مختارات

الاثنين 28 تشرين الثاني 2016 - 07:28 الديار

اسرائيليون بعد الحرائق: كيف سيكون وضعنا حين تمطر صواريخ حزب الله

اسرائيليون بعد الحرائق: كيف سيكون وضعنا حين تمطر صواريخ حزب الله

اختبر الكيان الاسرائيلي، طعم الحرائق الهائلة التي اندلعت في مناطق واسعة من فلسطين المحتلة، وانشغل قادة الاحتلال وجمهور المستوطنين، باطلاق نداءات الاستغاثة من دول العالم... فكان ان اُرسلت طائرات الاطفاء وطواقمها، لتخفيف الوهج الذي لفح وجوها، لم تختبر بعد طعم الحرائق المتوقعة من صواريخ «حزب الله» في اي حرب مقبلة.

بعض الاسرائيليين سألوا، وفي غمرة الاستنفار العام الذي سببته الحرائق، كيف سيكون وضعنا، حين تُمطر السماء صواريخ «حزب الله»، وبتهكم،على العجز الذي اصاب اركان الكيان الاسرائيلي حيال المخاطر التي يشكلها «حزب الله» وتنامي قدراته العسكرية وتطور ترسانته الصاروخية، يتحدث جنرال اسرائيلي سابق عن تهديد امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله باستهداف حاوية «الامونيا» في حيفا، في اي حرب مقبلة مع اسرائيل، بالقول... لقد اصبحت ترسانة «حزب الله» الصاروخية مؤلفة من 150 ألف صاروخ وقنبلة نووية يضعها «وديعة»! في خليج حيفا.

يؤمن الاسرائيليون، انهم يخوضون فصلا جديدا من «المعركة المفتوحة» التي اعلنها السيد حسن نصرالله، في تشييع القائد المقاوم الشهيد عماد مغنية، وعلى الرغم من سعي قادة الاحتلال الاسرائيلي على اخفاء حجم التهديد الذي كان اطلقه نصرالله بشأن التلويح بامكانية استهداف خزانات «الامونيا» في حيفا، في اي حرب مقبلة، وهو تهديد شغل على مدى الاشهر الماضية، الكيان الاسرائيلي بحكومته وجنرالاته ومستوطنيه وفي اوساط واسعة من الجمهور الاسرائيلي، الا انهم يشعرون اليوم ان الخيارات في ما خص ابعاد «قنبلة الامونيا» عن حيفا، باتت صعبة ومساحتها تضيق، في ضوء تنامي قدرات حزب الله الصاروخية التي تشكل ترسانته خرقا للتوازنات القائمة.

الهلع الاسرائيلي من «قنبلة حيفا» عاد الى الواجهة

من جديد تعود اصداء تهديدات «حزب الله» التي وُضعت في سياق الرد على اي عدوان اسرائيلي جديد، بعد ان اصطدم الاسرائيليون بفشل مشروع نقل الخزانات الى منطقة النقب، بهدف ابعادها عن مرمى صواريخ حزب الله المتوسطة المدى، وكتبت صحيفة «معاريف» الصهيونية تحت عنوان «القنبلة الموقوتة بقيت في حيفا»، ان الصفقة التي تحدثت عنها حكومة بنيامين نتنياهو بشأن إقامة منشأة في سهل «روتم» الواقع في النقب، لنقل حاوية الأمونيا من حيفا انتهت بفشل عسير، بسبب عدم تقديم اقتراح من أي جهة، علما ان الاسرائيليين باتوا مقتنعين، بان «حزب الله» بات يمتلك اسلحة استراتيجية، ومنها صواريخ بعيدة المدى قادرة على تدمير احياء بكاملها، في حال استهدفت مستوطنات اسرائيلية، قادرة على الوصول الى النقب، وهو ما اشار اليه السيد نصرالله، الذي اشار الى ان صواريخ المقاومة قادرة على الوصول الى اي هدف اسرائيلي على طول وعرض جغرافية فلسطين المحتلة.

ولان خزانات «الامونيا»، ووفق الصحيفة، تعتبر من وجهة نظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إحدى المنشآت الإستراتيجية الخطيرة التي تشكل في حال حصول عطل ، أو إذا تعرّضت لإصابة مباشرة بسبب صاروخ في أي حرب مقبلة، خطرًا على مستوطني حيفا والمحيط، وهي من المتوقع أن تسبب كارثة تجبي حياة مئات السكان وآلاف الجرحى، فان التوجه العام لحكومة العدو، يتجه لنقل الخزانات من حيفا..ووعدت باعلام الجمهور الاسرائيلي بآخر التطورات... باسرع وقت ممكن، لاسكات «الضجيج» الذي يفتعله رئيس بلدية حيفا الذي يطالب باقفال العمل في الخزانات ونقلها بسرعة بكل الوسائل المتاحة.

