عام 2008، وفي ظل إرتفاع منسوب التأزيم بين فريق الثامن والرابع عشر من آذار، وإشتداد رياح العلاقة بين الأول والنظام السوري، زار وفد لبناني دمشق يوم 10 تشرين الثاني 2008 ترأسه وزير الداخلية آنذاك، زياد باروود، وضم مرجعيات أمنية على رأسها المدير العام لقوى الأمن الداخلي (حينها) اللواء أشرف ريفي، حيث إلتقى الوفد اللبناني نظيره السوري برئاسة وزير الداخلية (وقتها) اللواء بسام عبد المجيد.
في ذلك الإجتماع الذي أتى في غمرة ظهور فتح الإسلام وإعتدائها على الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، أريد له أن يفتح كوّة في جدار التنسيق بين البلدين أدى إلى إتفاق على "تشكيل لجنة متابعة وتنسيق لبحث السبل المؤدية إلى تفعيل التعاون والتواصل بين الوزارتين، تكون مهمتها اقتراح أسس التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب والجرائم بأنواعها المختلفة، ووضع آلية مشتركة لضبط الحدود".
نذكر يومها أن اللواء ريفي كان يشكل إنطلاقاً من خلفيته السياسية، حالة إستفزازية لسوريا وحلفاءها في الداخل، خاصة بعد ما مرّ على لبنان في ذلك العام وقبله من حوادث سياسية بارزة، أتت بعيد إغتيال الرئيس رفيق الحريري والإنسحاب السوري من لبنان وما شكل من إنقسام، والأهم دخول حزب الله عسكرياً إلى بيروت في السابع من أيار وما فرضه من واقع منقسم كان اللواء الذي يرتدي البزة العسكرية، جزءً منه، لكن ما لا يقل أهمية وما يجب أن يمر عليه مرور الكرام، هو أن المحكمة الدولة كانت في ذلك العام تتهم دمشق بالوقوف خلف إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي بعد عام ونيف على تأسيسها (30/05/2007)، الرئيس الذي جعل ريفي من نفسه اليوم "ولياً لدماءه".. جلس يوماً مع من هو "مفترضاً" وفقاً للمحكمة، أنه يقف خلف عملية الإغتيال!
في العودة إلى وقائع تلك الزيارة، لم تخفِ المصادر السورية يومها أن الجو كان ايجابياً جداً ومتعاوناً جداً ولم يتوقف عند الشكليات والمشكلات السابقة "بحيث لم يشكل وجود المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ضمن الوفد أي حساسية بل كان وجوده طبيعياً وضرورياً". هكذا نظر النظام السوري إلى وجود اللواء الذي، ووفقاً لمعطيات تلك الفترة، ظهر في إجتماعاته للمرة الأولى دون الزي العسكري الرسمي الذي كان يحرص دائماً على إرتداءه..
ثمة من أعاد اليوم إخراج وثيقة من أدراج مكتبه تدل على مشاركة اللواء القديمة إلى جانب رؤس "نظام أمني" يتهمه اللواء الذي تخلى عن الأمن وسار خلف السياسية بأنه "مجرم"، قرّر الجلوس والعمل معه منطلقاً من إطار رسمي كونه "لواء". تعيد الوثيقة إلى الأذهان اليوم كيف كان "ريفي" يبتسم غبطاً في دمشق متعاوناً مع الأجهزة الأمنية السورية بعد أن إختير ممثلاً للجانب اللبناني، وكيف يتنكّر اليوم لأي تعاون حصل بينه وبينها قبل سنين ليست بطويلة، لا بل يتباهى بعدم التعاون معهم خلال توليه إدارة قوى الأمن!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News