أقامت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، بالتعاون مع السفارة الاندونيسية في لبنان، ندوة علمية حول "دور المساجد في بناء الحضارة" في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الامين وسط بيروت، في حضور ممثل الرئيس المكلف سعد الحريري النائب محمد قباني، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، سفير إندونيسيا احمد خازن خميدي وممثلي عدد من السفراء، شخصيات سياسية، اجتماعية، ثقافية، رؤساء جمعيات، هيئات، مراكز إسلامية، قضاة شرع وعلماء.
استهلت الندوة بكلمة للمفتي دريان قال فيها: "نلتقي واياكم في ندوة هي نتيجة تعاون بين السفارة الاندونيسية في لبنان ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، وهي أيضا نتيجة الاتفاقية التي تم توقيعها بين دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ووزارة الشؤون الدينية في اندونيسيا، هذه الاتفاقية التي تهدف من ضمن بنودها ان يكون هنالك لقاءات وندوات ومحاضرات مشتركة بيننا والاخوة الاندونيسيين سواء في لبنان او في اندونيسيا".
اضاف: "ما احوجنا اليوم الى دور المسجد، الدور الجامع والشامل لمساجدنا في لبنان وفي البلاد العربية وفي البلاد الإسلامية، نحن بحاجة الى هذا الدور الجامع لمساجدنا لتكون صروحا لاشعاع الخير والحق والعدل والتسامح والرحمة والانفتاح على الجميع، المساجد هي صروح العبادة، هي مراكز صناعة الانسان، الانسان المسلم الذي يعيش مع واقع عصره، وينظر الى افاق ما في هذا العصر ليكون داعيا الى الله سبحانه وتعالى وفق معطيات العصر ووفق التقدم العلمي الموجود في هذا العصر".
واشار الى ان "أهمية هذه الندوة تأتي لأننا اليوم نعيش نحن المسلمين في محنة كبيرة، ونعيش نحن المسلمين في خطر كبير، وذلك لان ديننا في خطر، يتعرض لتشويه كبير في مفاهيمه الصحيحة بتحويلها عن مسارها الصحيح الى مسارات أخرى لم ينزل الله بها من سلطان، هذه المسارات تؤدي الى ان يأخذ الناس فكرة عن ديننا الإسلامي انه دين العنف، وانه دين الإرهاب، وانه دين عدم تقبل الاخر، لا رحمة فيه ولا مسامحة، بل العكس هو الصحيح تماما، الدين الإسلامي هو دين الرحمة، والاخلاق والمحبة والتسامح، واجبنا اليوم ان نعزز من دور المساجد التي لدينا والتي سوف ننشئها، هذا الدور يجب ان يكون له ابعاد مهمة في تصحيح صورة الإسلام في بلادنا وفي بلاد العرب وفي بلاد العالم، نحن اليوم في امس الحاجة الى دور المسجد الجامع، لا يقتصر دور المسجد فقط على انه مكان لاداء العبادة، الصلوات الخمس، المسجد له دور أساسي في صنع الدعاة، وله أيضا الدور الصحي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وله دور أساسي في تربية النشء القادم، لأننا نريد ان نعلم أولادنا واحفادنا سماحة الإسلام وقيم الإسلام واعتدال الإسلام".
وتحدث السفير خميدي فقال: "ان هذه الندوة هي استمرارية من برامج التعاون بين سفارة اندونيسيا ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، من اجل تعزيز العلاقة الثنائية بين اندونيسيا ولبنان خصوصا في مجال الدين والتربية".
وشكر المفتي دريان على دعمه الكبير ورعايته في إنجاح هذه البرامج "لتكون العلاقة بين البلدين اقوى وامتن".
اضاف: "العالم الإسلامي يعاني من الازمات الاجتماعية والتدهور الحضاري. وظهور التطرف والإرهاب والنزاعات المسلحة تهدد الحياة، ولم نجد حلا لوقف تلك النزاعات، شوه وجه الدين بافعال لا أخلاقية تحت اسم الإسلام. ومن الواضح ان التطرف والإرهاب ليسا جزءا من الدين. ولا يوجد دين الا ويدعو الى السلام والانسجام".
ونتمنى ان "يكون هذا التعاون بين مسجدي الدولة الاستقلال ومحمد الأمين نقطة الانطلاق لبناء الحضارة، من اجل تحقيق السلام والأمان".
ثم ادار الندوة العلمية الشيخ محمد الخانجي، وتحدث فيها كل من امين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ امين الكردي ومدير المعهد العالي لعلوم القران وامام مسجد الاستقلال في جاكرتا الدكتور نزار الدين عمر ورئيس ادارة المسجد الاكبر في جاوا الغربية الحاج تشيشي سوبراتا، وركزت الكلمات على ان المسجد هو "مكان للتعبد وله دور اساسي في تماسك المجتمع وتقوية الروابط الاجتماعية وتثقيف الامة وتطوير المجتمع".
وقدم السفير الاندونيسي لمفتي الجمهورية درعا تكريمية عربون محبة وتقدير لخدمة الإسلام والمسلمين، كما قدم للمشاركين في الندوة دروع شكر لتعاونهم المثمر في إنجاح أهداف هذه الندوة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News