غريب: العبرة تبقى في تغيير السياسات وليس في إنهاء الفراغ

أقامت "منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في بلاد البترون"، برعاية "اذاعة صوت الشعب" عشاءها السنوي لمناسبة عيد الاستقلال والعيد ال92 لتأسيس الحزب، في مطعم "ديلمار" في "منتجع سان ستيفانو"، في حضور وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال النائب بطرس حرب ممثلا بالعقيد شربل أنطون، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ممثلا برئيس بلدية كفرحلدا الدكتور أديب موسى، النائب سامر سعاده ممثلا بالياس رزق، قائمقام البترون روجيه طوبيا، الامين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جوزيف أبي فاضل، مدير "إذاعة صوت الشعب" مسؤول منظمة الحزب في البترون سمعان بو موسى، وفد من السفارة الروسية ورؤساء بلديات ومخاتير وجمعيات وهيئات وحشد من المحازبين والاصدقاء.

بعد النشيدين الوطني والشيوعي، قدمت للحفل الزميلة زينب فقيه، ثم تحدث بو موسى فقال: "من المصادفات الطيبة أن تجمعنا اليوم مناسبتان لهما وقع وطني أصيل ووقع نضالي عريق، ونلتقي الليلة لنعبر عن مدى عمق الاخوة بيننا وعن الفرح الانساني الذي يجمعنا مهما اشتدت المصاعب وتعقدت التناقضات. ان الذكرى ال92، عمر جذور السنديانة الحمراء، حافز لنكمل النضال والعمل الدؤوب كي نلغي كل المعوقات التي تعترض طريقنا. فطريقنا شاق لكن إرادتنا أصلب وأمتن من اجل غد مشرق يحقق تطلعات الشعب لبناء مجتمع افضل يرفض الذل والمهانة، هدفه الحرية والمساواة والعدالة من أجل وطن حر وشعب سعيد". وشكر "كل من ساهم في دعم العشاء"، وألقى قصيدة من وحي المناسبة.

ثم ألقى غريب كلمة، استهلها بالدعوة للوقوف "تحية واحتراما للقائد الثوري والتاريخي فيدال كاسترو، وتحياتنا ليست بالوقوف دقيقة صمت بل الوقوف والتصفيق إجلالا وإكبارا لتضحيات وعطاءات هذا القائد الكبير، الذي لطالما أثبت في احلك الظروف أن العين قادرة على مقاومة المخرز. والعزاء كل العزاء لكوبا البطلة، لرئيسها راوول كاسترو ولشعبها الصامد وحزبها الشيوعي القائد، والعزاء مشترك لكل احرار العالم . هذا هو أقل الواجب في هذه المناسبة أن نعبر اليوم عن عميق تقديرنا وحبنا لراحلنا الكبير، لرأس حريتنا التي ما انتكست رايتها يوما أمام الجبروت الأميركي وفي عقر داره لعقود وعقود".

وخاطب روح كاسترو بالقول: "فاليك يا إسطورة الصمود والبطولة يا رمز الصدقية والاخلاص، اليك يا فيدال تحية من حزبنا الشيوعي اللبناني من شعبنا اللبناني ومن شعوبنا العربية التي وقفت معها من لبنان إلى فلسطين وسوريا والعراق، من كل العرب الأحرار، الثوريين واليساريين المقاومين في العالم المناضلين، دولا شعوبا من أجل بناء نظام عالمي جديد متحرر من الغرطسة الأمركية وهيمنتها، والمناضلين كذلك من أجل عالم متعدد الأقطاب يتيح الحرية لدول وشعوب العالم المنتفضة ضد الإرهاب والتطرف والساعية إلى تحقيق استقلالية قرارها وبناء سيادتها وتحديد مصيرها بنفسها".

اضاف: "تحية إلى شعوبنا العربية المنتفضة ضد المشروع الاميركي - الإسرائيلي وأدواته الارهابية والرجعية، بما فيها شعبنا اللبناني الذي اعتاد على إختيار وممارسة زمن المناشير السرية والإعتقالات والقمع والاضطهاد، زمن المقاومة ضد العدو الإسرائيلي من الحرس الشعبي وحركة الانصار إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جمول، زمن النضال من أجل دولة مقاومة تليق بتضحيات شعبنا وشهدائه. زمن مقاومة النظام الطائفي وتسوياته واتفاقاته المكلفة من القاهرة إلى لوزان والطائف والدوحة، من أجل بناء دولة علمانية مدنية تنتج حلولا وليس فتنا، ولا تسويات فوقية تعيد إنتاج نظام المحاصصة بين أمراء الطوائف كما حصل في التسوية الرئاسية الأخيرة. زمن مقاومة الرأسمال المعولم وأذرعه في البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي التي افقرت الشعوب ونهبت ثروتنا النفطية عبر سياسة الربوع العقارية والمصرفية كما حصل في لبنان مع مؤتمرات باريس 1,2,3، والرابع الذي يبشرون به على الطريق، زمن المواجهة غير المسبوقة في حراك هيئة التنسيق النقابية والحراك الشعبي والبلدي من أجل دولة الرعاية الإجتماعية وتحقيق مطالب العمال والمعلمين والأجراء والشباب والشابات والنساء وسائر المتعطلين عن العمل والمزارعين".

ورأى ان "العبرة تبقى في تغيير السياسات وليس في إنهاء الفراغ الرئاسي في حد ذاته، العبرة في قانون جديد للانتخابات خارج القيد الطائفي، العبرة في تحقيق الوعود والمطالب الإصلاحية للتغيير الديموقراطي الحقيقي وهذا ما ينتظره اللبنانيون. وشتان شتان بين ما ينتظرونه وما يسمعونه من خلافات بين زعماء الطوائف حول حصة كل منهم في تشكيل الحكومة. يختلفون على حصصهم أما حقوق اللبنانين فهي أخر اهتماتم". وتساءل "هل نتركهم يسرحون ويمرحون، ليفرضوا قانون الستين كأمر واقع؟".

وطالب غريب "جميع القوى الديموقراطية واليسارية والنقابية والمدنية والاهلية وكل قوى التغيير الديموقرطي، بشبك الأيادي وهو واجب وطني وانقاذي لشعبنا ووطنا، فالندخل معا معركة قانون الإنتخابات النيابية على السقف الأعلى للنسبية خارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة، وبقدر ما نتمكن من حشد القوى بقدر ما نتمكن من رفع مستوى الإصلاح السياسي والانتخابي في هذه المعركة. أما القول أن هذا المطلب لا يتحقق ودعونا نخفض السقف من البداية، فنقول هذه مهمة السلطة لا مهمتنا نحن ومع ذلك فاننا منفتحون للتعاون بهدف تجميع كل الاطياف التواقة الى التغيير الديموقراطي من اجل بناء ميزان قوي قادر على تحقيق هذا الهدف. ولا يجوز البقاء مكتوفي الايدي في حالة من الانتطار، بل علينا الاستعداد والنزول معا الى الشارع من اجل فرض واقع جديد. اننا مقتنعون خصوصا بعد المؤتمر الحادي عشر ان التأكيد على مواقفنا المبدئية العامة لم يعد يكفي لاحداث التغيير الذي ننشده. بل العمل والمثابرة يجب ان يبدءان من منظماتنا القاعدية المدعوة الى بلورة برامجها وخطط عملها في الاطار المحلي، تمهيدا للمشاركة في عقد مؤتمراتها القاعدية وانتخاب كادر حزبي كفوء ونشيط ومتجدد".

تكريم
ثم تم تكريم عدد من النخب السياسية والفكرية والاجتماعية التي شاركت في ندوات نظمها مركز الحزب في البترون، فتسلموا دروعا تذكارية، وهم: الوزير السابق شربل نحاس، المخرج جلال خوري، عضو المجلس البلدي في جبيل نجوى باسيل بيتون، عضو مجلس بلدية كفرذبيان جوزيفين زغيب، الدكتور كرم المقداد، مسؤول محافظة الشمال في الشيوعي محمود خليل، منفذ الحزب السوري القومي الاجتماعي في منطقة البترون جودت بطرس، عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب المهندس عبدالله ريشا، عضو اللجنة المركزية للشيوعي جنا نخال، الدكتور نزار يونس، الصحافي فؤاد دعبول، الدكتور ميشال ابي فاضل، الصحافي والمحلل السياسي أمين قموريه وعضو اللجنة المركزية في الشيوعي وضاح معوض.