ليبانون ديبايت:
بينما يتصارع الجميع مع الجميع حول الحقائب، الحصص والتمثيل الحكومي، يجلس حزب الله متفرجاً على تصاعد غبار المعركة بين الحلفاء والخصوم، وهؤلاء فيما بينهم.
معركة و "يا ساتر" أعادت إعراب الحقائب وصرفها، بين ما هو سيادي وغير سيادي، خدماتي و "صف أخير"، أما البدعة الجديدة "حقائب وسطية" تقف ما بين وبين، تتقاتل حولها الأقطاب التي تطرح السلال وترمي بها في البستان لتقطف مجموعة متجانسة تضعها من حصتها مختلطة بين السيادي، الخدماتي والوسطي!
تهافت الأقطاب على التوزير يثير ضحك أحد الأسماء المعروفة سياسياً في جسم حزب الله. يذكرك المشهد وكأن هناك شخص يجلس خارج الحلبة وفي يده ورقة وقلم يحلّل نتائج تقاتلهم فيما بينهم ويرسم ابعاد ذلك ونتائجه على الفريق الذي يمثل، بينما في الحقيقة ينظر إلى نفسه على أنه المستفيد الأول، ليس من التقاتل بل من أنه "الرقم الصعب" الذي تعالى على كل الحوافز الدنيويّة، لا يفكر بالزواريب الضيقة بقدر ما ينظر إستراتيجياً إلى الأمر، ليس من زاوية "كم أستطيع أن أنال من أرقام" بل كم أستطيع أن أمثل من أعداد!
إرتضى حزب الله لنفسه بأقل حقيبة ممكنة. لا مشكلة لديه، لا بالنوعية ولا بالكميّة، ترك الأمر لحليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقرّر عنه حتى حصته. الرئيس بري حريص على سماع رأي الحزب الذي أبلغه أن "لا مشكلة لديه بالحقيبة والتمثيل" لكن مشكلة وحيدة لديه هي هاجس "يريد تمثيل حلفاءه".
لحزب الله حصتين في الحكومة، قبل لنفسه بواحدة ووهب الثانية إلى أحد حلفائه، وفي هذه الأخيرة مكان إحترام لأن لا أحد من المتصارعين حكومياً اليوم يقبل على نفسه التخلي ليس عن حقيبة بل قطعة صغيرة لصالح غيره!. طرح على حارة حريك حقائب لكنها قالت بوضوح "خذوا حقائبكم ووزاراتكم عني". قَبِل الحزب بوزارة الصناعة في ساعة طرحها عليه، وهو مستعد حتى أن يتنازل عنها ويأخذ حقيبة وزير دولة، ليس لأنه لا يقيم للدولة وزناً أو يفرط بحقوقه كما يصلح للبعض أن يبرّر لنفسه رفضه للحقيبة كذا أو كذا، بل لأنه لا فرق لديه طالما أن حلفاءه باتوا في الداخل ولديهم القوة والقدرة.
الوحيد حزب الله الذي يفرك يديه غبطةً وبسعادة، حيث يرى أن الرئيس من محوره والتيار ممثل بقوة وازنة في الحكومة كذلك حركة أمل وحلفائه الآخرون.. يخرج من كل تلك الملحمة فائزاً بأقل نسبة حصص.. هكذا يكون الربح.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News