المحلية

السبت 12 تشرين الثاني 2016 - 07:26 السفير

رسالة إلى عباس ابراهيم

رسالة إلى عباس ابراهيم

لا أملك في جعبتي فنّ الإطراء والتملّق، أنت بطل من دون جميلي. لكن أريد أن أسألك: لماذا السكّة الحديدية في بلدة رياق اختيرت لتتحوّل إلى مركزٍ للأمن العام، للتوقيف الاحتياطي تحديداً؟ هناك أراضٍ كثيرة تعرض للبيع في تلك المنطقة الهادئة والجميلة، يمكن أن تفي بالغرض من دون تدمير تلك البقعة من بلادنا التي تحوي تاريخاً طويلاً، وزمناً نموت إذا نسيناه. ما الشعوب بلا ذاكرة؟

سيدي اللواء، هذه البلدة هي بلدتي وكان حلمي وحلم أهلها جميعاً أن تتحوّل محطة القطار إلى متحف أو ربما تعاد إلى الحياة. هذه البلدة بسيطة، والناس فيها لا يملكون إلا أرضهم، والبلدية لا تعير همومهم أهمية كبيرة، ولم تتّخذ موقفاً حاسماً بحقّ السكك المحكوم عليها بالإعدام. أنت آخر أمل.

هل تعرف سيدي اللواء أنه ممنوعٌ على أحد أن يدخل أرض السكّة هناك، لكن ها قد سمح بأن يبنى مركزٌ للأمن العام بتمويلٍ أجنبي وباتفاقٍ مع مصلحة السكك الحديدية؟
يمنعوننا من النزهة ويمنعون الأطفال من اللعب هناك، أما الصور فنأخذها خلسةً قبل أن يأتي حارس السكك ليوبّخنا ويطردنا. ونحن لا نؤذي أحداً، إنما نعيد الأصوات إلى الصمت المطبق في ذاك المكان الذي تطوى عليه حالياً آخر الصفحات. فالأعمال مستمرّة من أجل المركز، بمعنى آخر سيتحوّل حلم كل الأهالي إلى منطقة أمنية محصّنة ومخيفة.
لقد رفضت كل المشاريع التي قدمت من أجل السكة، هذه الجنة المعلّقة في قلب البقاع، رفضت من دون بحث، كأنّ أحدهم كتب عليها اللعنة والنسيان.

أيها اللواء،
لم يسمع أحدٌ صراخنا ولا صراخ السكك التي تتلف وتتعفّن من الإهمال والنسيان، واليوم يقفل عليها الباب. نحن لا نريد شيئاً عظيماً، إنما ما دمت لواء الوطن، أوقف هذه المهزلة التي ضدّ التاريخ وضدّ الثقافة، وضدّ الإنسانية، ولتتحول المحطة الى متحف بإشراف سعادتك، فيكون معلما سياحيا مميزا، خصوصا أن المنطقة بحاجة الى موارد وفرص.. ولعلك لن تخيب أملي وأمل كثيرين من الذين يراهنون عليك.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة