مختارات

الجمعة 27 كانون الثاني 2017 - 07:03 الديار

في الخندق لا في القصر

في الخندق لا في القصر

من الحلقة الضيقة انه «لم يخلع ملابس الجنرال ليكون بطة عرجاء، أو تمثالاً من الشمع، في قصر بعبدا، ميشال عون هو ما في داخل ميشال عون، ولا تستهينوا بما يمكن ان يفعله اذا كان هناك من يحاول فرض الحصار عليه من خلال تلك اللعبة الساذجة حول قانون الانتخاب».

ويقال لنا «في لحظة ما، لن يضرب على الطاولة بل سيضرب على الارض، يدرك جيداً اي مدى من الهلهلة والخلخلة بلغته الجمهورية الثانية. لن يتواطأ مع الطبقة السياسية، وان كان مضطراً للجوء الى بعض ادواتها، لكنه حذر من حذر بأن الهيكل قد يسقط فوق رؤوس الجميع اذا ما بقي الضحك على الناس، واذا ما بقي التعامل مع الدولة على انها مغارة علي بابا».

كما يقال «ليس من الضروري ان يكون الدستور الثالث المدخل الى الجمهورية الثالثة، في نظره ان الفساد بلغ مبلغاً عظيماً. انت حذرت، في احد مقالاتك او في بعضها من اللحظة الاغريقية، وانا اقول لكن انه يحذر من اللحظة الجهنمية. ولكن كن واثقاً انه سيقاتل، وهو في الخندق لا في القصر، اي محاولة للدفاع عن الفساد تحت شعار الدفاع عن الطائفة او عن المذهب أو عن القبيلة».

المتكلم من الحلقة الضيقة يسأل عن ماكيافيلية البعض حين يبدون تخوفهم من ان تفضي النسبية الى زعزعة النظام، او الى حدوث اختلال في التوازنات «هل فيصل كرامي، وعبد الرحيم مراد، واسامة سعد، ووئام وهاب وفيصل الداوود من خارج النظام او من خارج الطوائف؟»

لا ينفي أبداً وجود زعامات فرضت نفسها، بطريقة أو بأخرى، وهي بمثابة اعمدة في الهيكل السياسي، «هذا لا يعني اختزال طوائف بكاملها في شخص واحد. والمنطق اننا حين نفاخر بالتنوع في الطوائف يفترض ان نفاخر اكثر بالتنوع في الطائفة، والا تحولت الجمهورية الى مجموعات من التوتاليتاريات التي تدفعها اكثر فأكثر نحو القرون الوسطى».

ونسأل ما اذا كان ثمة من مكان لليوتوبيا في زمننا، وفي محيطنا، والجواب الآتي من الحلقة الضيقة «ان احداً لا يدعي المثالية في السياسة، ولكن لن يغفر لنا أحد، ولن نغفر نحن لأنفسنا، اذا تخلينا عن المثالية في ادارة الشأن العام».

ويلاحظ «اننا في منطقة تعيش انهيارات كارثية على المستويات كافة، وليس خفياً أن هناك قوى دولية تريد للبنان ان يبقى خارج خارطة الحرائق، وايضاً خارج لعبة الحرائق. هذا كله لا يجدي اذا لم نوفر نحن، بأنفسنا، الايدي والضمائر. أستطيع ان اختزل لك ميشــال عون بأربع كلمات «ضمير نظيف ويد نظيفة»، وهو يريد ان تختزل السلطة بأربع كلمات أيضاً «الضمائر النظيفة والأيدي النظيفة».

ويقال لنا أن رئىس الجمهورية لن يقبل، في اي حال، بقانون الانتخاب الحالي، ولا ببعض التعديلات بالقفازات الحريرية، كما انه يعلم جيداً ان من الصعب، في ظل الظروف الاقليمية والداخلية، الدفع في اتجاه جراحة سياسية او دستورية بالصدمات الكهربائية. من الممكن جداً، ومن الضروري جداً، ان يكون هناك قانون للانتخاب لا «يخنق» الناس ولا يحوّل صناديق الاقتراع الى قبور للديموقراطية.

تأكيد بأن «فخامته» لن يغادر القصر الا والمادة 95 من الدستور (تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية) قد شقت طريقها الى التنفيذ، فالاصلاح «من اجل البقاء وبالاحرى من اجل الحياة» لا يتطلب فقط اعادة انتاج السلطة في لبنان بل انتاج المواطن في لبنان بعدما دفع، بأدوات معينة وبظروف معينة، الى القوقعة الطائفية او الى القوقعة المذهبية.

في نظر المتكلم ان هذا ليس بالمستحيل قطعاً. في البلد ظواهر مشعة لا تحصى باتجاه التفاعل مع قيم القرن كما مع مقتضيات القرن «ويمكنني التأكيد لكم بأن الجنرال سيبذل اقصى جهده لاخراج لبنان من قبضة القرن التاسع عشر».

يختم ضاحكاً، ربما بمرارة «الا تلاحظ ان بعض الساسة عندنا ما زالوا يتحدثون بلغة القرن التاسع عشر»، نسأل «القرن التاسع عشر بعد الميلاد، ام قبل الميلاد؟»
مثل فؤاد شهاب اشار ميشال عون الى الدستور وقال هذا هوالكتاب. ليس لكل شيخ قبيلة كتابه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة