اقليمي ودولي

placeholder

عربي21
الأربعاء 16 تشرين الثاني 2016 - 07:40 عربي21
placeholder

عربي21

كيف وصلت المدرعات الأميركية لاستعراض حزب الله بالقصير؟

كيف وصلت المدرعات الأميركية لاستعراض حزب الله بالقصير؟

أثار إظهار حاملات جنود مدرعة أميركية، في الاستعراض العسكري الذي قام به حزب الله في القصير، بريف حمص السوري، الاثنين، العديد من ردود الفعل والتساؤلات حول مصدرها، فيما قال مراقبون إن الهدف من ذلك "سياسي ورمزي".

وظهرت في الاستعراض ثلاث حاملات جنود مدرعة أمريكية من طراز "M113"، التي توصف بـ"التنين الأخضر"، وهي المرة الأولى التي تظهر بها مدرعات أميركية الصنع في استعراض عسكري للحزب، ذي الترسانة الروسية والإيرانية من الأسلحة والمدرعات.

بدوره قلل الباحث المختص في شؤون حزب الله، فيليب سميث، من الأثر العسكري وإمكانية الاستخدام في سوريا، معتبرا أن الهدف من إظهار المدرعات الأميركية هو إيصال "رسائل سياسية ورمزية".

وحول مصدرها، قال سميث، إن "هناك الآلاف من هذا النوع من المدرعات في المنطقة مع عدة جيوش نظامية ومليشيات مسلحة، ومن بينها الجيش اللبناني، كما كانت مع جيش لبنان الجنوبي"، مستدركا أن الحزب "قد يكون صوّرها وحسب، بتعاون مع متعاونين معه". وكان الجيش اللبناني، نفى في بيان مقتضب وقصير على موقعه الإلكتروني نشر الثلاثاء، امتلاكه لأي من الآليات العسكرية التي ظهرت بالعرض العسكري لحزب الله.

كما قال سميث، صاحب كتاب "موكب حزب الله" الذي يرصد تطور الحزب الأيديولوجي والعسكري، إنه من المحتمل أن يكون الحزب حصل على المدرعات من القوات الشيعية في العراق، وأبرزها "كتائب حزب الله" العراقية، التي ظهرت لديها هذه المدرعات مطلع 2015.

واستبعد المختص بشؤون حزب الله أن يكون الحزب حصل عليها من المعارضة السورية، "لأنها لا تملكها"، كما استبعد أن يكون حصل عليها عن طريق تعاون استخباري أو أمني مع الجيش المصري الذي يصنّع هذه الدبابات.

وقال الباحث إن الحزب يسعى من خلال هذه اللقطة إلى إيصال عدة رسائل سياسية ورمزية، أبرزها للولايات المتحدة، وحثّها على قطع المساعدات عن الجيش اللبناني، لإضعافه، خصوصا في ظل العقوبات التي يتعرض لها الحزب والتضييق المالي خلال عام 2015.

وفيما يبدو تلقيا أميركيا للرسالة، قالت إليزابيث ترودو، الناطقة باسم الخارجية الأميركية، إن "الولايات المتحدة تحقق في صور المدرعات وتعتبر أن وقوع معداتها بأيدي الحزب سيكون مصدرا للقلق"، مضيفة بقوله: "رأيت الصور التي لم تكن واضحة كثيرا، وأريد أن أقول إننا نعمل مع الوكالات المتعددة الموجودة لدينا من أجل الحصول على المزيد من المعلومات لتوضيح ذلك".

الرسالة الأخرى، بحسب سميث، هي لأعداء الحزب في المنطقة، وأبرزهم المعارضة السورية، التي يسعى الحزب للقول لها: "إننا نستطيع الحصول على أسلحة أميركية كذلك، وبدون المرور بالإجراءات الأمنية للمخابرات الأمريكية"، بالإضافة إلى إسرائيل التي يقولون لها: "نستطيع الحصول على ما نريد".

من جانب آخر، اعتبر الكاتب أن الاستعراض ككل، وفي منطقة القصير تحديدا، ذات الأهمية الإستراتيجية والرمزية، تمثل رسالة لعناصر الحزب بعد الخسائر الكبيرة التي تلقاها في معارك فك الحصار عن حلب، والتي خسر بها العشرات من عناصره. وقال الباحث إن كل استعراض يقوم به الحزب هو "دفعة معنوية" لأفراده داخليا، ومحفز وداعم لهم للتقدم.

واستدرك فيليب سميث بأن هناك "تغييبا أو عدم تركيز" على إستراتيجية الحرس الثوري الإيراني وهيكليته في المنطقة. وأوضح الباحث، أن هذه الإستراتيجية تعتمد على الوكلاء، وأشباه الجيوش، والشركات الصغيرة، مشيرا إلى أن الهدف قد يتجاوز مجرد سوريا أو لبنان، "بل قد يصل إلى السعودية والبحرين في مرحلة ما"، بحسب تعبيره.

وقال إن استعراض حزب الله في سوريا يمثل "صورة مصغرة" للإستراتيجية الإيرانية والحرس الثوري الإيراني في المنطقة ككل. وأكد الباحث على التوافق الأيديولوجي بين حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، حيث تدفع أيديولوجيا "ولاية الفقيه" الحزب لأن يكون "وكيلا" في لبنان، وإن حصل بعض الاختلاف المحدود بالإستراتيجية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة