الصيغة الحكومية في لمساتها الأخيرة

ليبانون ديبايت - فادي عيد

يقول أحد المسؤولين السياسيين المتابعين لمسار تأليف الحكومة، وممّن واكبوا التقارب العوني ـ المستقبلي، بأنه ليس هناك من عقد كبيرة أو خلافات سياسية عميقة و"نكايات" على غرار ما جرى في الحكومتين الحالية والسابقة من مخاض عسير في التأليف.

وذلك مردّه إلى أن القوى السياسية المتقاربة بين بعضها البعض، هي من يمسك اليوم بالقرار السياسي في البلد، وبمعنى آخر يكشف هذا المسؤول، بأن الصيغة الحكومية في لمساتها الأخيرة، ولن يقبل رئيس الجمهورية ميشال عون، أن يحصل عرض عسكري بمناسبة عيد الإستقلال من دون أن تكون الحكومة قد أبصرت النور.

ولهذه الغاية، يمكن القول أن الأسبوع المقبل سيبلور التشكيلة، وكل المفاجآت واردة في أي توقيت، حيث قد يصعد الرئيس سعد الحريري إلى قصر بعبدا لإعلان مراسيم التأليف، بعد أن يكون قد عرض تشكيلته على رئيسي الجمهورية ومجلس النواب.
ويؤكد هذا المسؤول، نقلاً عن أوساط قصر بعبدا و"بيت الوسط"، بما معناه أن رئيس الجمهورية لا يريد أن يختلف في بداية عهده مع الرئيس نبيه بري.

كذلك، فإن الحريري يصرّ على التنسيق، وعلى أفضل العلاقات مع الرئيس بري، حيث يقول أن موقفه في استشارات التكليف كان ديناً كبيراً عليه.

أما اللافت في بورصة الأسماء، حصول مفاجآت لدى بعض الأطراف والقوى السياسية التي أرادت ضخّ دم جديد من قبل محازبيها والمقرّبين منها في حكومة العهد الأولى.

فثمة من كان يرى أن وزير الصحة وائل أبو فاعور، باقٍ في الحكومة العتيدة، فيما المطروح توزير النائب مروان حمادة، والنائب السابق أيمن شقير.

ويكشف المسؤول نفسه، أن هناك ارتياح في "بيت الوسط" للتسهيلات الجنبلاطية أمام "عربة التأليف"، إذ كاد يكون أول زعيم سياسي يقول للرئيس المكلّف، أن حمادة وشقير سيمثّلان الإشتراكي و"اللقاء الديمقراطي" في الحكومة.

وتشير أوساط قريبة من النائب جنبلاط، بأن هذا الأمر لم يكن مفاجئاً، فالنائب حمادة رافق زعيم المختارة في كل المحطات التاريخية البارزة، في حين أن شقير هو صديقه الخاص منذ أيام الدراسة.

من هنا، فإن زيارة جنبلاط الأخيرة إلى "بيت الوسط" حملت دلالات عدة، إذ هو أكد للحريري بأنه إلى جانبه ومستعد لإنجاح مسيرته في الحكومة، وكذلك مسيرة العهد. كما يردّد في مجالسه بأنه أمام النيران المشتعلة في المنطقة، والتحوّلات الدولية، تم انتخاب رئيس جمهورية في لبنان، والحريري سيشكّل الحكومة قريباً، وبالتالي، على كل السياسيين استغلال هذه اللحظات التاريخية، بما يتيح للبنان النهوض بمنأى عن كل ما يحيط به من تطوّرات.