مختارات

 وليد الرجيب

وليد الرجيب

الراي الكويتية
الاثنين 02 كانون الثاني 2017 - 07:26 الراي الكويتية
 وليد الرجيب

وليد الرجيب

الراي الكويتية

هل العرب ماضويون؟

هل العرب ماضويون؟

دار حوار ذكي بين مثقفين، فأحد الأفاضل يرى أن العرب لا يرون ولا يفكرون بالمستقبل، بل يتحدثون بشكل دائم عن الماضي وعن أمجادهم، كما درج الآباء والأجداد على ذكر مفاضل زمانهم مقارنة بزمان أبنائهم، فهل هي ميزة يختص بها العرب فقط؟

قد يكون ذلك صحيحاً إلى حد ما، وفي ظني أن لذلك أسباباً موضوعية وذاتية، منها أننا لا نزال نحمل في دواخلنا تأثيرات القربى والقبيلة، فكل قبيلة تتحدث عن أمجادها وانتصاراتها، وهزيمتها للقبائل الأخرى، أو تفوقها بالعرق والنسب، وكلما زاد عدد أفراد القبيلة، زاد الفخر بالانتماء، فسلوك وشعور القبيلة ما زال يعيش في داخلنا كعرب.

وأيضاً باعتبارنا مسلمين، نتحدث وندون في مناهج التربية والتعليم، كم كنا أمة عظيمة، ونزرع في عقول أطفالنا هذه الخصال والأوصاف، الذين لم يروا شيئاً من هذا المجد المزعوم، بل إن هذا الوهم بحلم الماضي وأمجاد الدولة الإسلامية، جعل بعض الصبية والمراهقين، يرتكبون جرائم بشعة باسم الإسلام، كما اختفى التسامح الذي عرف به الإسلام، وظهرت نزعات العدوانية والكراهية تجاه الأديان الأخرى، وحمّلوا الدين الإسلامي الحنيف ما لم يكن به، وكأننا إزاء دين جديد يحمل نفس الاسم ولا يحمل نفس المحتوى والقيم التي ربينا عليها، كما تفشى الجهل والتخلف والخرافة بين شعوبنا العربية، حتى بين أوساط الشباب والشابات، ورغم أننا نشاهد ونلمس بأم العين مدى تقدم الأمم الأخرى، وتطور الإنسان وتحضره في كل مكان ما عدا الدول العربية.

فهل لدى الغرب هذه النزعة الماضوية، بالتأكيد هي موجودة بشكل محدود، خاصة لدى الشعوب التي تفتخر بأعراقها، أو عند بعض الأسر الممتدة التي تأثرت بالشرق أو كانت قريبة منه، مثل الإسبانيين والإيطاليين واليونانيين والايرلنديين، لكن هذه النزعة بدأت بالتلاشي مع اختلاط الأنساب والأعراق، والاهتمام بالإنجازات.

وفي ظني أيضاً أن أحد أسباب التمسك بأمجاد الماضي، هو الهزائم والذل من الاستعمار، فهزائم اليوم تجعل الإنسان يعود إلى ماضيه، مثل الشيخ الذي يستذكر قوته في شبابه، أو المرأة العجوز التي تستذكر جمالها وصباها، فالهروب من الهزائم وعدم القدرة على تبريرها، تدفعنا للحديث عن ماضينا، لأننا عاجزون عن تحقيق المجد في حاضرنا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة