خرج اللقاء الذي أقامه الوزير السابق فيصل كرامي أمس في طرابلس، عن كونه مجرد لقاء ديني يقام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ليحمل أكثر من بعد ومغزى، ويتضمّن رسائل متعددة، حرص كرامي على توجيهها.
كرامي عن كيف استطاع أن يجمع كل هؤلاء المتخاصمين، رد ضاحكاً: "جدّي كان مفتياً"، في إشارة إلى رئيس الحكومة الأسبق ورجل الاستقلال عبد الحميد كرامي، الذي كان مُعمَّماً ومفتياً لطرابلس قبل دخوله معترك الحياة السياسية.
وأوضح "أفندي" طرابلس أن "خطابي، وعلاقتي الجيدة مع الجميع بلا استثناء، والظروف التي تمرّ بها الأمة، شكلت جميعها عاملاً أساسياً في جمع المشايخ، لأنه إذا لم نوحد كلمتنا، ونتضامن حول القضايا التي تجمعنا، ومن أبرزها الأقصى والقدس وفلسطين، وكون الأمة مستهدفة، فإننا سنبقى نراوح مكاننا".
وشدد كرامي على أن"جميع المسلمين في العالم باتوا مستهدفين، وأصبحوا يُصنّفون إرهابيين، سواء أكانوا سنّة أم شيعة أم غيرهما، ولا خيمة فوق رأس أحد، وبالتالي على المسلمين توحيد كلمتهم، وعدم التلهي بجنس الملائكة، لأن الكلّ متهم ومستهدف»، معتبراً أن اللقاء هو «رسالة لطرابلس وسنّة لبنان والأمة الإسلامية تدعوهم إلى إعادة تحديد البوصلة باتجاه أرض الإسراء والمعراج".
وأسف كرامي لأنه "بعد مرور نحو أسبوعين على منع (رئيس وزراء حكومة العدو بينامين) نتنياهو بث الأذان من مكبرات الصوت في مساجد القدس، لم يتحرّك أحد شاجباً، فهل بات أمر كهذا لا يعنينا؟ وهل لم تعد إسرائيل عدونا؟ ثم أليس معيباً أن يتحرك مسيحيو القدس وفلسطين تنديداً، بينما يبقى المسلمون في أنحاء العالم مجرد متفرجين؟».
وفيما دعا كرامي المفتي دريان إلى «توحيد الطائفة وفق خريطة طريق تجمعنا ولا تفرقنا"، علم أن مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الذي لم يدع إلى اللقاء، والذي تشوب علاقته بكرامي قطيعة منذ سنوات، حاول إفشال اللقاء عبر دعوة بعض المشايخ إلى المقاطعة، لكن قلة لبوا طلبه.
ويعطي اللقاء دعماً سياسياً ومعنوياً لكرامي داخل "البيت السني" وعلى الصعيد الوطني، لأن جمعه هذا العدد من المشايخ الذين تتباعد بينهم الرؤى السياسية والدينية، مثّل حدثاً ورسالة سياسية مهمة، في الوقت الذي يعجز فيه أركان الطائفة الآخرون عن فعل الأمر عينه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News