حاويات الامونيا

فيما ذكر صحيفة «إسرائيل هيوم» الصهيوني، أنه بعد أسبوع على فشل المناقصة على انشاء مصنع أمونيا، عقد في (الكنيست - البرلمان الاسرائيلي) «مؤتمر طوارئ» يتعلق بموضوع حاوية الامونيا في خليج حيفا، بمشاركة أعضاء كنيست ووزراء، وكان عنوان المؤتمر «عرقلة اخلاء حاوية الامونيا من الخليج»، والحلول المحتملة للوضع، وذلك بدعوة من بلدية حيفا وجمعيات بيئية متشددة في المطلبة بابعاد شبح الموت الذي يخيم على حيفا، من خلال نقل حاويات «الامونيا».

وقدمت خلال المؤتمر معطيات مرعبة للاسرائيليين، حيث اشار رئيس حزب «هناك مستقبل» الصهيوني أن أقل تقدير عن عدد المصابين في حال إصابة مباشرة لحاوية الامونيا بعد مرور ثلاث ساعات على الاصابة، يصل الى 42 ألف قتيل، وهذا رقم مضاعف لعدد قتلى الحروب الاسرائيلية في جميع السنوات، وقال... اذا حصلت جولة أخرى من القتال في الشمال ( مع جنوب لبنان ) من الذي سيجيب عائلات القتلى؟ حاوية الامونيا قديمة، تتواجد هناك منذ الثمانينات. هناك حلول لاخلاء الحاوية. كل ما يجب فعله هو رفع القفازات والتوجه الى العمل.

اما رئيس بلدية حيفا فاكد ان بلديته ستسلك الطريق القضائي، وقال احدى عشرة سنة ونحن نتوجه الى المؤسسة القضائية كما لو أن الامر يتعلق بحاوية مياه، هذه فضيحة لا مثيل لها، أنا اصدق جداً (السيد) نصرالله، لقد خبرته عندما كنت رئيس بلدية في العام 2006، كل ما قاله على قناة «المنار» حصل في المدينة، حتى وفقاً لجدول زمني، وعندما يقول إننا نعيش على قنبلة نووية، فانه يعرف عن ماذا يتحدث. ينبغي اغلاق حاوية الامونيا الان من دون تأخير.

وكان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، «أسقط» مطع العام الحالي، قنبلة «الامونيا» على عقل المجتمع الصهيوني الذي ارتعب من التهديد، بعدما اكد خبراء عسكريون اسرائيليون حجم الاضرار التي قد يلحقها استهداف الحاوية على الاسرائيليين، والتهديد ما زال يُدَوِّي في اوساط الاسرائيليين، بعد ان عجزت القيادات السياسية والعسكرية عن طمأنتهم، سيما وان تهديد نصرالله وصل الى داخل كل بيت، وعبر وسائل اعلام «حزب الله».

القناة الثانية في تلفزيون العدو، عادت لتؤكد الحقائق التي تحدث عنها نصرالله، بشأن الحاوية، فقال معلقها العسكري نعم توجد حاويات «أمونيا» في حيفا، ونعم هي محاذية لأكثر من مليون شخص، وهي خطيرة جداً، من جهتي أنا أُصدِّق ما يصدر عن نصرالله، وهو قادر بالفعل على توجيه القنبلة النووية التي تحدث عنها، ويجب التعامل مع تهديداته بجدية مطلقة.

حرائق فلسطين... حدث استراتيجي

لم تكن الحرائق حدثا اسرائيليا عابرا، بل هو ايقظ الخبراء العسكريين على حجم التحديات التي ستحملها اي حرب مقبلة مع «حزب الله»، وقد وصف المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» الصهيونية موجة الحرائق بـ «الحدث الاستراتيجي»، لافتا الى ان جرى اعداد خطة من قبل القيادة الشمالية والجبهة الداخلية للجيش الاسرائيلي، لإخلاء 78 ألف مواطن من خط المواجهة على حدود لبنان في حالة حرب مع «حزب الله»، وأمس، أُخلي عدد مشابه من السكان تحت تهديد الحرائق، وقال... أن اسرائيل قد تواجه خطرين في آنٍ واحد في حرب مستقبلا: نار مكثفة من الصواريخ من الشمال (المتاخم لجنوب لبنان)، تؤدي الى ضرر شديد للبلدات والبنى التحتية المدنية، وأعمال تخريب متعمدة من الجبهة الداخلية..وامام الاعداد الكبيرة التي طالتهم الاخلاء، ستتراجع ّ الثقة العامة بقدرة إسرائيل على معالجة شؤون «السكان» عند التحديات الأكبر، وعلى رأسها الحرب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة