المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 09 كانون الأول 2016 - 18:33 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

فيصل كرامي يدعو لحكومة اتحاد وطني

فيصل كرامي يدعو لحكومة اتحاد وطني

أقام القطاع الديني في "تيار الكرامة" احتفاله السنوي في مطعم "دار القمر" في طرابلس، في ذكرى المولد النبوي الشريف، برعاية الوزير السابق فيصل كرامي.

ثم ألقى كرامي كلمة، وقال: "نحن في زمن صعب. إسلامنا في محنة. والمسلمون في محنة. وأنتم أعلم وأخبر مني بمدى خطورة هذه المحنة. من أبرز علائم هذه المحنة، تعميم ونشر صورة مشوهة للأسلام ولقيم الأسلام، وهي صورة تناقض تراثنا الأسلامي المشرق الذي كرس قواعد التسامح والاعتدال والتيسير في شؤون العيش وقبول الآخر والعيش مع أهل الكتاب، وقبل كل ذلك كرس الشورى بين المسلمين نهجا وطريقة لمقاربة شؤون الحياة بكل فروعها، الدينية والدنيوية. لقد حاول أعداء الأسلام، على مدى قرون غابرة، تظهير هذا الدين على أنه دين عنف وتطرف وهمجية، وفشلوا، وكان المسلمون في كل محطات التاريخ يقدمون للعالم أجمع ما يدحض هذه الصورة، وليس أدل على ذلك من الشواهد المتمثلة في معظم المجتمعات الأسلامية التي تتجاور فيها العقائد والأديان، وتنتشر فيها قيم حسن الجوار واحترام الآخر، بما يرضي الله".

وتابع: "اليوم، يبدو أن كل ما فعله السلف الصالح في مهب الأخطار. والآلة الأعلامية الجهنمية تعمل ليل نهار في كل أصقاع الأرض لترويج اسلام التكفير والذبح والتخلف، ويستدلون على ذلك بما يفعله المسلمون تجاه بعضهم البعض، حيث تنتشر الحروب الدامية، وتتعاظم الكراهيات، ويوصم المسلمون بما ليس فيهم وليس من دينهم.
لكنها، أيها الأخوة والعلماء، سحابة سوداء زائلة بأذن الله. من هنا نتطلع جميعا الى مهمتكم الكبيرة، في هذا الظرف العصيب، لتقويم هذا الأعوجاج، بل هو الأنحراف، بما تمتلكون من علم وحصافة وحكمة ورأي سديد. وانا لن ندافع عن الأسلام بما يرفضه الأسلام، بل بقيم الأسلام، وبالأيمان القاطع بأن الحق قائم في الأرض مهما كانت للباطل صولات وجولات. واني هنا، أثق ملء الثقة، بأن علماء المسلمين، سيتمكنون بروية وجرأة معا، في ازالة المزاعم الآثمة التي يروجها أعداء الأسلام، وفي حماية النشء الجديد والأجيال الطالعة من هذه الانحرافات، وفي العمل على التقريب بين المسلمين، كل المسلمين، بكل مذاهبهم وأطيافهم، على قاعدة أن أي خلاف بين المسلمين قد يكون في جوهره خلافا في السياسة أو في الأفكار الدنيوية، لكنهم جميعا أبناء دين واحد وأتباع نبي واحد، وليس ما بينهم من فروقات في الطرق مما يستدعي عدواة واقتتالا، بل لربما هو مصد حوار ونقاش يغني ولا يضر، ويؤكد حيوية هذه الرسالة العظيمة، التي لم تكن الا لخير البشرية في كل زمان ومكان".

