مختارات

الجمعة 09 كانون الأول 2016 - 07:18 الديار

نيران صديقة...؟!

نيران صديقة...؟!

تصوّروا معي هذه العصفورية التي تعيشها الساحة السياسية، او هذه «الخبيصة» التي لا يعرف اولها من آخرها، والتي اطلق عليها اسم التحالفات والتفاهمات او الصداقات مع وقف التنفيذ، وهي اشبه بما قالته فيروز في مسرحية «ميس الريم»، عندما اختلط الحابل بالنابل، وضاعت الطاسة في خلاف اهل العريس مع اهل العروس، وتدخل الشاويش ليحل المشكلة.

قالت فيروز: اذا كانوا متفقين بيكونوا غلطانين، واذا هنّي غلطانين، بيكونوا مش متفقين، واذا كانوا مش متفقين، بكون انا سبب المشكل. وافهم اذا كنت قادراً على الفهم والاستيعاب.

النائب سليمان فرنجية حليف الرئيس بشار الاسد ونبيه بري والسيد حسن نصر الله، يزور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عدو النظام السوري وبشار الاسد، وخصم بري والسيد نصر الله، ويصرّح ان مشكلته ليست مع الحريري، الذي عرض على حزب القوات اللبنانية ثلاث حقائب وزارية، وحقيبة رابعة لحليف القوات الوزير ميشال فرعون، وهو في الطريق للتحالف نيابياً مع القوات والتيار الوطني الحر، على ما اعلن النائب السابق مصطفى علوش، ولكن مع الذي يحاول اقصاءه وابعاده وكسره، وهو يشير الى القوات والتيار الوطني... اي كيف هيك؟!

يزور الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية قصر بعبدا، ويعقد اجتماعاً مريحاً وايجابياً وممتازاً مع الرئيس ميشال عون، وزيادة في تكريم جعجع، يفتح له البهو الكبير المخصص لرئيس الوزراء والشخصيات الرسمية من درجة رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات، ليدلي بتصريح للاعلام يثني فيه على سيد العهد وحكمته واستيعابه الجميع، ولكن امس - اي بعد يوم من زيارة القصر - يتهم جعجع من على شاشة «O.T.V» بانه يريد ان يعطي الفضل له بوصول العماد عون الى رئاسة الجهمورية في كل مناسبة، وليس لحزب الله، وكأنه يريد بهجومه الدائم على حزب الله، ان «يخربط» العلاقة والتحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وقد فتشت اثناء الهجمة ضد جعجع على «اغنية» «اوعى خيّك».. فلم اجدها.

اكثر من مرة تمنى الدكتور جعجع ان يتمدد التفاهم مع التيار الوطني الحر الى عين التينة وحارة حريك، في اشارة منه الى وجوب ملاقاة عهد عون بتضامن وطني لانجاح مسيرة العهد، وقد يكون مفهوماً ان يتعرض جعجع لحملة كبيرة من قوى 8 آذار، لتضليل الرأي العام من جهة وفك تفاهم القوات مع التيار من جهة ثانية، ولكن المستغرب ان يشارك اعلام التيار في هذه الحملة، ويهمني في هذه المناسبة ان اشير الى مقابلة البابا فرنسيس مع مجلة «تيرسيو» البلجيكية الكاثوليكية، والتي شن فيها حملة عنيفة على «التضليل الاعلامي والافتراء وتشويه الصورة التي يمارسها البعض، معتبراً انها اسوأ شر يمكن ان تسببه الوسيلة الاعلامية» حتى ان البابا تعبيراً عن غضبه على هذه الحالة، انتقد بعنف صحافة الفضائح، وشبّه قراءها بآكلي البراز».

الغاية الاساس من وراء المصالحة التاريخية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، كانت اولاً دفن الماضي بالتئام الجرح المفتوح منذ اكثر من عقدين، وكان الهدف الثاني جمع الاحزاب والشخصيات المسيحية على موقف واحد من اجل الوصول الى حل وطني لجميع القضايا الشائكة التي يعاني منها اللبنانيون، ولو ان تيار المردة وحزبي الكتائب والوطنيين الاحرار والشخصيات المستقلة انضمت الى هذا التحالف كانت وفرت اكثر من سنة تعطيل وفراغ، وكان الوضع الداخلي اليوم في ابهى صورة واحسن حالاته، ولكن ما العمل اذا كان البعض لا يمكن ان يعيش الا بالاحقاد والاتهامات والافتراء المدفوع ثمنها سلفاً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة