداء في غسل ما اقترفت يدا الشيخ من صرف للثروة وتسليم للثورة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة