اشارت مصادر في 8 آذار الى أنه "كان هناك سببين يمنعان أي حوار سابقاً بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية"، الأول هو "التاريخ الثقيل، ويتفرع منه العلاقة مع العدو الإسرائيلي والمجازر في الداخل وقضية الديبلوماسيين الإيرانيين". والثاني يتعلق بتموضع القوات إقليمياً"كرأس حربة للمشروع السعودي الذي يُعارض الحزب». ولكن نتيجة المعادلات الجديدة في البلد «يكون للقوى السياسية مقاربات مختلفة عن السابق".
ولفهم طريقة عمل حزب الله "يجب مقاربة الأمور من منظارها الإقليمي. ففي ظلّ الأوضاع الراهنة يهمّ الحزب أن يُقلّص عدد خصومه في الداخل. وهو ذهب بعيداً إلى حدّ محاورة السلفيين، فما الذي يحول دون محاورته القوات، وخاصة بعد اقتراب القوات من خطّه عبر تبنّي ترشيح الجنرال ما سهّل الأمور؟".
التواصل مع القوات "لم ينقطع على الصعيدين الوزاري والنيابي"، تقول مصادر 8 آذار. إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ الحوار قد انطلق، "من الممكن أن ينتج من المقاربات الجديدة أمر ما أو لا نصل إلى نتيجة. حتى الساعة لا شيء عملانياً". ولكن لماذا تبادل حزب الله الزيارات مع الكتائب وشُكلت لجنة لمتابعة العلاقات، والصيفي تتشارك التاريخ نفسه مع القوات؟ لا جواب واضحاً لدى المصادر سوى أنّ "الكتائب بادر إلى فتح قنوات الاتصال في عهد أمين الجميّل، ليتوقف الأمر بطلب من سامي الجميّل. ولكنهم بعد أن تبين لهم صدقية الحزب والتزامه مع عون، يرغبون في إعادة إحياء اللجنة. حالياً لا حوار لا مع القوات ولا مع الكتائب".
اعتراف نصرالله بوجود القوات كان مفاجئاً في معراب، لأنه "كان يتعمّد تجاهلنا". تقول مصادر القوات إنّ إيجابية حزب الله سبقتها "إشارات أرسلها جعجع. وبعد كلام إبراهيم أمين السيد لا يُمكن إلا أن نؤكد إرادة التلاقي، من دون أن نتجاهل الخلاف حول الرؤية الاستراتيجية".
بحسب القوات "هناك قرار لدى الطرفين بتحييد المسائل الخلافية، من دون أن يعني أنّ أحداً تراجع عن مبادئه". ما تريده معراب أن "نلتقي في مساحة مشتركة، لأنه بذلك يُمكن بناء البلد. وغير صحيح أنّ السبب هو ربح مشروع على آخر في المنطقة".
لكن مصادر في قوى 8 آذار، وأخرى في تيار المستقبل وفي التيار الوطني الحر، تؤكد أن سمير جعجع بات يدرك، منذ ما قبل إعلان دعمه وصول الجنرال عون إلى بعبدا، أن حزب الله ممر إلزامي لرئاسة الجمهورية، كما لأي مشروع ينبغي أن يحظى بتوافق وطني، ولو كان بمستوى الحصول على حقيبة سيادية. ولأجل ذلك، قرر الانفتاح على الحزب الذي لم ينهزم لا داخلياً ولا إقليمياً، وقوته تتعاظم يوماً بعد آخر.
تعتقد القوات أنّ حزب الله غيّر موقفه تجاهها بسبب "رؤيته الاستراتيجية ومصالحه، إضافة إلى الوضع الجديد الذي نتج من التفاهم مع العونيين ولا يُمكن أن يتجاوزه". هل تفصل القوات بين حزب الله العمل السياسي والحزب الذي يُشارك في الحرب السورية؟ "حزب الله هو واحد، ونأمل أن يرجع هذا الكلّ إلى المساحة الداخلية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News