وقال: "أنتم أيها السادة علماؤنا ومشايخنا ورعاتنا، وكلمتكم عند الناس فوق كلمتنا، وبالتالي فأنتم مطالبون بالدور الأصعب والأنبل، عبر منابركم وعبر صلاتكم مع المجتمع، ورغم كل ما تتعرضون له من اجحاف وغبن، ورغم الظروف القاتمة التي تحيط بنا، ولكن إن لم تكن كلمة أهل العلم هي الكلمة الفصل، فلمن نترك الساحة؟"

ورأى أن "الأمة في مهب أخطار جسام، والوطن يتخبط في خلافات تتخذ زورا لبوس الدين، والمجتمع ضائع حائر، والجيل الشاب غارق في المتاهات، وحسبي أن أذكر أن نسبة تعاطي المخدرات في المدارس وخارجها في طرابلس والشمال هي نسبة مرعبة. فمن غيركم يرفع الصوت وينير المصابيح وينتصر للحق، ولا يبتغي من كل ذلك سوى أداء الواجب ومرضاة الله عز وجل؟".

واعتبر أن "الأمة غافلة عما يعده لها أعداؤها، وقد أتى الكيان الصهيوني في الأسابيع الماضية لكي يوقظ هذه الأمة من غفلتها، ورب ضارة نافعة. بكل جنون وعهر وصفاقة، انزعج المشؤوم نتنياهو من صوت الأذان، وأعاد احياء قانون قديم يقضي بخفض أصوات الأذان ومنع استعمال مكبرات الصوت في كل مآذن فلسطين المحتلة، وخصوصا في القدس وفي المسجد الأقصى. المؤلم أن الأمة لم تتحرك، وأن الرد الأول أتى من أهالي القدس الذين خرجوا الى أسطح المباني والمنازل ورفعوا الصوت الواحد: الله أكبر، ألله أكبر، ألله أكبر، وكانت أصواتهم أقوى من أي مكبرات، وكان المشهد جليلا وعظيما تقشعر له الأبدان.

ولم يتأخر الأخوة المسيحيون في رد صاعق على نتنياهو وعصابته حين صدحت كنائس القدس وبيت لحم والمدن الفلسطينية بالأذان، وسمع الصهاينة جميعا من الأديرة والكنائس في فلسطين المحتلة، أذان المسلمين.

ثم أتى رد صاعق آخر حين أصيب أعضاء الكنيست بالفالج وهم يسمعون "ألله أكبر" والأذان كاملا من نائب عربي ومن على منبرهم العنصري الحاقد".

وتابع لنتنياهو أقول: إذا كانت حجتك هي قرب منزلك من المسجد الأقصى، وأنك تنزعج من صوت المؤذن، فإن عليك أن تنقل بيتك الى مكان آخر، ليس بعيدا عن المسجد الأقصى فقط، بل بعيدا عن كل فلسطين، وان لم تفعل ذلك من تلقاء نفسك، فإننا سنتكفل باقتلاعه في يوم قريب هو يوم النصر ويوم استعادة فلسطين الحبيبة ومقدساتنا وكراماتنا، بفضل سواعد المقاومين من أبناء فلسطين ولبنان وكل العرب".

أضاف :"لن أخوض في هذه المناسبة العطرة في السياسة الداخلية كثيرا، وأكتفي بالقول إننا ما زلنا متمسكين بالآمال التي نعقدها على العهد الجديد.

قلت وكررت أكثر من مرة، إن وصول فخامة الرئيس ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية في هذا المناخ التوافقي هو فرصة تاريخية، وأنا أقصد ما أقول حرفيا، ولكن لكي تكون الفرصة تاريخية فعلا، فإن الخطوة الأولى تتجسد بحكومة العهد الأولى التي نريدها حكومة اتحاد وطني لا حكومة تحاصص، والاتحاد الوطني يكون بمشاركة الجميع في هذه الحكومة، دون عزل ودون استبعاد، ودون احادية، وطبعا دون ألاعيب تعيد استنساخ حكومات التفتيت الطائفي والمذهبي. وهي الحكومة المطالبة قبل أي شيء آخر بإقرار قانون انتخابات جديد قائم على النسبية، بما يتوافق مع اتفاق الطائف ومع المواثيق الدستورية كما مع مواثيق العيش المشترك. وبهذه الطريقة يمكن حقا أن نستثمر الفرصة التاريخية، ونشرع جميعا في بناء دولة القانون والعدالة والمؤسسات".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة