كتب ديفد غاردنر أن الحديث عن تغيير الولايات المتحدة أولوياتها في الشرق الأوسط بعد انتخاب دونالد ترمب، يبدو في كثير من الأحيان أنه ليس له سوى علاقة عرضية مع واقع المنطقة التي تلاشت أجزاء كبيرة منها في مستنقع القوات شبه العسكرية.
ولو افترض أن ترمب تحول إلى دعم نظام الأسد في سوريا -في الاعتقاد الخاطئ بأن النظام كان يحارب تنظيم الدولة الإسلامية- فإنه ينقل في واقع الأمر دعمه من تحالف شركاء من القوات شبه العسكرية والجيوش الخاصة إلى تحالف آخر. والأمر نفسه ينطبق على الجهات الخارجية الأخرى مثل روسيا وتركيا، وخاصة إيران.
ورأى الكاتب في مقاله في صحيفة فايننشال تايمز أن القوات شبه العسكرية ليست جديدة على الشرق الأوسط، وضرب مثلا بالحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 حيث دعمت إسرائيل قوتين مسيحيتين مارونيتين، في حين وجهت الأنظمة العربية الفصائل الفلسطينية. وهناك مليشيا حزب الله التي شكلتها إيران.
"القوات شبه العسكرية ليست جديدة على الشرق الأوسط، فقد برزت في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 حيث دعمت إسرائيل قوتين مسيحيتين مارونيتين، بينما وجهت الأنظمة العربية الفصائل الفلسطينية"
وأضاف أن الحجم الحالي للقوات شبه العسكرية يبدو نموذجا فتاكا جديدا، فضلا عن كونه عامل جذب قويا للتدخل ووصفة للفوضى، لأسباب ليس أقلها كون إيران أفضل ممارس للعبة شبه العسكرية وتحالفها مع روسيا.
وأشار الكاتب إلى دعم أميركا الحالي للمليشيات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم الدولة، ودعمها العرضي لبعض المعارضة السورية، التي تبدو الآن ضعيفة، ضد بشار الأسد، وأنه بعد وصول ترمب للحكم ربما يكون النظام السوري قد استعاد حلب، وهو ما يجعل دعم الأسد يبدو أكثر إقناعا.
لكنه أردف بأن هذا يعني مواءمة مع القوة الجوية الروسية والمليشيات الشيعية على الأرض التي ينسقها الحرس الثوري الإيراني المنفذ وقوة التدخل السريع لإيران التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب أنها عدوة له.
وتابع الكاتب أن روسيا، الراعي الرئيسي للأسد مع إيران، تحاول إعادة بناء الجيش السوري، لكن الخسائر التي تكبدها خلال سنوات الحرب وعدم وجود القوة العاملة المتاحة لنظام الأقلية يعني أن موسكو يجب أن تعتمد على الحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية.
ورأى أنه بعد سقوط الموصل المتوقع مطلع العام المقبل، فإن تدافع القوات شبه العسكرية والدول الراعية لها للاستيلاء على الأراضي سيجعل التصدعات الحالية في العراق كما لو كانت متماسكة، وسيعقب سقوط حلب الشرقية واستعادة الرقة في النهاية فوضى مماثلة.
وختم بأن كل هذه الأحداث تعطي بطبيعة الحال دفعة قوية لتنظيم الدولة في جهوده لإقناع السنة المهملين لرفع "راية الجهاد ضد هذا التحالف الصليبي الغربي الشائن والشيعة المشركين"، وهذه هي إحدى الصور التي قدمها حزب الله لدعاة التنظيم قبل عشرة أيام.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News