كل الامتنان للروح القدس الذي بدا انه يمسك بيد الجمهورية دون الاكتراث بالايقاع الكارثي الذي يضرب خرائط، وانظمة، ومجتمعات المنطقة.
هكذا، وحين كان هناك من يقرع ناقوس الخطر من انفجار سياسي واقتصادي، وربما أمني، فرشت السجادة الحمراء أمام العماد ميشال عون للوصول الى قصر بعبدا، فجأة اختفت حقول الالغام لتعلو من هناك صيحة «يا شعب لبنان العظيم».
وهكذا، وحين كان هناك من يؤكد ان التشكيلة دخلت الى الثلاجة بعدما بدا ان الرئيس سعد الحريري تلقى طعنة في الظهر، وربما في الصدر ايضاً، من «الراعي الصالح»، اذا بتحولات حلب، تقلب المشهد رأساً على عقب وتعلن مراسيم التشكيل حتى ظهر وكأن الامين العام لمجلس الوزراء قرأ الأسماء بشيء من التعثر كما لأنه لا يصدق ما ترى عيناه.
بادئ ذي بدء، لا بد من الثناء على الرئيس تمام سلام، رجل الصبر، والتواضع، والاصرار، والرقي، مصطحباً مولانا ابا عثمان الجاحظ (الوزير رشيد درباس) بالحصافة، وبالفصاحة، التي لا يشق لها غبار، مع التمني بألا يكون غياب الوزير الياس بو صعب، بديناميكية القرن وبرؤيوية القرن، طويلاً عن السلطة.
الذي دفع بالحكومة الى الضوء يريد لها ان تتجاوز اشكالات، واشكاليات، البيان الوزاري. قيل لنا انها لن تكون حكومة المواد المتفجرة، والرؤوس المتفجرة، وان كانت أزعجت الكثيرين مقاربة الرئيس الحريري الخاطفة لاحداث حلب.
معطيات كثيرة تثبت ان الحكومة ستمضي انسيابياً، قد تكون مسودة عن حكومة العهد الاولى، وان كان هناك من يرى فيها حكومة «ما هب ودب». وزراء على شكل روبوتات او ببغاءات، وبدا فاضحاً جداً ما ألصق ببعض وزراء الدولة من تسميات...
لا ريب ان الدولة بحاجة الى وزارة للتخطيط، ونعتقد ان رئيس الجمهورية سيعمل على استحداث هذه الوزارة، ولكن ماذا يستطيع الوزير ميشال فرعون ان يفعل في مجال التخطيط، وأين هي الهيكلية الادارية التي أمامه، وهو الذي يعلم، وكانت تجربته ناجحة في وزارة السياحة، ان التخطيط بحاجة الى أدمغة استثنائية في دولة تحكم بلغة الادغال.
جان اوغاسبيان وزير دولة لشؤون المرأة. هل سمعتم صاحب المعالي يدلي بعبارة واحدة، طوال مسيرته السياسية، عن المرأة وشؤونها وشجونها؟
هذا في حين تسند مهام التنمية الادارية الى المرأة الوحيدة في الحكومة الوزيرة عناية عز الدين وان قيل لنا ان هناك عوائق محددة تحول دون صاحبة المعالي وتسلم الملفات الحساسة جداً (سوسيولوجياً وفقهياً) والخاصة بالمرأة.
اما اذا كنتم تسألون اين هي ستريدا جعجع التي كافحت، مع النائب ايلي كيروز، في هذا المجال، ففي «القوات اللبنانية» التي فرضت نفسها شريكة اساسية في العهد، لاجمع بين المعقد النيابي والحقيبة الوزارية. كنا نتمنى لو استقالت وازاحت عن كاهل الوزير اوغاسبيان تلك المهمة التي القيت على عاتقه دون اي دراية له في هذا المجال.
ترحيب حار بأن يكون هناك وزير دولة لمكافحة الفساد. لا نتصور ان الوزير نقولا تويني يحمل سيف ديموقليس ولا سيف قسطنطين الاكبر، يا صاحب المعالي قطع دابر الفساد يقتضي قطع رؤوس كثيرة بعضها الى جانبك في قاعة مجلس الوزراء.
ووزير دولة لحقوق الانسان، ايمن شقير، الوزير النخبوي، من افضل من يعنون بهذا المجال، وهو يعلم ان ثقافة القبائل، ولطالما تقاطعت مع ثقافة المافيات، حطمت المواطنة في المواطن اللبناني حطمت الكرامة بالدرجة الاولى.
اهلاً بزميلنا المثقف ملحم رياشي في وزارة الاعلام. العقل الهادىء، والعميق، البعيد عن جاذبية الضوضاء. ايضاً وأيضاً عن جاذبية الغوغاء.
ولأن زحلة تعنينا كثيراً، كاثوليكياً ولبنانياً (وحضارياً)، اختيارالوزير سليم جريصاتي كان مميزاً، كثيرون حاولوا الوقوف في وجهه لمرافعاته السياسية والقانونية وحتى الدستورية حيال المحكمة الدولية التي اذ تجاوزتها الاحداث، ثبت انها انشئت، كما اي محكمة مشابهة، لا من اجل القصاص وانما من اجل الاقتصاص ممن يزيحون عن النهج في لعبة الامم.
كلام كثير يقال في حكومة قصير العمر، وقصيرة المدى!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News