المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الاثنين 07 تشرين الثاني 2016 - 13:28 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

ذرائع "القوات" اُسقطت بفخ حزب الله!

ذرائع "القوات" اُسقطت بفخ حزب الله!

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح:

يوم السادس من نيسان 2013، كلّف رئيس الجمهورية آنذاك العماد ميشال سليمان، الرئيس تمّام سلام تأليف الحكومة التي ستخلف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وكان حزب الله آنذاك في طور الإنغماس الواسع في الحرب السورية. في التاسع عشر من شهر أيار، دخل حزب الله وإلى جانبه الجيش السوري بشكلٍ أفقي وعامودي منطقة القصير السورية بغية حماية العمق اللبناني من صواريخ المعارضة، مضى يومها على تكليف سلام نحو شهر ونيّف، فدخل عامل دخول الحزب إلى المعركة خط تعطيلٍ أساسي إستغلته القوات اللبنانية لاحقاً بقرارها عدم دخول الحكومة التي تشكّلت بعد مخاض عشرة أشهر.

جاهرت القوات اللبنانية يومها بعدم نيّتها دخول الحكومة، لا بل أخذت على نفسها أن تُكون حاميةً للمعارضة السورية في الداخل اللبناني فلعبت على خط نسف الحكومة التي كانت أحد أسباب تعطيل تشكيلها. قبل هذا، كانت القوات تطمح للمشاركة في الحكومة "السلاميّة" وعينها على وزارة سيادية. لم يدعمها حلفاؤها بذلك كذلك الأخصام الذين يرون بالقوات "حالة مرفوضة نتيجة سياساتها وتاريخها السابق". تحاشت القوات يومها الدخول في سجالات مع الحلفاء، فإلتفّت نحو حزب الله وخلقت من مشاركته في الحرب السورية مشكلة قُدّمت كذريعة للفرار من السبب الرئيسي ووضعت على كاهل الحزب ثقل مسؤولية عدم المشاركة!

لا يبدو أن الأمور قد تبدّلت كثيراً منذ عام 2013 إلى اليوم، فالقوات باقية على مطالبها المتمثلة بمقعدٍ سيادي مطعّماً بواحد خدماتي وآخر "وسطي"، وفي هذه الأخيرة بدعة جديدة تضاف إلى بِدع تشكيل الحكومات. وعلى الرغم من الدور الكبير الذي قامت به القوات اللبنانية في مسألة إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية إلى جانب الأفرقاء الأخرين، لكن الأمر لم يسوِ أوراقها العالقة حكومياً، فلا نجد مثلاً الرئيس سعد الحريري متحمساً إلى إعطاء القوات حصة سيادية، وهذا يظهر من خلال ما يُسرّب من هنا وهناك، ولا التيّار الوطني الحر يريد أن يقاتل من أجل حقيبة بسبب عدم نيته تعطيل العهد من أوله، ولا الإشتراكيون أصلاً يحبّذون وجود القوات في الحكم، وهذا الشعور دفع القواتيين إلى رفع الصوت ورمي مزيد من الأوراق على الطاولة، بغاية رفع حظوظ التفاوض وفتح قناة إتصال ساخنة على خطيّ بعبدا من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية.

الأكيد أن الرئيس العماد ميشال عون لا يريد إشتباكاً مع القوات في طور عهده، كذلك الرئيس سعد الحريري لا يريد كسر الجرّة مع جعجع على الرغم من الكثير من المآخذ، لكنهما، أي الرئيس والرئيس المكلف سيسعيان إلى إرضاء القوات دون المرور في الحقيبة السيادية التي هي في أعراف أصحاب السلطة "محرّمة" على القواتيين!

بالعودة إلى سياسية سحب الذرائع، نجح حزب الله في إحراج القوات اللبنانية مرة جديدة بعد أن أجبرها على الإنقلاب على خياراتها السياسية التي حكمتها على الساحة السياسية منذ العام 2013 من بوابة مشاركته في الحرب السورية . اليوم في عام 2016 لا زال حزب الله في سوريا لا بل مشاركاً بفعالية حصل عليها من دور أكبر، لم يبدل حزب الله قناعاته هنا ولم يخرج كما طُلِبَ منه كثيراً، بل أن القوات إختارت تبديل خياراتها السياسية والسير خلف شهوات الحكم، وبالتالي أسقطت عن كاهل حزب الله مسؤولية إخراجها من الحكومة بذريعة وجوده في سوريا، كي تدخل السرايا وتجلس إلى جانبه وهو الذي يقاتل هناك!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة