مفتي عكار: لمحاسبة القائمين على البرامج المثيرة للنعرات الدينية

أعلن مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا في بيان، أنه "مرة بعد مرة تثبت بعض القنوات الإعلامية اللبنانية أنها تسعى لبرامج الإثارة ولو كان ذلك على حساب الثوابت والمقدسات والمسلمات، وهي بذلك تؤكد أنها أداة للآخرين الذين يسعون لضرب الأديان والأنبياء جميعا، وإذا كانت الحروب تشتعل بأسلحة إلا أن مفتاح الشر كلمة، وقد تشعل هذه الكلمة فتنة لا تبقي ولا تذر".

واستنكر زكريا "التعرض والتطاول على مقام خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم"، مشيرا الى أنه "ليس مقبولا التعرض لمقام النبي تحت أي عنوان، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة والعدالة والإنسانية، وهو الذي عصمه الله ورفع ذكره وقدره ومنزلته".

وأكد أن "الطريقة المدانة التي عرضت فيها قناة الجديد كلام أناس يسيؤون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي طريقة مرفوضة تماما وهو أسلوب مهين وهو ترويج للإساءة ونشر للسفاهة وإعلان للباطل"، مطالبا "سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الطلب من المجلس الوطني للإعلام ومن وزير الإعلام وضع حد لهذا التفلت، وبأن تكون استضافة أي شيخ في حلقة تلفزيونية لأي برنامج بموافقة من دار الفتوى".

كما طالب "المراجع الروحية لدى الطوائف جميعا بإصدار بيانات ومواقف تدين هذه البرامج وهذا التطاول، لأن العدو واحد، والمحرك واحد، والمستهدف واحد، والهجمة العالمية اليوم على الدين لسلخ الشعوب عن دينها"، داعيا "لمحاسبة القائمين على هذه البرامج ومعاقبتهم لإثارتهم النعرات الدينية والطائفية والمذهبية".

وتوجه زكريا بالسؤال الى وسائل الإعلام، فقال: "هل انتهت البرامج النافعة والمفيدة والهادفة التي تعالج سائر المشاكل الاجتماعية والحياتية والتربوية والشبابية والأسرية وغيرها مما تعج بها مجتمعاتنا؟، أين علاج مشاكل المخدرات والسرقات والطلاق والتعنيف والخيانات الزوجية والعقوق والقتل وأكل الحقوق وظلم الآخرين؟،
وقد صارت البرامج التلفزيونية اللبنانية هذه الأيام مثار جدل كبير أمام عقلاء الأمة وهم يتساءلون أين هي من مصائب الأمة ونكباتها وكأنها في واد والأمة في واد آخر".

وختم: "اذا كنا جميعا نحارب الإرهاب والتطرف، فهذا التطاول وهذه البرامج وهذا التسويق للمتطرفين المتطاولين وإبرازهم على شاشات التلفزيون، هو من أكبر من يصنع الإرهاب، فالتطرف لا يكون فقط بالسلاح إنما قد يكون بالكلمة والعبارة والسخرية وازدراء الآخرين، ومحاربة التطرف لا تكون فقط بعد حصوله إنما بتوقيف أسبابه وإزالة مسبباته".