يُنتظر ان تتبلور في مطلع الأسبوع الحالي كل معالم التفاصيل التي دفعتْ بعملية تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان نحو نهايتها الوشيكة المرتقبة هذا الاسبوع ما لم تتطرأ عقبات مفاجئة في اللحظات الأخيرة، وهو أمرٌ لا يمكن إسقاطه من الحسابات دائماً في لبنان.
وتتعلق هذه التفاصيل تحديداً باستكمال التوافقات المطلوبة حول منح تيار «المردة» بزعامة النائب سليمان فرنجية حقيبة الأشغال العامة الوزارية التي سبق ان مُنحت في التوزيعة الأساسية للحقائب التي وضعها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى حزب «القوات اللبنانية»، في وقتٍ تَمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري بالاحتفاظ بها من ضمن حصته الوزارية.
واذا كانت الأيام الثلاثة الأخيرة شهدتْ تبدُّلاً واسعاً في المناخ السياسي والاعلامي المتّصل بعملية تشكيل الحكومة تُرجم بإشاعة انطباعات ومعطيات عن اقتراب الانفراج هذا الاسبوع تحديداً، فإن الأوساط المعنية بإنجاح هذا المسعى المتقدم استمرت في التحفظ عن التزام موعدٍ نهائي لولادة الحكومة ولو انها لم تحجب تفاؤلها الواسع بأن الحكومة ستكون الهدية التي يترقّبها الجميع عشية عيديْ الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وقالت هذه الأوساط ان التنسيق بين المراجع المعنية وخصوصاً بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري والرئيس بري بلغ في الأيام الأخيرة ذروته بما يؤشر الى اقتراب العدّ العكسي من نهايته لزيارة الرئيس الحريري قصر بعبدا حاملاً الطبعة الأخيرة من التشكيلة الحكومية في الأيام القليلة المقبلة، إلا اذا اقتضت اللمسات الأخيرة زيارةً ما قبل إعلان الولادة لإنجازها لاحقاً.
وأشارت الأوساط الى ان مجمل المشاورات تتركز على تجاوز العقدة الأخيرة التي تفترض منْح تيار «المردة» حقيبة الأشغال، الأمر الذي يبدو انه اتُفق عليه بين الحريري وكل من بري وفرنجية، ويتطلب في المقابل التوافق مع «القوات اللبنانية» على منْحها حقيبة الصحة، فيما يجري البحث مع بري في الحقيبة البديلة التي ستأخذها كتلته مقابل الأشغال التي تمسك بها دائماً.
هذا في ما يتعلق بالحقائب، أما في الإجراءات الاخرى المواكِبة لعملية تسهيل الولادة الحكومية، فان الأوساط تؤكد ما تَسرّب في الساعات الأخيرة عن نجاح مسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمصالحة بين رئيس الجمهورية العماد عون والنائب سليمان فرنجية ستشكل حال حصولها إضاءة للإشارة الخضراء امام ولادة الحكومة وبدء المرحلة التالية من عمر العهد الجديد.
ذلك ان الاتصالات قطعت شوطاً كبيراً في الإعداد للقاء بين عون وفرنجية وإن لم يكون السيناريو الجاري إعداده لهذا اللقاء قد تَقرر نهائياً بعد. واذ تتحدث معلومات عن قيام البطريرك الراعي يرافقه فرنجية بزيارة الرئيس عون في قصر بعبدا اليوم او غدا على أبعد تقدير، فإن الأوساط نفسها لم تجزم بان الأمر تَقرر على هذا النحو نهائياً ولو انه يبقى السيناريو الأكثر رجحاناً.، وقالت ان ما تسرب من معطيات يؤكد ان وساطة البطريرك ستنجح بعدما اندفع بقوة لإقناع رئيس الجمهورية وزعيم «المردة» بوساطته، وان الايام الفاصلة بين مطلع الاسبوع الحالي وعيد الميلاد في 25 الجاري ستشهد طيّ صفحة الخصومة الحادة التي نشأتْ بين عون وفرنجية أقلّه كركيزة أساسية لانطلاقة الحكومة الجديدة.
ولفتت الأوساط عيْنها الى ان من المتوقع ايضاً ان يكون ثمة لقاء بين «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس) وتيار «المردة» في إطار حركة سياسية أطلقها «التيار الحر» (يترأسه صهر عون الوزير جبران باسيل) عبر وفود منه الى مختلف القوى السياسية للبحث مع الجميع في ملف قانون الانتخاب الجديد على قاعدة فصل مسار الملف الانتخابي عن المسار الحكومي. ومن المتوقع ان تشمل حركة الزيارات هذه تيار «المردة» أيضاً بحيث ترفد ضمناً المصالحة المتوقّعة بين الرئيس عون والنائب فرنجية.
وتلفت الاوساط في هذا السياق الى انه اذا كانت الأنظار مشدودة حالياً الى عملية استيلاد الحكومة الجديدة كتطورٍ ايجابي مفصلي وأساسي، فان الاستحقاق الداهم الاول الذي ستنتقل اليه الاهتمامات فور تشكيل الحكومة وتأليف اللجنة الوزارية لوضع البيان الوزاري للحكومة، يتمثل بقانون الانتخاب الجديد الذي تثار مخاوف واسعة من تعذُّر إمكانات إنجازه في حشرة المهل التي ستجد الحكومة الجديدة نفسها في مواجهتها. والصراع الكبير بدأ ضمناً قبل ولادة الحكومة وسط شكوك كبيرة في القدرة على التوافق السياسي حول قانون جديد في وقتٍ لن يكون أمام الحكومة سوى خمسة او ستة اشهر لإجراء الانتخابات في موعدها بين ابريل ومايو المقبلين بما يضاعف احتمالات اجرائها وفق القانون النافذ الذي يعلن الجميع رفضهم له فيما يتسارع عامل الوقت والمهل بما يوحي حتى الآن بأن لا بديل منه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News