ليبانون ديبايت - وليد الخوري
يوم قرر رئيس مجلس النواب "مرغماً" السير في تأمين النصاب لجلسة انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، لم يكن ليشك احد بان "الاستاذ" لا بد أن يرد الصاع لمن طالما حاربه تارةً فوق الطاولة وطوراً من تحتها، مرة عن طريق الخصوم ومرات من اهل البيت.
"فثعلب" عين التينة الذي يعرف جيداً "كواليس" الانقسام داخل الحركة حول الكثير من الملفات، التي ليس آخرها بروز فريق أخضر متحمس لانتخاب العماد عون رئيساً من منطلق ضرورة تعزيز خيار تحالف الاقليات، قرر السير في المواجهة حتى النهاية بتكتيكات تتلون وفقاً لمقتضيات اللحظة السياسية، وتبعاً لمقولة "انا هنا واحداً لن يستطيع تخطي نبيه بري" على قاعدة "مش هيك بتوصلوا لشي معي".
سمى الرئيس سعد الحريري رافعاً من نسبة اصوات التكليف جاعلاً منه اقوى من رئيس البلاد، "حرض" بيك زغرتا الذي بقي وفياً له للثبات على موقفه من المطالبة بوزارة وازنة، "أطاح" بوزير الصحة الذي اخطأ في فهم نقل الرسائل السعودية اما عمداً او سهواً، أدار ظهره للسوريين الذين امتنعوا لاشهر عن تحديد موعد لموفد عنه،حتى يوم وافقوا لم تكن الزيارة موفقة لا شكلاً ولا مضمونا، وفي كل الحالات رد الضربات للحارة بكل سلاسة.
تروي مصادر مطلعة على اجواء ما يجري داخل "الثنائية الشيعية"، ان عين التينة ومع تقدم رئيسها في السن قررت على غرار باقي الزعامات ابقاء بيت "كبير العيلة" مفتوحاً سياسياً بعد عمر طويل، تحركت جهات معترضة داخل لبنان وخارجه، محرضة وشانة حملات لم تخلو من بعض التجني طالت ابناء الرئيس. وما زاد الطين بلة ما بلغ بيروت من مراجع شيعية اقليمية دينية وسياسية، تحذر من هكذا خطوة مرفوضة بكل المقاييس لانه لن تكون هناك عملية استنساخ لتجربة "الاسعدية" ، ولان الشيعة لن يحتملوا مسألة التوريث.
على تلك القاعدة راح الرئيس بري يتلقى الضربات الواحدة تلو الاخرى، قبل اب يبادر الى الهجوم ، مستهدفاً من خلف الكل حزب الله وامينه العام المسؤول الاول عن كسر هيبة وشوكة عين التينة، مستفيداً من سيف الوحدة الشيعية لينقض على المالية بيت قصيد المعارك متحولاً الى شريك فعلي في السلطة التنفيذية تفوق قدرته قدرة رئيس الجمهورية مراكماً بذلك فائض قوة الى امتلاكه مفاتيح الجنة الندوة البرلمانية،لا بد سيحتاجها في معركة الانتخابات النيابية المتحمس الوحيد لاجرائها في موعدها ،رادا "الاجر" للشيخ سعد ومن خلفه، بعدما اخرج القوات اللبنانية بضربته الحكومية السيادية.
بناء عليه هل أضحى الاستاذ نبيه ضحية تفكيره بالتوريث؟ ام هي لعبة ثلاثية قيل يوما انها تنسج بين وزير سيادي ومسؤول امني رفيع كان ينقسها رأس عسكري؟ الاشهر القادمة ستحمل معها الاجوبة والتجربة تؤكد ان الاستاذ الذي طالما اخرج ارانب الحلول للازمات من "اكمامه" هو نفسه الثعلب الذي اجاد طوال سنوات عمله السياسي الانقضاء على طرائده بحنكة ودهاء ، وما اللواء السابق سوى درس يحتذى به.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News