المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 13 كانون الأول 2016 - 18:47 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

حُسِمت.. نصرالله يرد التحية لجعجع

حُسِمت.. نصرالله يرد التحية لجعجع

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

غزل وغمز تعلوهما إبتسامة عريضة مع خجل مغمور بشوق "لئيم" وتباهٍ بمفاتن علاقة تطبخ على نارٍ هادئة، كلام هادئ قابله رد أحرف ناعمة زيّنها إعتراف وجودي بشريحة واسعة يجب أن تزيل الغشاء عن نظرها كي ترى الأفق بوضوح.

كلام "حكيم" على مائدة سيّد، حسنُ الفهم للرسائل، يتقبلها برحابة صدر فيستقبل دعوة الإتفاق على الطريق من عين التينة إلى الضاحية بتقديم المياه الباردة علها تطفئ حرارة السفر الطويل. وعلى الرغم من قرب المسافات تبقى التمنيات تسير على ضفة الآمال علها تصل إلى يابسة يجلُس عليها المرء متأملاً الأفق وكيف سيكون. هي واقعة العلاقة بين حزب الله والقوات اللبنانية اليوم التي تتزاحم الأقلام حول تفسيرها.

يذهب البعض بعيداً في تخيل طبيعة أو شكل العلاقة التي ستكون بين الطرفين في ظل العهد الجديد وبعد تشكيل الحكومة، يعول على الكلام الجديد المنفتح بين الخصمين اللدودين سياسياً وفكرياً، وتنسج التكهنات حوله في وقتٍ ينشط البعض في رمي السنانير بالمياه الراكدة علها تصطاد كرسياً أو طاولة يُجلس عليها لتفريغ ما في الصدور وإنهاء تراكمات عمرها أعوام.

لا يبدو أن في دوائر حزب الله أي نشاط غير عادي يدل على إنعطافة نحو القوات يمكن أن تحصل، ولا في أوراق حارة حريك أي أحرف تدل على إعداد لـ"إعلان نوايا" مثلاً. "بكير بعد" تقول مصادر حزب الله لـ"ليبانون ديبايت"، بانيةً كل الإيجابيات الجديدة التي تسبح في الفضاء على أنها "جو إعلامي إيجابي مرحب بها.. أهلاً وسهلاً".

الـ"أهلاً وسهلاً" هذه تفتح تساؤلات كثيرة عن نظرة حزب الله إلى طبيعة العلاقة مع القوات وما بني عليه في موضوع ما أدلى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة المتلفزة. أُخِذَ كثيراً في تحليل ما بين السطور وذهب البعض حد إعتبار أن "السيد يرسل رسائل نحو القوات"، لكن سقط في ذهن هؤلاء سهواً ربما أن المبادر في إرسال التحية هو الذي أراد أن يحفر في جدار العلاقة المنعدمة مع حارة حريك.

قبل أيام قليلة من كلام السيد حسن نصرالله، زار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الرئيس العماد ميشال عون في بعبدا، وبعد اللقاء صرّح بأنه "يأمل أن يصل التفاهم إلى عين التينة ولم لا إلى الضاحية أيضاً". قُرأ هذا الكلام جيداً في دوائر حزب الله. وعلى إعتبار أنه معروف عن الحزب رقي أخلاقه، كان واجبا عليه التعامل بالمثل، فإستغلّ "السيّد" مناسبة ظهوره التلفزيوني لرد التحية بتحية أكبر منها معترفاً ومحترماً لدور القوات اللبنانية وتمثيلها على الساحة.

إنتهى الحديث هنا ليتنقل إلى أوراق الصحف وصالونات السياسية التي بدأت تحلل وتقرأ وتستفسر عن السر الجديد، بينما حزب الله صامت. مصادره تؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول القوات التقرّب من حزب الله. سبق وحصل ذلك، لكن لـ"حارة حريك" خطوط بيانية ترسم أي علاقة مستقبلاً أو شكلها أو أي لقاء يمكن أن يعقد قبل حدوثه.

لا تستبعد المصادر إمكانية إلتقاء ممثلين عن حزب الله والقوات اللبنانية طالما "أننا نعيش في لبنان" كما أنها "لا تضع سقفاً على نوعية التمثيل.. كلو بوقتو"، لكنها ترى أن ذلك "غير قريب نسبياً" رغم أن "الطاولة موجودة لكن النية ليست موجودة". وفي الحديث عن النية هنا، تشير إلى نوايا القوات نحو حزب الله فـ"معراب جاهرت بتوجيه إتهامات قاسية لحزب الله في ما خص الوجود في سوريا مثلاً معطوف عليها سياق واسع من الإتهام التجريح على المستوى الداخلي" وما تصرح به القوات عادةً يعتبر "ثوابت سياسية لها" وهي أمور بالنسبة إلى حارة حريك "تعرقل الطريق أمام عقد لقاء قريب والحل بتذليل الإتهامات".

وفي هذه الضجة يبقى الثابت في كل ما تقدم واقعة وجود طاولة مجلس الوزراء وسقف مجلس النواب جامعاً للقوات كما حزب الله، حيث تصبح "طاولة السراي" مكاناً للتفاهم والتخاطب والإختلاط بين ممثلي الجانبين.. هكذا هو مستوى العلاقة اليوم وفي المستقبل القريب والباقي ليومه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة