كنعان: لا يكفي لعن الستين

تابع تكتل التغيير والاصلاح جولته على الكتل النيابية في سياق مبادرته لاقرار قانون انتخاب جديد، وقد زار وفد منه يضم النواب ابراهيم كنعان وغسان مخيبر وناجي غاريوس، مقر حزب الطاشناق في برج حمود، حيث التقى قيادة الحزب وعلى رأسها الامين العام النائب اغوب بقرادونيان.

وعقب اللقاء قال كنعان" في سياق مبادرتنا لوضع قانون الانتخاب في سلم اولويات الكتل، وعلى طاولة المؤسسات الدستورية، تشرفنا اليوم بزيارة قيادة حزب الطاشناق، والتقينا الامين العام والقيادة، وجرى التداول في كل تفاصيل هذا الملف. وكان هناك تفاهم على ضرورة ان يأخذ هذا الامر مجراه بمعزل عن المعوقات التي نشهدها في كل فترة. ويجب ان لا نتوقف عن استكمال واقرار قانون انتخاب جديد".

اضاف" هناك ضرورة لتمثيل عادل، والشراكة غير مؤمنة منذ الطائف، في ضوء الخلل بالتمثيل المسيحي والتوازنات المسيحية الاسلامية، ما ينعكس سلباً على الثقة والديموقراطية، ونسعى بعملنا اليوم مع كل الاحزاب والكتل التي لديها الهم نفسه، في التوصل الىص يغة مشتركة منصفة وغير مجحفة بحث احد، لتأمين التمثيل للجميع في ظل المجتمع التعددي. واي قانون يجب ان يؤدي هذا الغرض. وعلى رغم الطروحات المختلفة لناحية الانظمة النسبية او الاكثرية او المختلطة، فالمطلوب عدم النظر الى الوضع الخاص بمعزل عن الوضع العام، فهناك ضرورة لمراعاة تمثيل كل الطوائف، ونحن كتكل وتيار، حريصون على تمثيل الطائفة الارمنية، ونتشارك مع حليفنا في حزب الطاشناق بهذا الهم، ونريد كذلك تمثيل كل الاقليات، لأننا نعتبر ان كل مكون من مكونات المجتمع اللبناني هو ميزة وقيمة في مجتمعه، وكلنا من هذا المنطلق اكثريات. وقد تداولنا بهذه المسائل والاصلاحات المطلوبة والتي تهدف الى تعزيز الشفافية في العملية الانتخابية. والمجموعة التي نعمل على تشكيلها تهدف الى الاتفاق في اقرب فرصة على قانون انتخاب".

وقال بقرادونيان" مبادرة التكتل هي مبادرتنا، ونشكر الوفد على زيارته، وتبادلنا الآراء، ومن المهم الوصول الى مرحلة نقول فيها للناس، لقد سقطت اسطورة عدم الوصول الى قانون انتخاب. وهي الاسطورة المستمرة منذ سنوات، وقد ترافق ذلك مع التشكيك بالقدرة على اقرار قانون جديد. واليوم، المطلوب مراعاة التمثيل الصحيح، ومن منطق التمثيل العادل".

اضاف " ونحن في حزب الطاشناق عانينا من القوانين المجحفة، كسائر الاطراف المسيحية الأخرى. ولم يسمع البعض في العام 2000 ما قلناه، لناحية التحذير من التمثيل غير الصحيح، الذي ادى الى اضطرابات سياسية وامنية وانهيار اقتصادي. وفي ظل عهد الميثاقية والشراكة، حان الوقت للوصول الى قانون عادل، هناك اتجاه ان يكون نسبياً. والمطلوب قبول الجميع من قبل الجميع، ونحن نحترم خصوصيات الغير، ونطالب الغير باحترام خصوصيتنا واعتماد المعيار الواحد، لاجل الشراكة والميثاقية. ومن هنا، هناك تطابق في الآراء مع حليفنا التيار الوطني الحر، ويمكن ان ننطلق منه الى اطراف أخرى".

وقال " هناك مرحلة جديدة امامنا، فاما ان نستفيد منها، او لن يكون بامكاننا طمأنة اولادنا الى مستقبل الوطن. ونحن كلنا ثقة بأن جميع المواطنين سيكون لهم الحق العادل بالتمثيل في ظل هذا العد، في لبنان والاغتراب. ونتمنى ان تكون هناك نظرة خاصة للاغتراب، ونحن كطائفة ارمنية، لدينا قسم كبير من ابنائنا في دول الاغتراب، ويجب ان يلحظهم قانون الانتخاب الجديد، مترافقاً مع اصلاحات بعد فساد لعقود في البلاد، ويجب ان تكون هناك انطلاقة جديدة".

وكان الوفد زار مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي، بالاضافة الى النائب نعمة الله ابي نصر، حيث التقى كتلة الحزب والتي تضم النائبين اسعد حردان ومروان فارس، في سياق الجولة على القوى والاحزاب لخلق دينامية لاقرار قانون جديد للانتخابات.

وبعد اللقاء قال كنعان: هدف الزيارة يأتي في سياق مبادرة وضع قانون الانتخاب على جدول اعمال الكتل وضمن اولوياتها. ونحن نعتبر ان الوقت بات داهماً، ونتشارك بهذا الهم مع الوزير حردان وكتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومع الكثير من الكتل لناحية المواقف المعلنة. وهمنا ان لا نترك هذا الموضوع للظروف السياسية، وان نشكل قوة دفع لاستكمال النقاش داخل المؤسسات الدستورية وخارجها، ولا يجوز ان يبقى قانون الانتخاب ينتظر دوره. وهذه المسألة كان من المفترض ان تتم بحسب الاصول منذ 26 عاماً. ولناحية موقفنا المشترك، فنتفق على النسبية، ونتفهم كتكتل ضرورة الانفتاح على النقاش للوصول الى صيغة مشتركة، نأمل في ان تكون الصيغة التي نحملها لان النسبية تشكيل ضمانة للجميع.

اضاف "تمنينا على كتلة الحزب القومي ان يكون هناك تعاون مشترك في ما بيننا ومع سائر الكتل لتشكيل مجموعة من ممثلي الاحزاب، تقوم بعمل بعيد عن الاعلام، لاحداث خرق في ما يتعلق بقانون الانتخاب، فلا يجوز ان نذهب الى الانتخاب بالقانون الذي نلعنه، او بالرضخ للتمديد الذي لا يرغب احد في التمديد له لانه يدل الى العجز والسلبية، وهو ما لا يريده العهد الذي يحمل الأمل".

اما حردان فقال "التقينا الاصدقاء في التكتل والتيار، وقدرنا ايجابيتهم في تحريك هذا الملف الذي يشكل اولوية في عقل اللبنانيين. وجميع اللبنانيين يريدون الانتقال من الحالة الراهنة الى مستقبل مستقر، مقرون بالاصلاح السياسي الذي يبدأ بايجاد قانون انتخابي يتساوى فيه المواطنون. ونحن نأخذ الامر بجدية ومسؤولية، ونعتبرها نقطة مركزية يجب التمسك بها، لانها بداية الاصلاح السياسي في لبنان، ويجب عدم تكرار اخطاء الماضي مع التداعيات التي حملتها".

اضاف" نعم لتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني واحترام الدستور وتنفيذه خارج مسألة الاستنسابية. فقانون الانتخاب مسألة رئيسية. وقد استمعنا الى وجهة نظر زملائنا وحلفائنا، وتفهمنا طبيعتها، وننطلق من قانون انتخاب يعتمد النسبية. وهي مسألة قابلة للنقاش والتطوير من خلال الافكار التي طرحها الاستاذ ابراهيم، في سياق مجموعة تتواصل في ما بينها وتتشكل من الكتل، لانضاج قانون انتخاب يتوافق عليه الجميع. ونحن يسكننا القلق من عدم مواجهة واقع التمديد او الانتخابات على قاعدة الستين. ونحن لسنا مع التمديد ولا مع الانتخابات على اساس الستين، بل مع اصلاح سياسي يبدأ بقانون انتخاب يعتمد النسبية على اساس لبنان دائرة واحدة".