المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الجمعة 09 كانون الأول 2016 - 13:32 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

على من تقرأين مزاميرك يا معراب؟

على من تقرأين مزاميرك يا معراب؟

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح:

تحفر القوات اللبنانية عميقاً في العلاقة بين التيّار الوطني الحر والمردة، لدى معراب إعتباراتها، هي تريد المحافظة على شريكها المسيحي وأن يكون حصرياً لها، كذلك التيّار المعجب بحصريته مع القوات، وهذا يحتم بطبيعة الحال إبعاد الآخرين عن الدائرة الصغيرة لهذا التحالف لكن مع قبول الدوران حوله.

هو نموذج ترجم جيداً خلال الإنتخابات البلدية الماضية حيث كان واضحاً كيف أن الحلف القواتي - العوني أخذ في طريقه كل شيء ولم يعد يرى إلّا نفسه في الساحة وهو ما أثار إمتعاض لا بل غضب العديد من الفرقاء خاصة المستقلين منهم الذين رأوا الخطر على أنفسهم.

الخطر نفسه يتحسّسه تيّار المردة الذي يشعر أن هناك من لا يريده أصلاً على الساحة وهناك من يريد الثأر منه سياسياً. الحكومة ترجمة لهذا الفعل، فـ"بنشعي" أحست أنه "غير مرغوب فيها" كرقم أساسي لكنها مقبولة بوجودٍ عادي دون أن يكون له تأثير. ترفض "بنشعي" هذه النظرة وتقول أن "ما سبق الإنتخابات الرئاسية كرّس لها دور وازن وهي تريد ترجمته". بالنسبة إلى "المردة" جو التيّار الوطني الحرّ يوحي أنه لا يراد له تمثيلاً مسيحياً وازناً، والإشتباك الذي لا زال قائماً اليوم هو على طبيعة هذا التمثيل.

ثمة من يقول أن السبب في ذلك يعود إلى تراكمات مرحلة "حرب الرئاسة"، لكن آخرون يشيرون إلى دور القوات اللبنانية في ذلك، التي تعمل على حجب الثقة بين المردة والتيار، هذه الثقة المتزعزعة أصلاً تنظر إليها القوات على أنها "تحجيم لدور المردة السياسي" الذي تركّز في توسيع حجمه على الحلف مع التيّار منذ عام 2005 وحتى الأمس القريب، حيث كانت الإنتخابات النيابية وجولتها الفرعية مؤشراً على ذلك النمو المرفوض قواتياً إنطلاقاً من طبيعة العلاقة بين الطرفين.

تختلف الأمور اليوم، فالحلف المردي - العوني لم يعد موجوداً وهو ما سينعكس على مرحلة الإنتخابات النيابية القادمة وتحالفاتها التي لا يبدو أن المردة سيدخل فيها إلى جانب التيار، بل أن البحث مسيحياً لدى "بنشعي" بدأ منذ اليوم حول إيجاد حليف وازن يمكن أن يكون لديه تأثير في زعزعة أركان إتفاق معراب. هي لعبة تحدٍ إذاً، فالقوات اللبنانية تعمل وفقاً لمصادر "ليبانون ديبايت" على حشر المردة في زاوية واقعية التفاهم في الإنتخابات وبالتالي إخراج (أي المردة) من دائرة إمكانية التحالف مع التيار وتركه وحيداً دون حليفٍ مسيحي وازن، خاصة وأن بنشعي تصنف سياسياً على أنها تسير بشكل معاكس للتوجهات المسيحية العريضة.

الحرب "القواتية" على المردة لا تنحصر في موضوعي الحكومة والإنتخابات النيابية القادمة بل أنها وصلت إلى "دق الأسافين" في جسد العلاقة المتدهورة أصلاً. ثمة من يردّد أن هناك من في القوات ينفخ في بوق الفتنة بين الطرفين الذي يزيد من حالة الشرخ، وهناك من يهمس في أذن قياديين عونيين لشن الهجمات على المردة، وبين هذا وذاك يقف حزب الله سداً منيعاً بين حليفيه محاولاً "ضبط إيقاع الخلاف" و "إيجاد حلول له وعدم زيادة الشرخ" ولفت النظر أن هناك من يريد إستمرار الأزمة بينهما وجرّها لتنفجر في مرحلة الإنتخابات النيابية.

كلام حزب الله لقي صدى إيجابي لدى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي قرّر الغوص في بركة العلاقة من أجل مصلحة العهد وفريقه السياسي، في وقتٍ ينشط الحزب على خط بنشعي من أجل عقد لقاء "مصارحة" مع رئيس الجمهورية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة